كانا يجلسان على مقعد على شاطئ البحر . وكالعادة تنتهي قصة حب المراهقين بطريقة أفلاطونية . ولا يبقى من ألم هذه المرحلة إلا لحظات ترسخ في عمق الوجدان . فترسم ملامح الشخص الجديد المقبل على معترك الحياة . هذه الكلمات أوحتها لي قصة سمعتها من فتاة تصف ما حدث مع حبيبها الأول وهي تتصنع الضحك وقد كان قلبها يبكي .
فكتبت :
طلبت مني حبيبتي قتل القلبان
من نملة طلبت حبيبتي عرش سليمان
قالت لنكن صديقين ولنكن اثنان
أنا منذ عرفتها فقدت قلبي وشعوري بالزمان
هي لا تدري أنها تحبني
وكبدي يمنع عني الحياة ويمنع عني العنفوان
ألقت علي اليوم أكبر صخرة
أو مصيبة أو خبر ثقيل رماني به إنسان
قالت لي وأنا أموت حبيبي
أنسى قلبي فهو لغيرك أصبح ما لك كان
مزقت شرايين الفؤاد بقولها
وغفرت لها ذلك
لا أستطيع أن تصيبها الأحزان
ثقل الحديث حتى ما عدت أسمع
وثقل الزمان وضاق بي المكان
علاقتي بها كركوب الموج
فموجعة ترفعني
وأخرى تغرقني في أعمق خلجان
وسمعت بأن مبسمها قصر عناب ورمان
وسمعت بأن الجن والحواري تسكنها والحسان
وأوحي للقلب أن أهوى فلانة
فهي أنثى تنسيك الهم والزمان والمكان
فأجاب الفؤاد باسما مترنحا كأنه سكران
أطربني الاسم
فهل الرسم يفعل ما فعل الاسم الرنان
نحن يا حبيبتي زهرة فلقت
فالروح أنت والريح والريحان
وأنا الألوان
لا تتركيني حبيبتي فأصير فقيد ذا البستان
أخاف التعلق فيك وأخاف أن يجمعنا مكان
أخاف منك ومن عينيك تخترق صدري بثوان
وأخشى من نسمات تداعب شعرك بحنان
وأغار من لحظ العيون وسهام تطلقها القطعان
وأصبو للوصال معك في خاطري لا في المكان
وأصبح كفراشة العشق حول الضوء ويحترق الجنحان