news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الكذب ملح الرجال.. أم بحر النساء... بقلم :ريـمـا الـزغـيّـر

اتهامات متبادلة ومواجهة أزلية!!


هناك من يقول: إن كذب الرجل فإن ألف امرأة ستصدقه وإذا كذبت المرأة فلن تجد من يصدقها وآخرون يقولون إن الرجال أقل كذباً من النساء باستثناء ساعة يغازلونهن فيها لكن الرجل يخفي أكاذيبه خلف ابتسامة بينما المرأة تخفيها خلف دموعها وأيضاً يقولون: عندما يحتاج الشيطان لابتكار كذبة يكفيه أن يلقي بالفكرة في رأس المرأة في جوف الليل ليأخذها مشروعاً كونياً وورقة عمل في الفجر وإذا كان الملح بحر الرجال فإن المرأة بحر الملح.

 

إذاً الكذب موجود وهذا مبدأ لا يختلف عليه اثنان وبكل الألوان أبيض.. أسود.. حلو.. مر.. لكننا أمام سؤال يطرح نفسه في عصر بات أهم ما نتحدث عنه هو الكذب لأنه أصبح المحور الذي يتأسس عليه يومنا بل وحياتنا بأكملها ومن دون مبالغة إنه حياتنا التي نعيش ولا نجد مفراً من اللجوء إليه دونما أي شعور بالذنب. كل هذه العبارات توصلنا إلى فضاء واسع ومملوء بالأسئلة التي تبحث عن أجوبة وباعتباره "الكذب" أهم ما نحتاج إليه في عصرنا هذا "وللأسف" بحثنا في عمق للإجابة على معظم الأسئلة التي تراود الكثيرين والبداية من السؤال الأكثر أهمية من يكذب أكثر المرأة أم الرجل ولماذا؟؟

 

عن كل ذلك وأكثر كان لنا التحقيق التالي..

الرجال يولدون بقاموس من الأعذار والمبررات

 

الكثير من النساء يدركن أن الرجل يكذب عليهن لكنهن يفضلن الاستمرار بلعب دور الضحية ونتساءل لماذا؟؟ وتأتي الإجابة لأسباب بعيدة عن المنطق حتماً لكنهن يقلن: لتستمر الحياة لكن الاستمرار على الخطأ لا يوصلنا إلا لمزيد من الأخطاء ثم نلوم الرجل لماذا يكذب ونقول إن الكذب ملح الرجال.

"أم أحمد" ربة منزل تدافع عن هذه القناعة على أساس أنها امرأة ناضجة وتعي واقعها بدقة فتقول: "إن الرجال يولدون ومعهم قاموس من الأعذار والمبررات لذلك لن تستطيع المرأة مهما حاولت تغيير صفة الكذب عند الرجل ومن الذكاء التعامل مع هذه المسألة بواقعية والحل الأفضل هو التغابي والتغافل لتصبح هذه القناعة هي سر السعادة ولا سيما في الحياة الزوجية ومن خلال تجربتي الخاصة مع زوجي وجدت التظاهر بأن الزوج لا يكذب وعدم مواجهته بأخطائه يجعل الحياة هادئة وبأفضل حال فالمرأة وإن كذبت فإنها تكذب للتظاهر والتباهي أو للمجاملة أكثر من لجوئها للكذب المؤذي كما يفعل الرجل دائم".

 

وبالمقابل فإن "راني" طالبة جامعية تؤكد ذات القناعة وإنما من اتجاه آخر حيث تقول: "تعرفت على الكثير من الأشخاص أثناء دراستي في الجامعة وتوصلت إلى قناعة أكيدة بأن كشف الكذب عند الرجال مستحيل لأن أكثرهم من النوع المتمرّس على الكذب ولا نستطيع كشف خداعهم رغم أن حبل الكذب قصير "كما يقولون" وهم يكذبون أكثر من المرأة لأنهم يجدون أنفسهم دائماً أمام تساؤلات دون أجوبة فيلجئون للكذب لإنقاذ الموقف ولا سيما أن المرأة بطبعها كثيرة السؤال والبحث والشك ودائماً تنهال على الرجل بأسئلة صريحة ومحرجة لا تحتاج إلا لمزيد من الكذب لأن الحقيقة تؤدي لكثير من المشكلات ومن أجل من يقول الوقاية خير من قنطار علاج يحتمون بالكذب لكي لا يضطرون لعلاج أي مشكلة".

 

الدنيا كلها كذب والسبب الرجل

 

وبتجرد وموضوعية أكثر تقول "سهاد" موظفة أن الموضوع لا يرتبط بالسؤال عمن يكذب أكثر المرأة أم الرجل بقدر ما هو مرتبط بنوع الكذب وأيهما أكثر إيذاء للنفس وتضيف: "أعتقد أن الشباب كذبهم قاسٍ أكثر من البنات رغم أننا نسمع عن فتيات كثيرات يكذبن على رجال ولا سيما بقصص الخيانة والزواج والتلاعب بالمشاعر لكن الدنيا كلها كذب والسبب الرجل لأنه هو من يدفع المرأة لذلك وبالتالي فإن نسبة كذب النساء قليلة مقارنة بأكاذيب الرجال الأكثر إيلاماً وجرحاً للمشاعر

 

 وهناك أمر مهم قد لا يعرفه كثيرون أن المرأة عندما تعيش تجربة حب قاسية مملوءة بالكذب والخداع ثم تكتشف الحقيقة تعاني بشدة وقد ُتدَمر حياتها وأحياناً تلجأ إلى الانتقام من رجال آخرين لكنها بالمحصلة تنهار من الداخل وتجد صعوبة كبيرة في البدء من جديد لأنها مرهفة الإحساس ولا تتحمل الصدمات بينما أي صدمة يتعرض لها الرجل يتجاوزها بعد مدة قصيرة وربما تساعده تركيبته الفيزيولوجية ومسؤولياته الكثيرة على تجاوز الأزمة بسرعة وهذا هو الفرق بين الرجل والمرأة لذلك أعتبر أن كذب الرجال أقسى وأصعب من كذب النساء".

 

كذب الرجال ولو صدقوا

 

تقول "هالة" محامية: "أن المرأة تكذب على أي كان على وجه البسيطة باستثناء من تحب ولكن الرجل يكذب على المرأة التي يحب قبل أن يكذب على أي كان على وجه البسيطة وهذه القناعة توصلت إليها من خلال تجربتي في الحياة فقد كنت في السابق أعتقد أن الأمر ليس بهذا السوء لكني اكتشفت عبر ثلاث علاقات حب عشتها أنه في المرة التي أكون فيها صادقة مع الرجل وأحبه من قلبي وأخلص له يكون لا يستحق كل هذا الحب والإخلاص وعندما أتعامل مع الموضوع ببرود وبنوع من التسلية أجد الرجل يتمسك بي ويكون صادقاً معي في الوقت الذي لا يكون هو الرجل الذي أحلم به ورغم ذلك أقول: "كذب الرجال ولو صدقو" لأنهم مزاجيون وما يحبونه اليوم يملون منه في الغد فهم من محبي التغيير والتجديد حتى لو تزوجوا من أجمل امرأة في الكون وأكثرهن ثقافة وعلماً وخلق" .

 

 

وتضيف راوية قصتها : "إن الرجل الأول الذي أحببته في حياتي كان كثير الشكوك لدرجة لا توصف لكني كنت أتقبل أي شيء منه لشدة حبي له حتى أن والدتي نصحتني بالصبر على أمل أن يتغير بعد الزواج وبسبب عمله في بيروت وإقامته هناك سافر ووعدني أن يعود لنتزوج لكنه كذب علي وكما يقولون "خرج ولم يعد"  

 

أما الرجل الثاني فقد صدقت أنه يحبني فعلاً ونسيت جرحي الأول وبدأت معه حياة جديدة لكنه أحبني وتزوج صديقتي المقربة بكل وقاحة ودون أي إحساس بالذنب لقد كان كاذب وخائن ومخادع ثم تلومون المرأة لماذا تكذب على الرجل التراكمات هي التي تحول المرأة إلى إنسانة كاذبة، وربما تكون هذه الكلمات بسيطة على من يقرؤها لكنها قضت على الكثير من أحلامي الوردية ونظرتي للحياة وتفاؤلي بالمستقبل وبالأمل والأيام القادمة إذا تحولت إلى إنسانة هشة سهلة الانفعال سريعة البكاء والسبب كذب الرجل".

 

لكننا محكومون بالأمل لذلك استمرت حياة "هالة" مع حب جديد بقلب صادق وفي فماذا كانت النتيجة: " بعد أن تجاوزت الأزمة عشت علاقة حب جديدة مملوءة بالفرح وتوقعت أن الله أراد أن يعوضني عن كل ما عانيته في حياتي من آلام عندما أرسل لي هذا الرجل الصادق والعاشق المخلص حيث تواعدنا على الصدق وأخبرته بكل تجاربي السابقة وطلبت منه بل رجوته ألا يكذب علي أو يخدعني في أي أمر وإني قادرة على استيعابه مهما كانت ظروفه ومشكلاته شريطة ألا يكذب علي ووعدني وصدقت رجل من جديد لأن "الصادق يصدّق"

 

 وسارت بنا المركب نرتشف من الحب ولا نشبع نركض بين الزهور فلا تسعنا الفرحة ولا نجد مفراً من أن القدر جمعنا لنكون معاً طوال الحياة وبغمرة حبي الصادق له جاءت صحوة الضمير وبدأ يرتبك أمامي كلما قلت له كلمة حب فكانت المفاجأة أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال وأنه لا يستطيع الزواج مني ولأن الصدمة كانت أقوى من أن أصدقها رجوته أن يكف عن المزاح ولم أصدق أنه فعلاً متزوج لكنه أكد لي ذلك ولم يتردد أن يمدني بالدلائل المؤكدة لكلامه بصراحة تشبه الوقاحة وبابتسامة لا تشبه سوى سخريته من غبائي وبنظرة لا تمت للإنسانية بصلة قال لي أنه كان مرتاحاً عندما أخبرني بالحقيقة وهو لا يدري أنها سهم جرح قلبي في الصميم ولأول مرة في حياتي أتمنى أن تستمر الحياة بالكذب وأرفض مواجهة الحقيقة ..رجل كاذب للمرة الثالثة فهل تستطيع امرأة في العالم تحمل المزيد من كذب الرجال".

 

الرجال يكذبون والمرأة هي السبب

 

تحت هذا العنوان العريض يدافع الرجال عن الاتهامات الملصقة بهم ويؤكدون أن الكذب موجود عندهم لكنه لا يقتصر فقط عليهم وتجمع الآراء بمجملها أن المرأة هي التي تدفع الرجل للكذب سواء في تفصيلات الحياة اليومية أو حتى في المسائل المصيرية "سامي" حلاق يقول: "إن الصراحة والوضوح تجرحان الكثير من النساء غالباً حتى في الأمور البسيطة فيضطر الرجل للمجاملة الموصلة للكذب بشكل يومي لكي لا يغضب زوجته أو حبيبته ومن ثم يتحول دون أن يشعر إلى وسادة ماصة للصدمات لكي تستمر الحياة في هدوء وسلام

 

 وهذا النوع من الكذب قد يكون من النوع الإيجابي أي بسبب دافع الحب والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون لكن الرجل يصل أحيانا إلى مرحلة الملل من المجاملة ويشعر أن حياته قد تحولت بالفعل إلى أكذوبة ويحتاج إلى أن يعبّر عن آرائه وانفعالاته بحرية ودون قيود عندها تبدأ المشكلات والمرأة هي السبب لأنها ترفض النقد ولا تمنح الرجل الأمان ليكون صريحاً معه".

 

بينما يعترف "أبو وديع" تاجر أن الرجل يحب دائماً أن يظهر أمام المرأة وكأنه "سوبرمان" لذا يتبع الكذب كأفضل طريقة ليلفت انتباه المرأة التي يريد لكن المرأة عموماً تشعر بالحاسة السادسة الموجودة لديها بالكذب ولكنها لا ترغب بمواجهة نفسها بالحقيقة لأنها تكون مستمتعة بالكذبة وتحب أن تعيشها إلى أقصاها وأيضاً لا تريد مواجهته بذلك حتى لا تخسره خصوصاً إذا أحبته لذلك لا يمكننا أن نحمّل الرجل المسؤولية وحده في أي ضرر يسيء للعلاقة بينهم".

 

ويضيف صديقه "بهاء" مهندس أن الرجل مهما تقدم بالعمر يبقى الطفل الصغير الذي يحتاج إلى حنان المرأة وعطفها وقدرتها على استيعابه ويؤكد أنه حتى لو كان الرجل كاذباً وقوبل بالحب والوفاء والإخلاص سيتراجع عن أكاذيبه ويبحث عن مساحة من الصدق في حياته باستثناء وجود بعض الحالات المرضية التي يستمر بها الرجل في الكذب دون أن يشعر وهو بهذه الحالة حتماً يحتاج إلى علاج نفسي بسبب مروره بصدمة معينة في حياته".

 

لماذا نكذب؟؟

 

يؤكد الطب النفسي أن التنشئة والتربية التي يتلقاها الفرد في طفولته تلعب دوراً كبيراً في المساحة التي يحتلها الكذب أو الصدق في حياته بغض النظر عما إذا كان هذا الفرد ذكراً أم أنثى فإذا ما تعود على الكذب وأصبح طبعاً وسلوكاً يومياً بالنسبة له فإنه يتحول إلى مرض يصعب الشفاء منه كما أن الكذب لا يؤذي فقط من حيث المبدأ وتوازن الفرد بينه وبين نفسه بل قد تكون له عواقب مادية جسيمة فالإنسان الكاذب يصبح منبوذاً من الناس بلا أصدقاء حتى أن حياته الزوجية تتعرض للفشل ولا سيما إذا تكررت الأكاذيب.

 

أما سؤال من يكذب أكثر المرأة أم الرجل وهل يختلف كذب النساء عن كذب الرجال فإن التجربة تؤكد أن الرجل بطبيعته لا يصدق دائماً ما يقال له أما الأنثى فتصدق فوراً كما أن الكذب أنواع ومنها الكذب المرضي المرتبط بالتزوير والتلفيق والثاني كذب الطبع والاعتياد الذي يكون من صفات الشخص المكتسبة ومن الصعب اكتشافه لأن الإنسان بهذه الحالة يكذب دونما حاجة للكذب فقط لأنه اعتاد على ذلك وهذه الحالة كثيرة الانتشار في المجتمع.

 

ويقدم علم النفس نسبة تكاد تكون عالمية فقد دلت الإحصاءات أن 80% من النساء اللواتي يقمن علاقات جنسية أو محرمة أو خارج إطار الزوجية يقمن بهذه العلاقة بسبب حب رجل آخر ، بينما نجد 80% من الرجال الذين لديهم علاقة جنسية مع غير الزوجة فتكون بسبب التسلية أو المتعة أو التجديد أو للتجريب وليس للحب لهذا يكون الكذب عند الرجل أكثر من المرأة وكذلك فإن كذب المرأة ليس بالضرر الذي يؤدي إليه كذب الرجل في كثير من الأحيان وأكثرها لتجنب جرح مشاعر الآخرين أو لأنها تريد أن تخفي شيئاً من الماضي كي تنساه وليس بدافع الأذية  

 

وأحياناً تكذب المرأة لحماية نفسها ولكي لا تبدو ضعيفة وفي مواقف معينة تكذب لكي لا تشعر الآخرين بالقلق أو لأنها لا تثق بالشخص الذي يطالبها بالصدق والسبب الأخير لكذب المرأة هو امتحانها للرجل وهذه الحالة منتشرة كثيراً حالياً ولا سيما مع انعدام الثقة بين المرأة والرجل وازدياد عدد حالات الخيانة والانفصال الزوجي والعاطفي أما الرجال فهذه الأمور لا تهمهم حيث يكذبون باتجاه آخر فهناك من الرجال من يكذبون للهرب من الشعور بالنقص وللتعويض عن أشياء كثيرة يحتاجون إليها ولا يمتلكونها كأن يدّعي الرجل أنه دونجوان أو ثري وهذا النوع من الكذب يؤدي لتدمير شخصية الرجل نفسه أولاً ثم يؤدي لتدمير حياة من حوله.

 

أذاً : الكذب لا جنس له ولا لون لأن ذلك يعتمد على شخصية الإنسان نفسه وما يجعل الكذب يستمر هو وجود المعززات البيئية التي تشجع عليه لأن الكذاب إن لم يصدم بالواقع يتصور أن سلوكه صحيح وينسى أنه يكذب ويصدق أنه صادق بكذبه وفي النهاية إن السبب الحقيقي للكذب لا يزال غير واضح لكنه يرتبط بالخوف من المواجهة أولاً أو للمراوغة أو من أجل الشعور بالمتعة عندما يرى الإنسان الآخرين يصدقون ما يؤلف من قصص وهمية وعلى الرغم من وجود أسباب تشرع الكذب أحياناً إلا أنها تبقى عادة سيئة حتماً لذلك فإن الطب النفسي يدعو دائماً إلى التفكير جيداً في إعادة تقييم أي علاقة يشعر الإنسان أنها مبنية على أساس من التضليل والكذب.

 

ومضة:

ما تخسرونه مع الصدق أفضل بكثير مما تكسبونه مع الكذب

ودمتم صادقين  

2012-03-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد