news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
رب ضارة نافعة...بقلم : فادية الشام

قال الشاعر :

إذا أراد الله نشـــــر فضيــــــلة         طويت أتاح لها لسان حســــــود

لولا اشتعال النار فيما جاورت      ما كان يعرف طيب عرف العود


ألا ترون معي أن هذين البيتين يعكسان صورة واقعية نعيشها اليوم مع أولئك الحاسدين الحاقدين في أمريكا ومن وراءهم الذين أرادوا أن يجعلوا في فيلمهم المسيء ( براءة الإسلام ) من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الحق سخرية بين الأنام ولكنهم لم يعرفوا أن الله الغيور على دينه ورسوله استعملهم من حيث لا يدرون ليعيد ألق الإسلام الذي خبا نوره بعد انشغال العرب والمسلمين بشعارات حديثة لا طائل منها اخترعها المستعمرون ليهيمنوا بها على شعوب العالم كله فما الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات التي يتبجحون بها إلا حبر على ورق يطالبون بها الشعوب وهم يضربون بها عرض الحائط وهكذا كان لله ما أراد فنفعوا بفيلمهم هذا من حيث أرادوا الإساءة ورب ضارة نافعة فلم يتوقعوا أن يحصل ما حصل إذ لفتوا أنظار العالم كله إلى شخصية رسولنا الكريم فراح من يجهله للبحث في كتب السيرة ليعرفوا من هذا الشخص الذي قامت الدنيا لأجله ولم تقعد , ما هي تعاليم هذا الدين الذي جاء به ..

 

وكأني بهذه الانطلاقة أرى رسولنا الكريم يجدد دعوته ويحملها للعالم أجمع فيتهافت الناس عليه من كل صوب وحدب ليدخلوا في دين الله أفواجاً وحينئذ سيعرفون أن الإسلام الذي كانوا يحاربونه لا يدعو إلى عصبية أو عنصرية فالأمم عنده كلها سواء وهذا ما أكده سيد المرسلين بقوله :

(( لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى )) .

فمعيار الإسلام هو التقوى وليس الأصل والعرق كما نرى عندهم فهم يحرمون الزنوج من حقوق وميزات يتمتع بها البيض في بلادهم فيضربون بذلك أكبر مثل للعنصرية العمياء .

كما أن الإسلام لا يفرق بين مسلم وغير مسلم قال الله تعالى :

(( وآمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )) .

وعلى هذا فلا يكتمل إسلام المرء حتى يؤمن برسل الله كلهم وكتبه التي أنزلها عليهم سمعاً وطاعة لله عز وجل وما قصة رسولنا الكريم مع جاره اليهودي إلا شاهد حي على سماحة الإسلام وديمقراطيته , بينما نرى مدعي الديمقراطية لا يسمحون إلا بما تنطوي عليه مصالحهم وأهواؤهم فيكيلون بمكيالين خاص وعام .

كما أن الإسلام لا يحابي أحداً في حدود الله لمكانته أو ماله أو جاهه وقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم (( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) فحدود الله تقام على الناس جميعهم بلا تمييز .

بينما نرى أن قوانين الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والديمقراطية كلها تتبدل وتصاغ بما يناسب مدللتهم إسرائيل وأهواء أمريكا .

أما المرأة فقد تمتعت بمكانة رفيعة في الإسلام إذ حض على أن يكون لها دورها في المجتمع فجعلها مسؤولة في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها وتربية أولادها فكانت الأسرة المسلمة نموذجاً حياً للحياة الاجتماعية السليمة السعيدة كما دعا إلى تعليمها والأخذ برأيها فرأينا نماذج عدة لنساء فارسات وممرضات في الحروب ولعل السيدة عائشة رضي الله عنها خير مثال للمرأة الذكية المتعلمة والتي درس على يديها أكبر العلماء .. كما دعا إلى تكريمها مع الرفق بها من خلال فرض الحجاب لئلا تكون سلعة رخيصة تدعو إلى الفاحشة المنتشرة في دول الغرب ولا تسأل عن الأمراض التي يعانون منها من خلال تلك الإباحية هناك .

هذه هي أخلاق الإسلام التي وضع الله عز وجل ركيزتها حين وصف رسوله الكريم بقوله تعالى : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) .

ثم أكد عليها سيد المرسلين بقوله : (( أقربكم إليَّ مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )) .

هذا غيض من فيض وربما يطول الشرح ونحتاج إلى مجلدات عدة لنعطي هذا الدين القيّم حقه لعرضه على من يجهله ومن أجل ذلك كله تراهم يحاولون تفتيت الأمة الإسلامية والطعن بالإسلام كلما سنحت لهم الفرص ولكن (( ويأبى الله إلا أن يتمَّ نوره ولو كره الكافرون )) .

وسيحفظ دينه إلى يوم الدين شاء من شاء وأبى من أبى فموتوا بغيظكم ولن تفلحوا مهما حاولتم وانتظروا عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة وما صاحب الرسوم المسيئة ببعيد عنكم فقد ذاق عذاب الحريق في الدنيا قبل الآخرة

(( ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون )) وهذا ما وعدهم الله به فقال :

(( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفَوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) .


 

2012-09-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد