ترى لماذا يخسر الإنسان نفسه وعرشه وسمعته، وبدل أن يحمل فوق رأسه تاج الفضيلة والأخلاق يحمل إكليلاً من الشوك والعار ..هل المرأة الماجنة الهائمة على وجهها في كل ركن ومكان تستحق سيدا شريفاً لتسرق عقله وأحاسيسه وزجّه في أتون المحرقة ؟
هل العاقل الذي ينحر تاريخه الأخلاقي والإجتماعي من أجل ليلة عصماء ، لينام بعد ذلك كئيباً على فراش التساؤلات؟
إنّ الذي ينحر نفسه من أجل شهواته ، ويقبل أن تعصف به وبعائلته الأقدار ، لا يمكن أن يكون أميناً على أعراض الناس أو على مصلحة أمته وقضاياها ومصيرها...
هل المرأة هي المسؤولة عن وقوع الرجال في مستنقع الرذيلة؟
إني أعلم أن الوسائل الحضارية التي يركب عليها الشيطان قد انتشرت في الفضائيات والانترنت وعلى التشات، ولكني أعرف الملجئ الذي يحمي شبابنا من هذا القصف الجنسي...
إن القنبلة الجنسية انفجرت في وجوه من داس على لغم الرذيلة ..وهناك من داس على لغم قابل للانفجار فهو متردد بين حلين إما أن يستعين بخبير ألغام أو يغامر ببتر ساقه...
يقول العلامة محمد الغزالي((والواقع أن مستقبل الأجيال الناشئة محفوف بالمكاره، ربما يتحول أطفال اليوم إلى وحوش عندما يحيط بهم وسائل الإغراء المتجدد بالليل والنهار..))
إن العلاقات الحرام لم تعد نزوات عابرة، إنما نمت كالسرطان الخبيث وتطاير شررها،وطورها الشيطان تطويراً واسعاً.
ويستحيل اليوم السير في أي مدينة كبيرة دون التعرض للقصف الجنسي..
إعلانات في كل مكان ..وأغلفة مصورة.. وأفلام سينمائية..وآلاف من الفتيات الغير محتشمات .
وقد نسى الغلاة المتشددين هذا كله ،فحبسوا النساء في البيوت ووضعوا تقاليد للزواج جعلته يقصم الظهر.
وحتى لا تكون صرخة هذا المقال في واد أو نفخة في رماد....
رأيت أن أدرس معكم قصة العفاف مع نبي الله يوسف عليه السلام ..
وسأدرسه كبشر كسائر البشر يكابد ويناضل من أجل العفاف..
وإذا كان هناك رجل في الدنيا أو على وجه الأرض يُعذر بتلطخ سمعته لكان يوسف عليه السلام..
كان مظلوماً، وألقي في البئر، ثم بيع في سوق النخاسة، وكان غريباً بعيداً عن أهله وكان أعزباً جميلاً ودخل في خدمة امرأة العزيز التي دعته إلى فراش الخطيئة في جو يحلم به أهل الخلاعة في زماننا..
ولكنه لم يتورط بالوقوع بالفاحشة،وقال بعزة وشجاعة ((معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون))
لقد كان الزنا رخيصاً في زمانه لدرجة أن امرأة العزيز عرضته على جميع صويحباتها، ولكنه كان عزيزاً وتوجه إلى الله يقول((رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه))
لقد كان حجر عثرة أمام انتشار الخطيئة..
فهل يقف شبابنا اليوم حجر عثرة للحيلولة دون انتشار الرذيلة وما هي الوسائل التي يستخدمونها في وقاية أنفسهم أمام الرياح العاتية.
ولو جارى يوسف هذه الواقعة مع النساء لأصبح في المدينة مركزاً للدعارة...
كان يشعر بعزة البكارة التي يحملها بين جوانحه..
ومع ذلك اتهموه في عفته وألقوه في السجن بضع سنين.
ولكنه لم ييأس من هذه الحياة لأنه كان يعلم أن العاقبة للمتقين .
لقد كانت قدماه في السجن ورأسه في السماء ،كان يعلم أن مدرسة العفاف هي التي تصنع الرجال.
وبعد أن ظهرت براءته عين وزيراً للمالية، لقد تخرج من جامعة العفاف وليقول للعالم((إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين))
فلماذا لا نقتدي بهذا النموذج الذي لم يتخل عن هويته وقيمه..
العلم والإيمان هما السلاحان اللذان استخدمهما يوسف عليه السلام في الدفاع عن عذريته.
أقول أخيراً:
لن يتغير الواقع من خلال هذا المقال ولكنني أقاوم عن طريق الكيبورد الذي تحدث عنه الرسول(ص)
((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده)) يعني بقلمه، يعني بكيبورده، علني ألتمس آذاناً صاغية..