news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
اللائحة السوداء...بقلم : afjsa1

بالرجوع إلى ما يعرف باللائحة السوداء والصادرة قبل أكثر من عقد من الزمان في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم سبعة من دول العالم أربعة منها عربية هي العراق وليبيا والسودان وسوريا إضافة إلى كوبا وكوريا الشمالية وإيران يمكن أن نعي حقيقة ما يجري على الأرض الآن!!!


وعلى الهامش يمكن أن يسأل البعض لماذا استثنيت أفغانستان، نقول بإن لأفغانستان شأن ثاني ففيها مطامع من نوع آخر - حيث يرجح بأنها غنية بالعناصر المشعة - والتي شاءت توازع الحصص في ثمانينات القرن الماضي بأن تكون من نصيب الإتحاد السوفيتي سابقاً...إلا أن المعادلة ومع سقوط المعسكر الشرقي لأسباب تحتاج للكثير من التفنيد والدراسة - لا مجال للخوض بها الآن - آل مآل هذه البقعة تحت وصاية حلف الناتو وحتى الآن بمخطط بات جلي لكل ذي لب.

 

وكان لا بد للتعامل مع أنظمة الدول آنفة الذكر بشيء من الكياسة للعود بهم إلى حظيرة الدول الخانعة، ولتمهيد الأمر إفتعلوا ما أطلقوا عليها الثورات العربية والتي تنشد ما أسموه بالربيع العربي الذي قد بدأوه ترويضياً بدول الجوار التي عفا عن حكوماتها الزمان، فكان ما كان في تونس ثم مصر وبعدها اليمن.

 

ويمكننا وبعجالة فرز الجمهوريات العربية والغير موالية للغرب ضمن اللائحة السوداء وبحسب ثقلها وما آلت إليه لمجموعتين:

 جمهوريات عربية غنية  بالنفط:

 

العراق: سلخ عن وصفه كدولة، وكان به ما كان تحت غطاء إمتلاكه السلاح النووي المحظور في المنطقة دولياً، والآن تنهب خيراته والمقدرة بأربعة ملايين برميل نفط يومية لتغطية تكاليف إنتشاله من براثن النظام السلطوي - كما شاؤوا أن يصفوه - وليضعوه في مصافي دول المنطقة، والمخطط معمول به منذ قرابة العقد من الزمان من دون أية خطوة للأمام!!!

 

 ليبيا : جرى عليه نفس السيناريو الذي نفذ في سابقه - بقليل من التعديلات – فليبيا و بغية الخروج من سواد القائمة آنفة الذكر قدم الغالي والنفيس استرضاءاً للأجنبي ولكن – سبق السيف العذل -  وليذهب كل ما فعله أدراج الرياح ... وإننا اليوم نشهد ما آلت إليه الأمور بلد يدمر عن بكرة أبيه ليصبح سلب نفطه ذريعة لإعماره من جديد، والمستفيد هم!

 

السودان : وبعد إكتشاف النفط في إقليم دارفور، نشبت منازعات لا هوادة فيها، وخضع الرئيس لثلة من الإجراءات القانونية والقضائية التي جعلته لا يستطيع دخول الحمام إلا بإذن من محكمة العدل الدولية، ومن ثم توالت التنازلات والإسترضاءات وما كان من سوداننا الرائع  إلا أن يجرد من استقلاليته، ويقسم لنصفين والقادم أعظم!

 

جمهورية عربية فقيرة بالنفط :

 

سوريا : لها وضع مختلف فهي العين الفولاذية التي كانت وما تزال تقاوم المخرز نتيجة إحتوائها ومن الأزل لمسألة القومية العربية .. ولدعمها المستمر واللا متناهي لحركات المقاومة والتحرر في العالم العربي ومن حوله .. ناهيك عن ارتباطها المستمر بالقضية الفلسطينية على إعتبارها قضيتها المصيرية.

 

إذن لسوريا وضع خاص ليس كباقي البلدان، فكان - للوعي الكبير الذي يتمتع به المواطن السوري، وللكفاءة منقطعة النظير لقيادته الحكيمة - الفضل الأوحد لجعلها عصية على كل ما يحاك لها في خفاء، وهي في كل مرة تخرج من حالك المحن والمكائد أصلب ألف مرة مما كانت، حتى يخالها الآخر أنها لا ولن تكون تحت مظلة إملاءاته أو رغبات المعسكر الخصم، لكن الأجنبي - وكما تعودناه - لا يأل جهداً ولا يرى فرصة سانحة إلا استقدمها وعزف على منوالها، لنجدنا مضطرين للوقوف بحزم أمام تذويب القضية الفلسطينية وعزلها عربياً

 

 ونجدنا نخوض في الشأن اللبناني وما يحمله من تناقضات ومفارقات لا تخفى على أحد، ثم يكون للوضع في العراق مكانة في أجندة الوطن بكافة تبعاته وإشكالياته، وللتقارب مع إيران وبعض دول الإعتدال في العالم منظور استراتسجي خاصة وبعض طرح كنتون البحار الخمسة والابتعاد عما أسموه بالشرق الأوسط الجديد، وكان لزجنا في زوبعة مخاطر التسلح النووي في المنطقة أثر بالغ، ناهيك عن الوضع الداخلي من ناحية إثراء النزاعات الطائفية من جهة، ومن أخرى الحالة الاقتصادية وهيكلية الدولة التي استغلت ومن خلالها النفوس الضعيفة لتوظيفها تحاول العبث بأمن واستقرار البلد، كل ما سبق جعل منه حراباً أطلقها النظام العالمي الجديد في وجه سوريا العصية بغية إركاعها والنيل من تصديها لكافة مراميه وأهدافه في المنطقة والعالم.

 

وما نشهده في هذه المرحلة ليس إلا معركة من المعارك التي تعود عليها الشعب السوري العظيم في حرب يقارع بها مهاوي الحلكة والظلام التي اعتاد غيرنا أن ينعم بها لا لشيء إلا لنزوة يركن إليها من دون أن يدري بأن السم لا يقدم إلا ومن خلال دسم يعتقده غاية طموحه وآماله وهو في حقيقة الأمر مسمار جديد في نعش هذه الأمة العربية والإسلامية..

 

هل يستمر الصمود أم يكون الإستسلام؟ سؤال أنت وحدك أيها المواطن السوري والمستظل بقيادتك الباسلة قادر على أن تجيب عليه دون سواك ... فالمعركة معركتك وحدك، إما إلى نصر على مندسين أثروا تحويل الوطن للقمة سائغة للغريب،إنه نصر ستباهي فيه أصقاع المعمورة على مر السنين والأزمان. وإما الخزي والخذلان لك ولولد ولدك، ولن تقوم لهذه الأمة قائمة من بعدك.

 

2012-04-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد