news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
بناء الإعلام الجديد في كلية الآداب بدمشق حضارة في الشكل... رداءة في المضمون ... بقلم : ريما الزغير

عندما شيّد بناء الإعلام الجديد في كلية الآداب بدمشق تفاءل الطلاب خيراً بأن تحل مشكلة الازدحام الكبير في المدرجات ومشاكل أخرى عديدة تتعلق بخدمات الأبنية القديمة (الهنغارات) التي كانت سيئة بل معدومة، لكن ما حدث كان مغايراً لكل التوقعات.


إيجابيات وسلبيات


أول ما يقال عن البناء الجديد لكلية الإعلام إنه ضخم ورائع من حيث الشكل، ويبدو حضارياً بكل المقاييس، فالتصميم يدل على الإبداع والتميز كبناء هندسي، كما أن التنقل بين الطوابق الثلاثة هو أمر سهل لوجود المصاعد، وهذا أمر إيجابي يذكر للجهة التي قامت بتشييد هذا البناء الضخم..

 أما السلبيات التي يشكو منها أكثر الطلاب كما تقول دانيا الحلبي وفرح أحمد (أدب فرنسي- سنة أولى) ويشكو منها الأساتذة أيضاً، فهي كثيرة جداً، وأهمها أن المدرجات ضيقة لا تتسع لعدد كبير من الطلاب، على الرغم من أنه لا يخفى على أحد أن أعداد طلاب الآداب تحديداً كبير جداً.. فالبناء ورغم أنه مخصص لطلاب الإعلام فقط، إلا أن جميع الفروع الأخرى تقريباً تضطر لاستخدامه من أجل محاضراتها وتحاول الاستفادة أيضاً من يوم السبت الذي يفترض أن يكون يوم عطلة، وذلك لإجراء العديد من المحاضرات الهامة والعملية.. وعلى سبيل المثال قسم الفلسفة الذي يضم نحو 400 طالب في كل سنة.


الأمر الثاني الذي يسبب مشكلة حقيقية للطلاب هو المقاعد أو المدرجات المصممة بشكل طولي متصل سيئ جداً دون وجود فراغات يستطيع الطلاب الدخول والخروج منها، ما يضطر كل الطلاب الجالسين على المقعد إلى الوقوف إذا كان أحد الطلاب يريد الخروج، وهذا الأمر إن كان لا يؤثر على سير المحاضرة بشكل طبيعي (رغم أنه يؤثر) إلا أن له أثراً سيئاً جداً في فترة الامتحانات، إذ على المراقب أن يكون رشيقاً ورياضياً في حركته ليقفز فوق المقاعد ويأخذ التفقد. هذا من باب، ومن باب آخر فإن نصف الوقت المخصص للمدة الامتحانية تقريباً -على حسب قول ندى حميدي وسارة بخاري (كلية الإعلام- سنة ثانية- نظام حديث)- يضيع بسبب ختم الأوراق وأخذ التفقد، إذ يضطر الطالب إلى الوصول لأول المقعد حتى يختم له المستخدم ورقته، مع العلم أن كل مستخدمي الآداب هم من كبار السن، كما أن ضجة الطلاب أثناء ختم الأوراق تؤثر على تركيز الطلاب في الإجابة عن الأسئلة وتشتت انتباههم.

 

غياب أهم الخدمات الأساسية


المسألة الأخرى الجديرة بالذكر حسب تأكيد سالم أحمد (كلية الإعلام- سنة ثالثة) هي أن البناء، المكون من ثلاثة طوابق وقبو، خالٍ من التكييف ويستعاض عن ذلك بالمراوح السقفية التي غالباً لا تفي بالغرض في أيام الصيف الحارة، إضافة إلى صوتها المزعج والقوي الذي يؤثر على سير المحاضرة، وهذا أمر يزعج الطلاب الذين لا يسمعون صوت الدكتور ويؤثر على الأستاذ المحاضر أيضاً الذي عليه أن يصرخ ربما ليسمعه كل الطلاب، خصوصاً مع انعدام وجود الإذاعة، وهي إن وجدت في بعض القاعات فهي لا تعمل.


ومن جانب آخر فإن لطلاب كلية الفلسفة السنة الأولى حصراً شكاوى عديدة منها أنهم يأخذون محاضراتهم في القاعة الثانية بالقبو، وهي قاعة لا تتسع لأكثر من 100 طالب، بينما عددهم يبلغ بحدود 400 طالب.. وإذا افترضنا أن نصف الطلاب لم يحضروا هذه المحاضرات، فتخيلوا شكل القاعة وفيها 200 طالب على الأقل، ما يضطرهم إلى الجلوس على الأرض أو الوقوف بين المقاعد، وهذا يثير العديد من إشارات الاستفهام حول الغاية المرجوة من وجود هذا البناء الذي يفترض أنه بني ليحقق الراحة للطلاب. 

 

كما يفترض ببناء حديث بهذا الشكل أن يكون آخذاً بالحسبان مسألة العزل الصوتي على الأقل في القبو، حتى لا يصدر الصدى عندما يبدأ الدكتور محاضرته، وهذه أيضاً مشكلة لا يستهان بها، خصوصاً أن الصدى يبدو مزعجاً جداً، ما يضطر المحاضر أن ينهي محاضرته خلال ساعة فقط، علماً أن مدة أي محاضرة هي من ساعة ونصف إلى ساعتين.


التعليق على هذه السلبيات لن يبدو مجدياً بنظر البعض.. فقد يسأل سائل ما الفائدة من كتابة هذا الموضوع مادام البناء قد شيد وانتهى الأمر، لكننا نرد على هذا التساؤل بقولنا الغاية هي تحسين بعض الأمور التي يمكن تحسينها في البناء أولاً وثانياً، والأهم أن يراعي القائمون على تشييد الأبنية الجديدة المجاورة لهذا البناء هذه السلبيات مستقبلاً في كلية الآداب أو غيرها، كي لا تتكرر هذه الأخطاء في أبنية أخرى، حرصاً على تقديم دعم حقيقي لكل الطلاب، ومساعدة الأساتذة المحاضرين على القيام بمهمتهم التعليمية السامية على أكمل وجه.

 

 

 

 

 

 

2012-04-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد