و أنا في رحلةٍ بحرية
على متن سفينةٍ عربية
فإذا بامرأةٍ استوقفتني في صالة الطعام
تغلب عليها ملامح عبرية
قالت: هل أنت عربيّ
قلت أنا عربيٌّ سوريّ
و أمي من جذور ٍ فلسطينية
قالت: كيف تركتَ الشام
قلت: يحومُ حولها شبحٌٌ غريب
قالت: وهل مثلكم يؤمنون بالأشباح
قلت: وهل من طبعكم النباح
قالت: نحن نؤمن بالقوة العسكرية
و عندنا يقوم عليها مخططون بارعون
و خبراء للقارات عابرون
فماذا عنكم
قلت: نحن قومٌ بالحكمة فائضون
و حقُّ الرد يوماً ما هو اختراعنا المجنون
و أشباحنا معاني ثورةٍ
تراكمت و أفرزتها السنون
و القائمون علينا
بالإصلاح أفكارهم ارتوت
و بالمقاومة أياديهم اكتوت
قالت: و لكن كيف عرفت أنَّني عبرية
هل عندكم في الوطن العربيّ تقرؤون الهويَّة
و تتدارسون الأصول والجذور
أَم أنَّكم صحوتم بعدَ ليال ٍوليال ٍ
من تغييب أفكاركم
و تقزيم أعمالكم
و سلب أموالكم
و اغتيال أعلامكم
و أنا أتساءل
هل بدأتم عصر الصحوة
و انتهت عصور الغيبوبة و الفتور
قلت:هل نظرت في المرآة
هلَّا تدارستِ معي علم اللغات
لتعرفي:
أنَّ زادنا هو المقامرات
بين قضيَّةٍ مركزيَّة
و صهيونيّةٍ عبريَّة
و شرابنا هو الدماء الطاهرة الزكية
و جامعاتنا تذخر بالمجسمات العبرية
و موادنا تطغى عليها ملامح أعدائنا
ليأتي اليوم الذي أكتشفك فيه
و على السفينة اسمك أرويه
و بعد كلِّ هذا تستغربين
و عليَّ بالسؤال تلحين
قالت: يا لسرعة البديهة
يا للصنعة البديعة
و تدرسون علم الفرائس أيضاً
إذاً لماذا لا تتبوؤون بين دول وشعوب العالم منزلةً رفيعة
و لماذا يسونكم دول العالم الثالث
قلت: و بكلِّ وضوح
نحن في زمن الآفات الوضيعة
و عقولٌ مغيَّبة تنوب عنها أيادٍ صريعة
و حصار أسطوليّ حول بحارنا الغنيَّة بالثروات
و لكن اطمئني
لا بدَّ للأشباح أن تعيد لنا البياض
و تطهرنا من أفكار ٍ سوداوية
لنسود الخارطة الدوليَّة