news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
رسومات الطفل رسائل نفسية ينقلها إلى المحيط ...بـقلـم : ريـمـا الـزغـيّـر

أرسلت لي السيدة "رهام" أكثر من رسالة تسأل فيها عن علاقة رسومات الأطفال بحالتهم النفسية حيث قالت: "ابني يبلغ من العمر خمس سنوات، وهو يمتلك هواية الرسم لكنني ألاحظ أنه يكرر دائماً نفس الرسمة، حيث يرسمني بأسفل الصفحة بحجم صغير، ويرسم والده على بقية الصفحة، وبحجم كبير!! هل يعتبر هذا الأمر طبيعياً؟ أم أن ابني يعاني من مشكلة؟


الدكتور "أحمد عصام الدبسي" نائب عميد كلية التربية للشؤون العلمية في محافظة الحسكة، والأستاذ المساعد في المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية – جامعة دمشق، يقول: "الطفل أحياناً لا يملك القدرة على التعبير إلا بالرسم، وهو الرسم "الكروكي" البسيط، ورسوماته قد تدل على شخصيته، وقد تمثل مجرد رغبة واهتمام بالرسم فقط، وممكن أن يعبّر الطفل بالرسم عما يشعر به من حالات القمع أو الخوف من أحد أفراد أسرته، لذلك نراه يرسم ما يتصوره، وما يوجد في عقله، كحال الطفل الذي تحدثت عنه والدته في بداية الموضوع، هذا الطفل يشعر أن دور أمه في المنزل ضعيف وبسيط، بينما يرى أن الدور الأكبر هو لوالده. إذن رسومات الأطفال في معظمها هي فرصة لتعبير الطفل عن مكنونات نفسه، وما يجري في عقله الباطن، عندما لا يستطيع أن يبوح بما يزعجه، لكن أحياناً يكون الرسم شكلاً من أشكال الإبداع، أو بغرض التقليد".

 

ويضيف د. "عصام" حول عدم تقييد حرية الطفل في الرسم: "من الضروري ألا نفرض على الأطفال أن تكون أبعاد الرسمة صحيحة كأن نقول لهم: "يجب أن يكون حجم الرأس متوازناً مع الجسم والأطراف"، ومن الأفضل أن نترك الطفل يرسم بحرية، لأن ذلك يكسبه الكثير من المهارات مثل: "تركيب الخطوط والتلوين والتجانس ووضع الرسمة ضمن إطار"، وهذه المهارات أصبحنا نعلمها للأطفال حالياً ضمن المناهج الحديثة للمرحلة الابتدائية بعد أن كانت رسوماتهم عبارة عن خربشات".

وعن وجود رسالة نفسية معينة عند الطفل يريد إيصالها للآخرين من خلال الرسم أكد الدكتور عصام أن : "الطفل عندما يكرر الرسمة فهذا دليل على وجود رسالة يريد أن يوصلها إلينا، وكلما شعر أن رسالته لم تصل يقوم بتكرارها، وإذا لم يهتم المحيطون بذلك تتحول الصورة إلى هاجس عند الطفل وتصبح جزءاً من أحلامه، لذلك أقول إن ما يرسمه الطفل يحتاج إلى دراسة ومعرفة بالأسباب لأن تهميش الرسالة يشعر الطفل بالقهر".

 

وعن خلط الطفل للألوان وتغييره ألوان الأشكال، كأن يلون البحر باللون الأحمر، ومدى علاقة هذا الأمر بعدم نضوج المخ عند الأطفال يبرر الدكتور عصام: "هذا الأمر لا علاقة له بعدم نضوج المخ إنه نوع من التصور عند الطفل وعدم القدرة على التمييز بين الألوان أحياناً، وهذه مرحلة نمو طبيعية لكن دورنا يتمحور بأن نذكر له ألوان الأشياء الحقيقية ونترك له بعد ذلك الحرية بأن يلون كما يشاء فإذا عاد وكرر اللون بشكل خاطئ فربما يكون السبب أنه يحب ألواناً معينة ولا يحب أخرى، وبالنهاية علينا أن نعرف مسألة مهمة جداً وهي أن الإبداع يأتي من الخلط غير المتوقع للألوان".

 

الحلول..

رسومات الطفل الخارجة عن المألوف تدل على أنه خائف من سيطرة والده في المنزل، لذلك وجب إبعاد الطفل عن جو المنزل المشحون بالخلافات، وعدم مناقشة أي مشكلة أمامه، حتى نضمن أن ينشأ في جو اجتماعي سليم، وبالتالي تكون رسوماته طبيعية وواقعية، ولكي ننمي الإبداع بالرسم عند الأطفال علينا تقييم رسوماتهم وتوجيه الطفل إلى تصحيح الخطأ فيها بطريقة إيجابية، بالإضافة إلى أهمية التشجيع والتعزيز فهذا من شأنه أن يطور مهارات الرسم عند الطفل.

 

2012-03-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد