news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
العلاقة الوطيدة بيننا وبين ابنائنا يجب أن تبدأ مبكراً جداً ...حتى تكون صحية ومزدهرة_الجزء الرابع _ بقلم : الدكتور رافد علاء الخزاعي

وتستمر العلاقة في حياة الاب والام مع الجنين .ان  كما هنالك امراض تنقل عبر المشيمة هنالك ايضا عواطف لم يكتشفها العلم لحد الان انه ترابط روحيأ لان الهرمونات كلها تنتقل عبر المشيمة للجنين.


ان الجنين يتأثر بالاصوات عبر الام كدقات قلبها لانها مؤنسه له في السكون وفي الظلام الذي يعيشه  في الظلامات الثلاث  وكذلك في محادثة الاب للجنين عبر  الهمس على بطن الحامل  وقد دلت بعض التجارب لذلك خرج بعض أولاد قراء القراءن كحفظة للقراءن في عمر مبكر...


ولنا مثال حسن في الامام محمد الباقر بن الامام السجاد عليهم السلام والامام محمد الجواد عليه السلام انهم حفظوا القرآن في عمر مبكر وكذلك حفظوا الفقه وكان في عمر مبكر معلمين للناس.


يرى المعماري الخلاق الأردني راسم بدران أن علاقته الاستثنائية مع ابنه المهندس جمال بدأت منذ أن كان في بطن أمه. يقول راسم في محاضرته في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، التي حضرها مئات المهندسين والمهندسات الشباب الذين يعشقون أسلوبه المعماري الفريد: كنت أضع له موسيقى موزارت بإسراف وهو جنين في أحشاء أمه ويؤمن راسم أن الألحان التي التقطها جمال وهو يتكون في داخل أمه ساهمت في تعلق ابنه بالموسيقى، وجعلته أصغر عازف في الأردن قبل أن يكمل سبع سنوات.  

ويرتبط جمال بعلاقة خاصة مع أبيه أسفرت عن مشاريع هندسية وفنية مشتركة ومبهرة ان العلاقة مع اطفالي بدأت بخوفي المبكر عليهم  بعد زواجي في 1992 هنالك منغصات  مستقبل العراق المجهول الذي خرج من حرب الخليج الثانية  مع مايحمله تغيرات بيئية  والتلوث من اليورانيوم المنضب  والحصار الاقتصادي الغاشم  والعوز والجوع , رجعت من الدوام في يوم ربيعي لتفرحني والدتي بالخبر ان زوجتي حامل في حملها الأول ولقيت زوجتي فرحة ومتوحمة  لتشتهي التفاح  نعم تفاح في عام 1993 زمن الحصار الظالم من الخوف والعوز وكنت وقتها اخدم في الرطبة ايج ثري لقد نزلت لسوق بغداد الجديدة الشهير وهو كان في ثمانيات القرن الماضي من احسن اسواق الفاكهة لأبحث عن التفاح وتفاح الاصفر ليس احمر ....

أول بائع اعرفه سألته عن التفاح كلي تحلم دكتور احنه خلي ندبر الباذنجان لان التفاح كان وقتها فاكهه رأسمالية
المهم بائع واخر وهم يبتسمون لحين لقيت احدهم صديق لي قال دكتور اني اعلمك تروح لو حافظ القاضي لو الصالحية لانها كراج السفر لعمان المحطة الوحيد المسموح للعراقي السفر من خلالها وتلكه اهناك ورحت وفي خفية لاستنجد  صديق صاحب مكتب هناك سالته قال لي تبشر دكتور بس دير بالك لا يشوفوك الامن.....

 

المهم حصلت على كيلو  تفاح اصفر بسعر نصف راتبي وقتها وبخوف خوفا من تطلع الوحمة بجنينا الأول...
وهنالك اكلمها عبر بطن امها قصائدا واشعارا وايات قرأنية وكنت وقتها استحضر للقبول على الدكتوراة وكم قراءة في غرفة النوم وهي تعيش معنا وهي جنينة.

 

 وقد اخذت منا انا وامها من ايامنا وليالينا اسابيع لنحدد لها اسما مناسبا متوافق موسيقيا  ولفظيا ومعنويا مع اسمي ,لآن على الاب ان يختار اسما من الأسماء الحسنة والجيدة والتي لا يعترض عليها الأبناء عادة عندما يكبرون.


وهكذا تعاملت معهم على التوالي لقد تعلمت أن أجمل اللحظات والأوقات هي ما نعيشها في تربية أولادنا هي رسالة متوارثة نؤديها كما ادئها ابائنا وقد شجعت زوجتي على الرضاعة الطبيعية  لها وكنت دائماً اجلس بجانبها واردد لها اهمية الرضاعة الطبيعية   وكنت احملها بين ذراعي، واهدهدها واهمس لها ببعض الكلمات، لكن حين تكون قد أكلت وشبعت حتى احصل على انتباهها الكامل.  

 

كما أنّ انتظارها حتى تأكل للاهتمام بها، وذلك لأساعد زوجتي في أخذ قسط من الراحة بعد الرضاعة حتى ياتي الحيب في الرضعة الجديدة من نفسية صافية محبة .

 وكانت تروادني افكار متوارثة أن الرجل الذي يقدّم تضحيات ويختار العائلة على التطوّر المهني إنّما يفعل ذلك لأنّه عاجز عن النجاح في مهنته. إلا أنّنا نشهد اليوم بداية تحوّل في المعايير الثقافيّة في المجتمع. فقد ارتفع عدد الرجال الذين يجدون في الأبوّة معنى لحياتهم ما يعزّز موقع الآباء. حتّى أنّ بعض الرجال يتخلّون عن الارتقاء المهني لقضاء وقت أطول مع أسرهم لأنّهم يحبّون إحساس الأبوّة وليس لأنّهم غير أكفاء مهنياً.  

كذلك زاد عدد الرجال الذين يعتبرون أنّ لعب دور الأب المثالي هو إنجاز جوهري في حياتهم. لان اجمل فترة في حياة اطفالي هي فترة نموهم وهم صغار  استطيع ان ارسخ فيهم القيم والمعايير التي تنفعهم في الاداء المستقبلي على ان ظروف حياتهم المستقبلية تختلف عن ماعشناه في حياتنا ان خياراتنا ان نكون أباء مثاليين , أو نسير على خطى آبائنا,  لاني بالتأكيد سأعرف قيمة  أبي عندما اصبحت والداً.

 

 أو من الطبيعي التفكير بأنّك ستسير على خطى والدك في الأمور السيئة والجيدة على السواء. لكن ليس ضرورياً أن يكون والدك مثالك الأول في مسألة الأبوّة. فهو يشكّل جزءاً صغيراً من صورة الأب التي تريدها لنفسك. لذلك ضليت ابحث عن نماذج أخرى التقيتَ بها في حياتي أو شاهدتها عبر السينما أو التلفاز  بمن فيها الأساتذة، والزملاء، والأصدقاء، أو خالي أو عمي، ولكني في الاخير استطعت ان ابلور هويتي الخاصة كوالد.

ليس هناك دليل على وجود نموذج أبوّة واحد يُحتذى به. فالأمر يختلف باختلاف الحضارات والثقافات. ففي بعض الثقافات الأفريقيّة، "الأب" هو مجموعة رجال وليس فرداً واحداً. يبني المجتمع هويّة الأبوّة بهدف تلبية حاجات الثقافات الفرديّة. وهذا بالضبط ما فعله أجدادنا. بالنسبة إليهم، الأب المثالي هو الذي يؤمّن للعائلة المأوى والمأكل والتعليم. والأرجح أنّ آباءنا لم يقضوا معنا الوقت الذي نرغب بتمضيته مع أطفالنا. إلا أنّهم قاموا بما يعتبرونه الأفضل لنا وفق الحاجات العائليّة والاجتماعية التي كانت سائدة في زمنهم.

أنت أيضاً عليكَ اختيار الأنسب لعائلتك. اعتبر الأبوّة دوراً تتطوّر فيه تدريجاً مع اكتشافك المزيد حول هذا الدور. يمكنك الإبقاء على الإيجابيّات التي ميّزت عائلتك وإضافة لمستك ومقاربتك الخاصّة.

 

أكدت الابحاث العلمية أن مشاعر الابوة وما تحمله من دفء ومسئولية تلقى على كاهل الاباء تلعب دورا هاما فى تغيير تركيبة مخ الاباء فقد كشفت الابحاث التى أجريت على القرود النقاب عن وجود اختلافات فى التركيبة الخاصة للمخ بين الاباء والقرود الذين لم يتزوجوا.

وأوضح الباحثون أن قرود القشة (هو القرد الامريكى صغير الحجم) من المتزوجين يختلف تركيبة المخ والهرمونات والموصلات العصبية لديهم بالمقارنة بالقرود من غير المتزوجين ويرى الباحثون أن هناك الحاجة للاجراء مزيد من الابحاث حول هذه النظرية ومدى صحتها فيما يتعلق بالحيوانات الثديية والانسان.


وتشير الابحاث إلى أن هذه التغيرات تدفع الاباء من قرود القشة إلى العناية بصورة أكبر بأطفالهم والحرص على حمايتهم والحنو عليهم مع توفير الطعام حيث يحرص قرد القشة على حمل أطفاله معظم الوقت خلال الثلاثة أشهر الأولى من ولادتهم.


وأوضحت إليزابيث جولد أستاذ علم النفس بجامعة / بريستون / الامريكية والمشرفة على الابحاث أن المقارنة التى عقدت بين القرود الاباء وأقرانهم ممن لم ينجبوا أشارت إلى ارتفاع كثافة المواصلات والروابط العصبية بخاصة فى المنطقة المسؤولة عن الروابط الاسرية والاجتماعية كما لوحظ تزايد أعداد الموصلات العصبية المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية والمشاعر الابوية بالمقارنة بأقرانهم ممن لم ينجبوا.

 

 فكيف هو الحال بالانسان  الذي كرمه الله بافضل الخلق والتقويم ان الابوة الصالحة هي الممر الحقيقي لبناء المجتمع الامثل , إن شخصية الأب وصفاته وطباعه وأفعاله الصادرة منه انطلاقاً من هذه الشخصية والصفات والطباع وغيرها هي بالحقيقة مرآة قهرية للأبناء حيث إنها ترسم لهم صورة الشخص الذي لا ريب سيتقمصون شخصيته الصفتية، ورسم هذه الصورة على هذه المرآة التي لا يمكن خلوها من الحياة الأسرية وبنحو عملي يعود إلى الأب وهو الذي يستطيع عملياً رسم صورة سليمة ومثالية ويستطيع في المقابل رسم صورة مريضة ومنحطة صفتياً.


وعلى هذا فإنه يلزم على الأب النظر إلى نفسه أولاً وقبل كل شي‏ء فإن كان متظللاً بالظلال الوارفة للدين السليم  من التحريف، والمنظومة القيمية الصحيحة، وكان عاملاً بمقتضياتها بنحو عملي وتفصيلي فعندها عليه انتهاج الخطوات المهمة والتي على أساسها ينجح في وظيفته كأب ناجح، ومن الخطوات المهمة في هذا المجال كون الأب ممن يعيش حس الأبوة في ذاته أي أنه ممن لديه القناعة التامة والراسخة بوجوده كأب وذلك لأن الكثير من الرجال يتعاطون مع وجوداتهم كآباء وكأنهم ليسوا آباء، ولذا فمن المهم هنا أن يعيش الأب حس الأبوة في ذاته ويقتنع تماماً بأنه أب بحيث يفرق بين مرحلة ما قبل الأبوة ومرحلة الأبوة.

 

ان على الأب وبعد السير بما ذكرنا مراعاة «المرحلية» بالنسبة للأبناء فيعيش مع الأبناء بحسب مراحلهم العمرية من جهة، وظروف مراحلهم العمرية من جهة أخرى، ولكنه على الأب أن يسبق الحالة «المرحلية» للأبناء وأن يبادر إلى معاجلتهم بالأدب، وهذه المعاجلة القبلية سوف تكون بمثابة الضربة القاصمة لأي خلل يمكن أن يطرأ على فشل الأب في وظيفته مستقبلياً ومع تقادم الأيام والأعوام وهذا ما نستفيده من قول الإمام علي(ع) لأحد أولاده حينما قال له(وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شي‏ء إلا قبلته.

 فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتعل لبّك لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب، وعوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما ربما اظلم علينا منه).


وبعد هذه المبادرة بالأدب من قبل الأب يكون بذلك قد أسس أولاده على أساس متين متصف بالشرافة والصلاح، ولكن هذا يتوقف على المراد من الأدب.

ولا بد للأب أن يعلم بأن الولد منه وما يرتكبه الولد جراء فشل الأب في وظيفة يرتد عليه سلباً وهكذا يرتد عليه ايجاباً فيما لو نجح الأب في وظيفته، ومن هنا قالوا «الولد يأتي بالسب لأبيه» وقالوا «الولد سر أبيه» وغير ذلك.


يقول الإمام علي بن الحسين (ع): «وحق ولدك أن تعلم أنه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الاساءة إليه  أو يكون الابن الصالح  كصدقة جارية مثمرة بالحسنات والرحمة لوالديه.

لان الأسرة هي ممر اجباري لتشكل المجتمع ونستطيع القول بأن الأسرة هي عبارة عن مجتمع صغير، ولما كان الاجتماع الكبير للبشرية لا يمكن انعقاده إلا ببركة هذا المجتمع الصغير «الأسرة» فإن تسلل الصلاح والفساد إليه عبر هذا الممر الجبري أمر بيّن وأكيد، ولهذا فإن صلاح الأسرة يضمن صلاح المجتمع وفسادها يجر الفساد إليه.

2012-03-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد