news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
تـعلق الــرجـل بالمـرأة اللـعـوب..    بقـلـم : ريـمـا الـزغيّــر

تنفيس عن رغبات مكبوتة تلغي القيم وتخلط بين الحلال والحرام!!

 


ظاهرة غريبة تفشت في مجتمعاتنا العربية منذ فترة ليست بقليلة لكنها تتزايد يوماً بعد يوم لدرجة أنها أصبحت "كارثة"!؟ هل يكفينا أن ندق جرس الإنذار في كل بيت أم أننا نحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير!؟ ما الذي يردع الرجل عن ارتكاب خطايا اللهاث خلف الفتاة اللعوب بعد أن غابت القناعة والرضا عن قاموس حياته؟؟ لماذا يعبث الرجل بحياته كطفل صغير دون أن يدرك حجم الأذية التي يرتكبها بحق زوجته وبحق نفسه.

 

السمعة وكلام الناس صفات تُحاسب عليها المرأة فقط ، أما أغلبية الرجال فإنهم يتباهون بأي ذنب أخلاقي يرتكبونه وكأنه وسام للتفاخر به أمام الآخرين!! تساؤلات غريبة وكثيرة تفضي إلى أجوبة أكثر غرابة أجريناها في هذا التحقيق...

المبرر لارتكاب الخطيئة جاهز دائماً عند الرجل!!

 

الدكتور "سالم" أخصائي بالأمراض النسائية فسّر هذه الظاهرة "بالجملة البديهية التي يبرر بها الرجال نزواتهم دائم" حيث قال: "يبحث الرجل في هذه العلاقة عن شيء ينقصه مع زوجته حتماً، فلو كان مكتفياً لما لفتت انتباهه أي امرأة، وأعرف الكثير من الرجال الذين يهربون من بيوتهم ليرتموا بأحضان أي امرأة حيث يجدون السعادة بهذه العلاقة التي تتحول مع الأيام إلى عادة وإدمان وربما تتطور إلى حب وزواج لكن النهاية تكون غالباً فراق وطلاق".

 

أما السيد "سامر" تاجر فله مبرر آخر حيث قال: "الغيرة دفعتني إلى دخول هذا العالم المشبوه فقد رافقت أصدقائي أكثر من مرة إلى أماكن السهر، واكتشفت أن كل واحد منهم لديه "صديقة"، ودون أن أشعر رأيت نفسي متورطاً في علاقة غير شرعية مع فتاة تعمل في الملهى وجدت في هذه العلاقة شيء غريب عن المعتاد وبعيد عن المألوف. أسلوب هذا النوع من النساء في التعامل مع الرجل غريب ويبهر ويشد ويأسر"!!

من يجرب الانحراف والشذوذ عن الحياة الزوجية مرّة يستمر في ذلك مئة مرة، بهذه العبارة بدأ المحامي "أمجد" حديثه مؤكداً أن الزوجة قد تصفح عن نزوة زوجها إذا شعرت أنه نادم بالفعل وإذا كانت تحبه وتريد الحفاظ على بيتها واستقرار أسرتها لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هل يستطيع الرجل أن ينسى هذه النزوة والخطيئة التي ارتكبها ويعود لزوجته بكل كيانه وحبه أم أنه يركض مسرعاً عند كل خلاف تافه وصغير مع زوجته إلى أحضان الحب الحرام!؟ ويتابع السيد "أمجد" قائلاً: "الرجل مخلوق أغرب بكثير من المرأة ولا يعرف ماذا يريد بل يترك الحياة تأخذه أينما تريد. في عصرنا هذا المرأة هي التي تختار الرجل وتجره إلى الخطيئة وهو ليس أكثر من أداة للتنفيذ"!     

 

الزواج واجب.. والحب يبيح لنا ما نشاء!!

السيدة "د. ج" تقول عن رأيها في هذا الموضوع:" يجد الرجل متعة أكبر مع المرأة اللعوب حتى لو كان متزوجاً فهو يشبع غرائزه ورغباته الجنسية بطريقة يخجل أن يقوم بها مع زوجته. المرأة اللعوب تبادر بحركات غريبة من تلقاء نفسها وقبل أن يطلب منها ذلك، بالإضافة لأنه يريد أن تبقى زوجته دائماً امرأة مثالية ومربية صالحة لأبنائه وبالتالي يجب ألا تقوم بهذه التصرفات، وربما لأنه لا يريد من داخله أن تتفتح زوجته على هذه الأمور، ويفضّل أن تبقى دائماً في نظره الزوجة التقليدية".

 

السيد "ف، ر" مهندس معروف بسمعته الطيبة وأخلاقه العالية، زوجته امرأة مثقفة وجميلة ومن عائلة معروفة، ورغم ذلك أقام علاقة عاطفية مع امرأة أخرى يقول:" لا أعرف كيف حدثت هذه العلاقة، التقيت بها في إحدى السهرات ورغم أنها كانت برفقة رجل لكني أعجبت بها بشدة، وشعرت بانجذاب غريب تجاهها لدرجة أنها لاحظت ذلك، ولم تتردد بأن ترمي لي برقم هاتفها من تحت الطاولة. استغربت من جرأتها، ولكني لم أتردد بالاتصال بها، ورغم معرفتي بأن سمعتها سيئة تعلقت بها ونشأت بيننا علاقة عميقة كانت تتطور يوماً بعد يوم إلى أن وجدت نفسي وقد تزوجتها من شدة حبي لها

 

 وكانت تقنعني طوال الوقت أنني الرجل الوحيد في حياتها وأنها قطعت كل علاقاتها السابقة مع غيري، ولأنني أحببتها صدقتها وأخفيت الأمر عن "أم أولادي" تلافياً للمشاكل إلا أن زوجتي علمت بزواجي الثاني ولم تتقبل الموضوع أبداً، وبعد إصرارها الشديد على الطلاق انفصلنا، لكني اكتشفت بعد ذلك بأني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي فقد عادت زوجتي الثانية إلى ماضيها، وصارت تخرج كثيراً من المنزل دون أن أعلم، وبالنهاية اكتشفت أنها تخونني، وهنا شعرت بالذنب الكبير، وبأنني تسرّعت بالزواج من امرأة كان همها الوحيد هو المال والتسلية، وصارت عندي قناعة أن هذا النوع من النساء من المستحيل أن يعرف معنى الحب والإخلاص والحياة الزوجية، وكما يقولون: "من شب على شيء شاب عليه". خسرت زوجتي وأبنائي وسمعتي والسبب امرأة لعوب دمرت حياتي".

 

سلطان الحب على عقل الرجل!

تزوجها بعد علاقة حب لكن عائلته وأصدقاؤه كانوا دائماً يلفتون نظره إلى أن تصرفات زوجته ليست طبيعية، وبدوره كان يدافع عنها دائماً ولا يسمح لأحد بأن يتكلم عنها بطريقة سيئة، ومع مرور الأيام والسنوات أصبح يتلقى أخباراً كثيرة من أشخاص مجهولين بأن زوجته تخونه، وعندما كان يسأل زوجته كانت تبكي بشدة وتتهمه بأنه لا يثق بها، فيتراجع عن اتهامه مباشرة ويضعف أمام دموعها الغالية جداً على قلبه، حتى جاء اليوم الذي استيقظ فيه من غفوته حيث أرسل إليه أحد الأشخاص الصور التي تثبت خيانة زوجته له، وفي تلك اللحظة انهار الزوج العاشق والمخدوع وأسرع إلى والدته يشكي لها همه، وبسرعة البرق أخبرت الأم كل أفراد العائلة بهذه الفضيحة وطالبه الجميع بأن يطلقها، وفي زحمة المشاعر المتقلبة التي عاشها الزوج نفّذ قرار الطلاق مباشرة انتقاماً لكرامته المجروحة، وعاش في أزمة نفسية لا توصف من العذاب والصدمة التي لم يستفق منها إلا بعد عدة أشهر، لكن المفاجأة الأكبر أنه شعر بحنين كبير لزوجته، وندم لأنه طلقها لدرجة أنه صار يبكي كالأطفال أمام أصدقائه وأهله ويطلب منهم أن يعيدوا له زوجته التي يحبها إلى أحضانه. أما الزوجة فلا يعنيها هذا الأمر أبداً وما زالت تعيش حياة التسلية واللهو مع أي رجل تلتقيه!

 

الآنسة "نادي" موظفة تقول من خلال التجارب التي تراها أو تسمع عنها: "الرجل يهوى المغامرة سواء أكان سعيداً في حياته الزوجية أم غير سعيد، وسواء أكان متزوجاً أو عازباً، حتى لو كانت زوجته أجمل نساء العالم وأكثرهن ثقافة وعلماً، لأن الرجل طمّاع بطبعه ويحب إثبات رجولته أمام رفاقه وبأنه محبوب ومرغوب من كل النساء، بالإضافة لأنه إنسان ملول ويهوى التغيير في حياته. المشكلة هي في تركيبة الرجل الذي ليس أمان وليس في المرأة، لأنها مهما فعلت لتسعد زوجها فلن يكون راضياً وسعيداً، ويظل يشكي ويتذمر ليبرر لنفسه أي نزوة، والكثير من الرجال يختلقون العيوب في زوجاتهم ويفتعلون المشاكل حتى يجدون سبباً يحررهم من قيود الالتزام الزوجي، فتصبح أي امرأة في الشارع أحسن من زوجاتهم، والقليل من الرجال يكونون مخلصين لزوجاتهم وإن سمعنا عن أحدهم استغربن".

التربية ومخافة الله هي الأساس

 

أما السيدة "أم داني" فتؤكد أن التربية التي ينشأ عليها الإنسان سواء أكان رجلاً أم امرأة، وخوفه مما حرم الله، هي التي تؤثر على سلوكه عندما يكبر ويعيش حياته مع الشريك وتضيف: "من المستحيل أن ينحرف الإنسان الذي تربى في أسرة محافظة تنشئ أبناءها على الأخلاق والقيم والدين، قد يمر الإنسان بظروف سيئة في حياته لكن الأساس المتين لا ينهار بسهولة".

 

رأي القانون وعلم النفس:  "من يزني يُزنى به ولو بجداره"

المحامي الدكتور "محمد خير أحمد الفوال" استاذ في "جامعة دمشق"- كلية التربية اختصاص علم النفس، تشريعات الطفولة، اللغة العربية، طرائق تدريس اللغة الفرنسية، واستاذ في "جامعة السوربون الخامسة" تحدث عن رأيه في هذا الموضوع قائلاً: "لا بد من أن تكون هناك عاطفة عند الرجل تستغلها المرأة اللعوب التي ليس من الضرورة أن تكون جميلة فهي تستطيع بابتسامتها أو حركاتها أن تدخل شغاف قلب الرجل وتحرك غرائزه، فإذا كان متزوجاً يعيش حالة تناقض بين الإحجام أو الإقدام وفي لحظة ضعف نجده يتعلق بها، وقد يتجاوز كل عائق أمامه، وكم من رجل ذي منصب اجتماعي مرموق استغنى عن كل شيء أمام امرأة لعوب استطاعت أن تسيطر عليه، وتستغل ما ينقصه "نقص جنسي أو غير جنسي"!؟

 

ويتابع: "يجب ألا يكون الرجل أنانياً، فكما هو بحاجة إلى شيء ينقصه ربما تكون زوجته تبحث فيه عن شيء ينقصها ولا تجده لكنها لا تزني، وبالمقابل فإن من تعطيه زوجته كل شيء ويبحث عن امرأة أخرى يكون إنساناً غير سوي لأنه تجاوز السلوك الطبيعي. والمرأة الذكية عليها أن تنوّع في حياتها بشكل دائم لتشد زوجها، وما يطلبه الرجل تطلبه الزوجة أيض".

 

ويوضح د. "فوال" ناحية في غاية الأهمية: "الوساوس تدخل عقل الرجل فإما أن تغلبه أو يتغلب عليها، وإذا التفت الزوج إلى النهايات المؤلمة جرّاء انحراف سلوكه ربما يتراجع فقد تنتقم زوجته منه بالمثل، وربما تصّر على الطلاق أو قد تعامله بازدراء، وليس أصعب على الرجل من أن ُيعامل بازدراء من زوجته وأولاده.

أما سبب هذا الانحلال فهو الأرضية التي ينشأ عليها الإنسان، فمن تربى تربية صالحة وفي بيئة متوازنة يكون زوجاً صالحاً. الإنسان الذي لديه مبادئ لا ينحرف أبداً، ويقول الحديث النبوي الشريف: "من يزني يُزنى به ولو بجداره" أي من يرتكب إثم الزنى لا بد مع الأيام أن يقع في مثله إما من زوجته أو من بناته.

 

وللزوجة أقول: "كوني المرأة اللعوب مع زوجك حتى ترضيه، وإذا التفت بعد ذلك إلى غيرك فهو ليس جديراً بالرباط المقدس الذي يجمعكما، لكن إذا كان ما يطلبه الزوج منافياً للأخلاق ويعطي للزوجة الحق بأن تطلب الطلاق، فمن حقها عدم القيام به، لأن المعاشرة الزوجية يجب أن تكون ضمن الحدود التي شرحها الله، أما إذا خالفت ذلك فلا ذنب على الزوجة".

أما للزوج فأقول: "عليه أن يتأقلم مع النقص إذا وجد في زوجته لا سيما إذا كان قد بنى أسرة ولديه أولاد "ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها، كفا المرء نبلاً أن تعدّ معايبه" أي لا يوجد إنسان كامل، ويكفي أن تكون عيوبه قليلة حتى يكون إنساناً نبيلاً.

على الزوج قبل أن يقدم على الارتباط بسرعة من امرأة من أجل مال أو جمال أو منصب أو اسم عائلتها أن يفكر ملياً في هذا الزواج، فإذا وجدها الزوجة المناسبة عليه أن يعزم ويتوكل على الله وأن يرضى ويلتزم بها، فكما تدين تُدان، لذلك من أراد أن يحافظ على زوجته وبناته عليه أن يحافظ على نفسه

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين...."    
 

 


 
2012-03-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد