news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الـجنـس فـي فـتـرة الخـطــوبـة .. بقــلم : ريـمـا الـزغـيّـر

الكثير من الشباب يتبارون في الجلسات الحميمية والخاصة التي تجمعهم مع "شريكة العمر" قبل الزواج بأن العلاقة الجنسية في فترة الخطوبة أمر ضروري من الناحية العلمية والنفسية من مبدأ التحرر أحياناً وادعاء التحرر غالباً،


 ويقولون إن الفتاة التي لا تقيم علاقة جنسية مع خطيبها هي حتماً فتاة متخلفة، ما يجعل الفتاة أحياناً تغير قناعاتها مع خوفها من خوض التجربة في البداية ومن ثم تقع في الفخ فماذا تكون النتيجة.. وهل الفتاة دائماً هي الضحية؟؟ التحقيق التالي سيحل بعضاً من إشارات الاستفهام..

الشباب يقولون: كما أقامت علاقة جنسية معي ستقيمها مع غيري أو أقامتها مع شخص قبلي

 

تشجع "هالة" 29 سنة العلاقة الجنسية في فترة الخطوبة من ناحية علمية وحاجة ضرورية ليتعرف كل طرف على طبيعة الطرف الثاني "كما تقول" طبعاً مع أهمية حدوثها بالسر ودون أن يدري بها أي شخص ثالث لكن يجب أن تنتبه الفتاة إلى مدى ثقتها بأن خطيبها لن يفشي هذا السر لأحد فهذه المسألة هي بمنزلة كارثة في مجتمعنا ولا يمكن تقبلها أبداً.

 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا حسب رأي "سهير" فهو: هل الرجل مقتنع بهذه العلاقة حقاً أم أنه يستغلها للحصول على أغراضه الشخصية، الرجل نفسه الذي يتحدث عن أهمية هذه العلاقة نجده بينه وبين نفسه أو في مكان أخر يقول عن الفتاة التي ترضى بها أنها رخيصة وسهلة المنال والجملة المشهورة هي "كما أقامت علاقة جنسية معي ستقيمها مع غيري أو أقامتها مع شخص قبلي".

 

امتحان ونتائج..

الرجل أحياناً يخجل أن يطلب ذلك من خطيبته كما تقول "رن" بينما يطلب ذلك بوقاحة من صديقته لأنه يخاف أن تأخذ عنه خطيبته نظرة خاطئة وعندما يتجرأ ويطلب ذلك من خطيبته تخاف بدورها أن يكون بالأمر امتحان لها فترفض ليس لأنها غير مقتنعة بل لأنها تريد أن تنجح بالامتحان وهذا ما حدث معي فبعد أن رفضت بشدة قال لي خطيبي: كبرت بنظري كثيراً لو وافقت لكنت تركتك فوراً !!

لكن ماذا لو كانت الفتاة تفضل خسارة خطيبها على أن تتزوج وتعيش بمعاناة طوال حياتها كما حدث مع "سوسن" 30 سنة : "أن تخسري خطيبك أفضل ألف مرة من أن تخسري نفسك وتعيشي مع رجل لا يمت للإنسانية بصلة زوجي يفرض علي أساليب أرفضها كإنسانة قبل أن أكون زوجة لقد حولني لامرأة مكتئبة وانفعالية وأفكر بالطلاق كل يوم"

 

وتؤكد "هنادي" 37 سنة ما قالته "سوسن" : "ما ذنبي أن أتحمل شذوذ زوجي لقد صرت أكرهه وأتمنى له الموت لأن فكرة الطلاق لا تتقبلها عائلتي أبداً فأنا من أسرة محافظة جداً وحتى لو تجرأت وطلبت الطلاق ماذا سأقول لأهلي"

 

تأنيب الضمير من التجربة.. أم الندم على رفضها..

من لا تعش هذه التجربة تصل في النهاية إلى إحساس كبير بالندم ومن تعشها أيضاً تصل إلى نفس الإحساس وهذا يوقع الفتاة عند نهاية المطاف في تناقض وربما يوصلها إلى حالة من انفصام الشخصية بين ما تقتنع به وبين ما يجب عليها القيام به بين ما يريده المجتمع وبين ما يريده خطيبها المتحرر جداً.

بعد تجربة فاشلة تقول "ديال": 25 سنة "يجب أن تفكر الفتاة كثيراً قبل أن تمنح الرجل شيئاً من حنانها لأن الرجل غريب الأطوار وبألف شخصية يحكي عن التحرر ويتزوج من فتاة لا يعرف وجهها وحتى لو قام هو باختيارها على أساس أنها متحررة "سبور" فإن عقد النقص تظهر عنده بعد الزواج وتعيش الزوجة صدمة الواقع وتمضي بقية عمرها وهي تتساءل من هذا الرجل".

 

وتحكي "ديال" قصتها: "في فترة الخطوبة كان يحبني بشدة وأنا كذلك ومن خلال أحاديثنا المتكررة عن الجنس والتي يتناقش بها الخطيبان بشكل طبيعي قررنا أن نجرب التقارب الجنسي بيننا خصوصاً وأننا نسمع عن علاقات زوجية كثيرة تفشل لهذا السبب "عدم التقارب الجنسي" في البداية شعرت بالخوف لكني كنت أرى فيه الرجل الحضاري خصوصاً أنه عاش سنوات كثيرة في أوربا كمستشار قانوني ومن المستحيل أن يفكر بهذه التفاهات، وبالفعل ذهبنا إلى فندق صديقه وأمضينا يوماً كاملاً سوية وتزوجنا بعد عدة أشهر فقط وكنت أشعر أنني أسعد إنسانة في الكون لكنه تغير فجأة وكلما تشاجرنا يذكرني بالماضي وهو يشعرني بالإهانة :" لا تنسي أنك ذهبت معي إلى الفندق"  

 

هذا التحرر لا يليق بنا نحن العرب ويجب أن يظل حكراً على الغربيين لأنهم يقدرون ويقدسون المرأة والحياة الزوجية أكثر من".

ورغم أن "إيمان" مقتنعة أن الحب والتفاهم لا يكفيان لإقامة الزواج وأن التوافق الجنسي ضروري لكنها ترفض الأمر والسبب هنا هو الرادع الديني: "خوفي من الله وشعوري بأن هذه العلاقة حرام وليست حلالاً يردعني بقوة كما أن هذا السلوك ينافي الطريقة التي تربينا عليها بمجتمعنا وماذا لو انفصلت عن خطيبي لأسباب قدرية فالخاسر الوحيد في هذه التجربة هو الفتاة"

 

ويحدث أحياناً أن تشعر الفتاة بالتناقض كما حدث مع "ليلى" التي ترفض أن تخون ثقة أهلها وتخاف تأنيب الضمير وبالمقابل تؤكد أن الرجل الشرقي يرفض هذه العلاقة حتى لو أظهر عكس ذلك كما أنه من المستحيل أن يتحول جسد المرأة إلى حقل تجارب والفتاة حتماً ستقوم بمقارنات لا شعورية بين الخطيب الأول والثاني وسيسيطر العقل على هذه المشاعر التي يجب أن تكون عفوية ورومانسية بالدرجة الأولى لذلك أفضل "تقول ليلى" أن تكون العلاقة تقليدية وألا يحدث اتصال جنسي بين الخطيبين إلا بعد الزواج لأن أخطار وسلبيات هذا التحرر أكثر من إيجابياته حتم".

 

هل للزمن الماضي إيجابيات يعترف بها الجيل الحالي..

عندما توجهت إلى منزل إحدى صديقاتي المتزوجات منذ سنوات طويلة وطرحت عليها سؤال التحقيق أصيبت بالدهشة ونظرت إلي باستغراب والخجل يملأ وجهها ثم قالت: "أعوذ بالله عن شو عم تحكي بحياتي ما فكرت بها الموضوع قبل الزواج لإني بعتبر الزواج قسمة ونصيب وأنا مقتنعة بنصيبي وراضية بحياتي وما بفكر مثل بنات هالجيل اللي مو عارفين شو بدهن من هالحياة"..

جواب صديقتي كان ملخصاً لما يعيشه جيل الشباب من صراعات نفسية لا نعلم هل هي موجودة بالأصل أم أنهم هم من أوجدوها في المجتمع نتيجة التقليد الغربي والمفهوم المغلوط عن التحرر وأشياء أخرى تتعلق بضياع جيل بأكمله مع وجود استثناءات طبعاً ما جعلني أتساءل بلسان الكثيرات منهن : ترى هل أخذنا الجانب الإيجابي من هذه الحضارة أم السلبي وهل كانت أيام زمان أجمل بالفعل من أيامنا الحالية وأكثر رضا وقناعة وهل تعني القناعة دائماً الجهل والتخلف والابتعاد عن مواكبة التطور".

الشباب يبدون أرائهم في هذا الموضوع بصراحة أحياناً وجرأة من خلال كلمة "عادي نحنا بالقرن 21 شو يعني علاقة جنسية البنت بتعمل العلاقة مع أي رجل بتحب مو بس مع خطيبها بس لما بتنخطب بتصير تعمل حالها شريفة" هذا ما أكده "سامر" و "علي" و"روني" من خلال تجاربهم الخاصة والمضحك بالأمر أن قصصهم المتشابهة هي التي جعلتهم أصدقاء عن طريق المصادفة فشكلوا حلفاً ضد النساء وأعلنوا الحرب عليهن.

 

ويكمل "ريبال" 32 سنة ما بدأه رفاقه من ناحية أخرى دون أن يخفي انزعاجه الواضح من زوجته التي كانت حبيبته: "أنا رجل متحرر وهذا ليس مجرد كلام ومتأكد أن العلاقة الجنسية قبل الزواج ضرورية لكن زوجتي في فترة الخطوبة كانت تمنعني من أن ألمس يدها رغم أننا كنا مسجلين زواجنا في المحكمة الشرعية فامتثلت مجبراً لرغبتها بسبب حبي الشديد لها لكني شعرت بالندم الشديد بعد الزواج لأنني وافقتها فقد اكتشفت أنها "باردة جنسي" وصدقوني أن هذا الأمر أبعد المسافة بيننا ولم أعد أشعر أنني أحبها كالسابق ورغم ذلك لم أطلقها فلا ذنب لها وأعترف أني على علاقة بغيرها ربما أكون مخطئاً لكني سعيد بحياتي الجديدة".

 

والمسموح عند بعض الشباب ممنوع ومرفوض رفضاً قاطعاً عند غيرهم وهذه من الاستثناءات أيضاً ف"ماهر" يقول: "لا أعرف إذا كانت هذه العلاقة ضرورية أم لا لكني أرفضها بشدة فعندما تحدث بين الخطيبين ينكسر شيء ما وتفقد الخطوبة جماليته".

 

** يعتقد البعض أن الدعوة لعدم ممارسة الجنس إلا بعد الزواج لا تساير العصر والتطور ولكن هناك الكثير من الأسباب العلمية التي تفرض علينا أن نبقي العلاقة الجنسية مقتصرة على فترة ما بعد الزواج فقط فالزواج هو حالة من المشاركة الدائمة بين الرجل والمرأة بموافقة الدين والدولة والمجتمع والله قبل كل شيء كذلك العلاقة الجنسية قبل الزواج تفقد قيمتها الحقيقية ولا يعود لها معنى بعد الزواج لأنها تسلب المعنى السامي لها وتسلب الزواج إحدى ركائزه.

 

** العلاقة الجنسية قبل الزواج تولد عدم الثقة فالشاب الذي مارس الجنس مع خطيبته سرعان ما يتساءل ترى إلى كم شاب سلمت هذه الفتاة نفسها قبلي؟ وما الذي يمنعها أن تخونني يوماً ما بعد الزواج والفتاة أيضاً تتساءل السؤال نفسه هذه الشكوك تجعل الحياة الزوجية معرضة للكثير من المشاكل، كما أن الاعتقاد الخاطئ والسائد أن يمارس الخطيبان العلاقة الجنسية قبل الزواج حتى يقررا فيما إذا كانا يتلاءمان مع بعضهما جنسياً أم لا يحوّل جسد المرأة والرجل إلى حقل تجارب وبالتالي فهذا اعتقاد خاطئ لأن هذا التوافق يتولد في نطاق الرابطة الزوجية المقدسة.

 

أخيراً: يجب إدراك إن الله قصد أن يكون الزواج جميلاً ودائماً دوام حياة من يقدمون عليه ولهذا فمن حق الله علينا أن يطلب منا الامتناع عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه العلاقة الوثيقة إذ أنه يأمرنا بإبقاء العلاقة الجنسية مقصورة على الزواج.    ;

    

2012-03-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد