news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
نشرة أخبار الجزيرة...بقلم : afjsa1

بعجالة سوف أسرد على حضراتكم برمجية نشرة الأخبار من محطة مغرضة عربية كانت أم جزيرة اعتدنا على مشاهدتها في الآونة الأخيرة وبتجرد منقطع النظير.


بداية نستهل بالعناوين ... وتتلاحق الصور الدموية التي يندى لها الجبين لتتالى العناوين التي بمجملها تتحدث عن شراسة القوى الإجرامية ( والقادمة من فضاء آخر ) لتمحق شعوب بلادها الوادعة بكل وسائل البطش والتنكيل الممكنة!

ومن العناوين للتفاصيل، وغالباً يبدأ بالمشهد السوري والذي يعتبرونه الأسخن رغم حجم الدمار والسلحة المستخدمة على الأرض الليبية أو اليمنية  - حتى ولو كانت القيامة قد قامت فيهما -.

 

ويبدأ الملف السوري بالعبارة التي حفظناها عن ظهر قلب ( أعلن نشطاء حقوقيين في سوريا بأن عدد قتلى المواجهات بين المحتجين والشبيحة في ازدياد مضطرد... ) ويوردون أرقاماً لا تستند إلا إلى عدادات هؤلاء النشطاء متذرعين بأن قوائم الأسماء لديهم، لنتفاجئ بأن كثير من تلك الأسماء لا تزال على قيد الحياة ترزق والله أعلم.

 

ثم (ينجعص) المقدم للنشرة وكأنه أتى برأس كليب وبكثير من الشماتة ليتبجح قائلاً : أترككم مع المشاهد التي تأتينا عن طريق الإنترنت، ولبضع دقائق يستمر الصراخ والعويل وصور السماء وخلفيات رؤوس مظلله، لتخال أنك تشاهد فيلم رعب هوليودي سيء الإخراج.

ثم يعود المذيع مخبراً بأن الآتي تقريراً أعده فلان الفلاني ليعيدنا تارة أخرى وعلى مدار بضع دقائق أخر لشيئ عفنا من تكراره وإعادته يسرد الأحداث من وقت اشتعال الفتيل الأول لما أسموه بثورة الشعب السوري بكل ما يشمله هذا الشيء من فبركات وكذبات ممجونة دُحضت حتى من قبلهم هم، ولكن وللأسف ما يزالون مصرين على أن يعزفوا على منوال التشرذم والطائفية لغاية في نفس يعقوب.

 

وبالعودة لمقدم النشرة نجد أنه قد نفش ريشه وبدت على علائمه بشائر الإمتعاظ مما ورد في التقرير ليوهمنا بأنه يشاهده لأول مرة - علماً بأنه شارك في إعداده واختيار المواد التي تضمنها - لينتقل بعدها وببراءة الأطفال لشاهد العيان أبو فلان ويسأله حدثنا عما يدور من حولك ؟؟؟

 

ويجلجل أبو فلان بصوته المخملي ليبدأ بكلمة سيدي ( وهي كلمة السر لولائه المطلق وعرفاناً لقبضه ثمن ما سيجود به ) ويأخذ برسم الإحتجاجات السلمية الوادعة والتي تجوب كافة أصقاع المعمورة من دون استثناء والتي ترفع الشعار نفسه ( إشو هالوحدة بالرأي ) وكأنه يراها جميعاً من أقصى البلاد لأقصاها ( سوبرمان عصره ) ويشاهدها بأم عينه - وهو الذي يدعي بأن الحصار يطوقه من كل مكان - وكيف أن شبيحة النظام يفترسون المتظاهرين عراة الصدور بوحشية منقطعة النظير

 

 وفي الوقت نفسه يسمع أصوات التفجيرات التي تطال كل البلاد ليرى أعداد القتلى بالمئات تتساقط أمام عينيه ( والرصاص ببعد عنه بقدرة قادر .. ما قلنالكم سوبرمان عصره) يقاطعه المقدم ليذكره - وماذا عن الخدمات - فيجيب الكهرباء والماء والإتصالات والمواد الغذائية ( ولولا الحرام يقول الهواء ) كلها مقطوعة منذ أكثر من شهر، يعود المقدم ليذكره  - وماذا عن المجتمع الدولي - فيتدارك ( وهنا النقطة الأهم ) نطالب مجلس الأمن الدولي بإرسال قوات دولية لرفع هذا الحصار عنا...وصل المذيع لما يصبوا إليه.

 

 فيشكر المذيع هذا الشاهد وينتقل بعدها عبر الهاتف لناشط في مجال حقوق الإنسان ( والذي كان يعرف من قبل أقرانه ببائع البندورة ) والحاصل على دكتوراه من باريس أو لندن ويبدأ المذيع : لو تفضلتم أستاذنا فلان (لينفش ريشو) بأن تقيموا من وجهة النظر الفلانية ما يحصل في سوريا من جرائم تمثل إنتهاكات لحقوق الإنسان ؟؟؟

 

يشرع ليعرض عضلاته بدون خجل أو ورع وليوهمنا بأنه الحريص على أمن ووحدة هذا البلد - متناسياً بأنه قد طعنه من الظهر وباعه بحفنة من الدولارات - في وقت كان الجميع تحت الحصار.

يتمطى المذيع فقد نال المنال ويتحول وبكل قرف ليعبر عن شفافيته وسماعه للرأي الآخر ( والمعادي له...لأننا يهود يا إبن الحرام ) ويقول معنا من دمشق فلان ( مع التحفظ على الألقاب ) وبلكنة القرفان الذي يستجوب متهم ثبتت عليه التهمة مهما قال ليسأل : وما ردك على ما سمعت؟

 

وبصوت متقطع وغير مفهوم لأسباب فنية لا يستطيعون تجاوزها ( لم تظهر في الإتصالات السابقة ) لا نسمع سوى تشويش وحين نلتقط كلمة مفهومة يتدخل المذيع مقاطعاً ليقول وبعبارات مطولة متهماً إيانا بعدم السماح لوكالات الأنباء بالتواجد في الداخل لنقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض ( سمعنا هذه العبارة أكثر من ستمئة مرة ) وكأن جرماً إقترفناه لعدم فتح البلاد لجواسيسهم الذين يأخذونا على حين غرّة حتى يفتكوا بالأخضر واليابس، وبالعودة للمتحدث باسم النظام نجد بأنه لا يُسمح له بالتحدث سوى لبضع ثوان ليضيق عليه ويقال له عذراً لعدم وجود متسع من الوقت ... ولتستمر المهزلة!

 

معنا من نيويورك الناطق الإعلامي لشخص ما من مجلس الأمن ( أو من أي منظمة حقوقية ) ليحدثنا عن مجمل العقوبات المقترحة من قبل كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والمزمع عرضها للتصويت في الجلسة الفلانية للمجلس الفلاني المزمع عقدها في الفترة الفلانية      ( ويكأن لم يعد في العالم سوى سوريا ليتجند ضدها أباطرة العالم أجمعين مكيلين لها العداء ).

 

ولعدم توفر مقاطع جديدة من الفيديوهات المفبركة والتي كانت تصلهم عبر شبكة الإتصالات الحريرية تتوالى صور الأفلام الهيليودية لمجازر إنسانية في البوسنة والموزمبيق وحتى من الواق الواق لإثراء مخيلة المتابع بما يشاؤون أن يحقنوها به للقادم من الملمات التي برمجوها ضمن خوارزميتهم النتنة.

 

ننتقل إلى ملف آخر!!!(إنتهى السرد)

السؤال الذي يفرض نفسه هنا وبشدة... لماذا؟

 

والجواب يتلخص في الآتي...ذلك كله في سبيل مزيد من الهرطقات التي بدأوها في أفغانستان والعراق وليبيا، ليسهلوا ومن خلالهم دخول الغريب للأوطان واحتلال مراكز النفوذ في المنطقة للسيطرة على مقدرات شعوبها بغية نهب ثرواتها وآمالها...وذلك كله من أجل نذر يسير من المغانم التي وعدوا بها، ولن ينالوها من فيه عدو غادر آثر لنفسه الغالي والنفيس وتركهم لفتات يقتاتون عليه ليحفظ ماء وجهه ليس إلا.

 

هل نجزع أو نلين...لقد مرت البلاد على مر العصور والأزمان بحلكات أشد وأدمى، فما كان من شأن هذا البلد الحصين إلا المزيد من الصمود والتصدي من دون ملل أو كلل، وليقطف ثمن تلك التحديات إنتصار بعد إنتصار نتيجة الوعي غير المتوقع للشعب والحكمة منقطة النظير للقيادة الحكيمة للبلد.

 

وختاماً أستعير عبارة المناضل الشهيد أبو عمار التي ما برح أن يرددها:

يا جبل ما يهزك ريح.

 


 
2012-04-15
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد