أثارت لدي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى حي بابا عمرو , يوم أمس, مقاربة لما حدث للضاحية الجنوبية في بيروت تقول هذه المقاربة بأن المجرم هو واحد , إرهاب قاتل يحرق الأخضر و اليابس في سبيل تحقيق مآربه الشريرة
المجرمون هم أنفسهم أعداء الحضارة و الإنسانية الصهاينة و الأمريكيون , ومن لف لفهم من عباءات البترول العربي و أحلام سلاطين بني عثمان الجدد و الهدف واحد وهو ضرب المقاومة العربية في وجه مخططاتهم الاستعمارية , سلاحهم واحد أمريكي صهيوني و تمويلهم واحد من أعراب البترودولار , أسلوب التنفيذ واحد و هو تدمير الأبنية و البنية التحتية, و النصر واحد
فانتصار المقاومة في الضاحية الجنوبية هو انتصار المقاومة في بابا عمرو التي أعد لها كي تكون الجرح النازف القادر على قتل الجسد السوري كما حلموا , و النتائج واحدة بانتصار المقاومين في لبنان وسوريا على مشاريع برنارد لويس و هنري ليفي و كونداليزا رايس و إعلان النصر واحد, حيث أعلن قائد المقاومة السيد حسن نصر الله من الضاحية الجنوبية عن إعادة كل شيء أفضل مما كان , وهذا ذاته ما أعلنه قائدنا المقاوم السيد الرئيس بشار الأسد من حي بابا عمرو , بتصميمنا على إعادة كل شيء أفضل مما كان, بعد الهزيمة النكراء التي لحقت بأطراف المؤامرة على سوريا من واشنطن إلى تل أبيب فأنقرة و خيام الخليج .
حاولوا سابقاً , كسر محور الممانعة من طهران إلى بيروت
مرورا بدمشق و فشلوا , و قد أعادوا الكرة في سوريا و فشلوا,
فهل هم أغبياء , إلى درجة إعادة المحاولة في طهران , و يقينا سيفشلون , بل
أكثر من ذلك , أعتقد بأن أي محاولة جديدة ستكون فيها نهايتهم المحتومة على أيدي
المقاومين
سنعيد بابا عمرو أفضل مما كان , و سنعيد كل ما خربته يد الإرهاب و سنعيد أطفالنا
إلى المدارس التي خربها أعداء العلم و الحضارة..
سنعيد الضحكة إلى وجوه أطفالنا بعد أن حرمهم منها الإرهابيون و سنعيد الأمان إلى
ربوع وطننا يدا بيد وكتفا بكتف...
وسيبقى حماة ديارنا شوكة في عيون الأعداء , و تضحياتهم التي نقدرها عاليا هي
الكفيلة بالحفاظ على الوطن و أمنه و استقراره ...
ما شهده حي بابا عمرو من تخريب ممنهج على أيدي الإرهابيين هو أكبر دليل على نواياهم
الخبيثة و الشريرة على قتل روح الحياة و تفتيت سوريا على أسس مذهبية وعرقية خدمة
لأسيادهم الصهاينة و الأمريكيين , ونباحهم المسعور في المحافل الدولية ما هو إلا
نزعات الموت لهم ولمشاريعهم الخبيثة ...
سوريا انتصرت على المؤامرة , بوعي أبنائها و تضحيات جنودها الميامين الساهرين على
أمن الوطن و استقراره , و جيشنا العقائدي العروبي الأصيل سيبقى جيش الأمة العربية
اليقظ و الجاهز لردع كل من يفكر باستهداف سوريا و الإساءة لمواطنيها , و سيبقى
العين الساهرة على حراسة حدودنا في وجه الطامعين , هذا الجيش الذي قوامه أبناء
سوريا الأحرار و الشرفاء..
بابا عمرو و الضاحية الجنوبية سيبقيان أنموذجا لصمودنا الأسطوري في وجه آلة الحرب
الهمجية و زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى حي بابا عمرو مسحت الأسى عن قلوب
المتضررين من إرهاب العصابات المسلحة و قدمت دليلا آخر على أن هذا القائد يؤلمه ما
يؤلمنا جميعا ويشاركنا أفراحنا و أتراحنا
و بأن هذا القائد هو أملنا في الوصول بسوريا
العربية الضاربة جذورها في العراقة و التاريخ هي سوريا ... المتجددة , فمعك يا
سيادة الرئيس لن نخشى العواصف , ومعك سنصل بسوريا إلى بر الأمان , سوريا المتجددة
كما نحب و نشتهي , سوريا السائرة في دروب المجد إلى الأعلى .