كنا ننتظر من هذه الابواق المزعجة أن تكف عن عويلها، كم هو مؤسف حقا أن تصادف أحيانا مقالات تروج لأفكار أقل ما يقال عن أصحابها أنهم يعانون من الفصام، و الخرف والتزوير، و كل الامراض النفسية الاخرى.
حيث الأقليات في الوطن العربي هي قنبلة موقوتة.. قابلة للانفجار في أي لحظة، ولطالما استغل ويستغلها أعداء الوطن .
ليس في الوطن العربي أقليات وإنما فيه اكثريتان : عربية تضم مسلمين ومسيحيين، ومسلمة تضم عربا وغير عرب.
وإن مراجعة تاريخ الاستعمار بكافة أساليبه توضح أن معاداة العروبة والانتماء العربي، ومقومات الوجود القومي العربي، كانت ولا تزال، أبرز أدوات السعي لتعميق التجزئة لتأصيل التبعية وتوسيع مجالات الاستعمار، وتفتيت الوطن العربي.
وبالمقابل كانت العروبة هي الدرع الواقية التي احتمت بها القوى الرافضة للهيمنة والاستغلال،. ومن الأمثلة البارزة للعروبة على عمق الشعور بالانتماء للفضاء الثقافي القومي أن من أبهى ما قيل في أمجاد العرب والمسلمين قد صدر عن الكتاب والشعراء اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيون والموارنة. ومن أبلغ ما قيل في مكارم أخلاق عرب الجاهلية ما خطه رئيس جمعية العلماء في الجزائر عبد الحميد بن باديس امازيغي النسب.
من هنا نلاحظ اننا بتنا امام اشباه سياسيين، وكتاب ومثقفين، لا يعرفون عن العروبة شيئا، سوى انها هوية يريدون ان يتبرؤوا منها، بسبب عقد تاريخية من زمن الاحتلال واللاستعمار ، لم يقدروا ان يتخلصوا منها، هذه العقد التي عرف اقوياء العالم الأشرار كيف ينفخوا في رمادها لكي تتحول الى انفصال يخدم المعتدين المحتلين، مثلما لا يعرفون شيئا عن قومياتهم المزعومة، سوى انها قوميات يمكن ان تحقق لهم انفصالا عن دولتهم، بدعم وقوة المعتدين الأمريكان وطائرات بدون طيار ، حيث تحقق لهم شيئا مـن الأطماع غير الشرعية التي يحلمون بها، ناسين ان المحتلين الأمريكان وغيرهم، تدمي ايادي من يتعكز عليهم، وأنهم لا يهتمون بأتباعهم وعملائهم، الا بقدر ما تتطلب مصلحتهم.. وقد يتخلون عنهم في نهاية المطاف...
ومن هنا نقول انه يليق بالعروبة، ان تتصدر كل الهويات وكل الثقافات العرقية أو المذهبية الدينية المحلية.. وان تكون الخيمة العربية هي السماء التي تحتمي بها سائر الهويات، القومية منها وغير القومية، وان تكون الوعاء الذي يحتوى كل الهويات الأخرى التي لا يمكنها ان تبقى وتستمر في الوجود لولا هذا الوعاء العربي الواسع .
وعليه فان من يتذرع بالخوف من عدوانية العروبة هو واهم جدا، لأن العروبة ليست معتدية ولا اعتدت على احد لا خلال التاريخ القديم الذي نعرفه ولا خلال حاضر ما يسمى ربيع العرب وانما هي معتدى عليها من قبل اقوياء هذا العالم وأزلامهم.
العروبة تعرف من هم الدخلاء في الوطن العربي، وطبعا هم الذين يطالبون بالأنفصال أو الفدرالية لتفتيت وتقطيع اوصالالأوطان متنكرين للوطن الذي عاشوا فيه . حيث هم جعلوا وجودهم.. قنابل موقوته يفجرها الغرب وقتما يشاء .
ربما كانت الأقلية البربرية أكبر الجماعات اللغوية غير العربية في الوطن العربي في دول المغرب العربي الكبير (المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا)، واللغة البربرية ـ أو كما يسميها أصحابها (الأمازيغية) ـ ليست لغة واحدة، ولكنها لهجات متعددة، ورغم أن التعريب لم يشمل إلا بعض البربر، إلا أن عملية (الأسلمة) قد شملتهم جميعاً، والذين اعتنقوا الإسلام في أعقاب الفتح العربي مباشرة، تحمسوا وحملوا لواء دعوته وأصبحوا جنوداً بواسل للجيوش الإسلامية، ومنهم "طارق بن زياد ". والتنظيم الاجتماعي للبربر لا يختلف كثيراً عن مثيله بين العرب؛ حيث يتمحور حول القبيلة والعشيرة، والبربر لهم العديد من المطالب، أهمها:
ضرورة اعتراف الحكومة بهم، أو الاعتراف الدستوري والمؤسسي باللغة البربرية واللهجة الأمازيغية كلغة رسمية وقومية...لكن هذا لايتحقق عن طريق نكران الجميل.. والسب والشتم والتطاول على المواطنة والأوطان...بل عن طريق ....