news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
و رب ضارة نافعة......بقلم : afjsa1

إن ترشيح ( جون كيري ) لسدة وزارة الخارجية الأمريكية، يحمل في طياته دلالات جمة عن موقف الإدارة الأمريكية الجديد حيال الأزمة السورية ... كل ذلك قرأناه ووعيناه تماماً في الكثير من المنابر الإعلامية الراقية’ والتي تتناول ما يجري على التراب السوري بتجرد بعيدة عن سياسة - تثقيل الخبر بالمال  .


ما ذكر آنفاً لا يعتد به، كونه أمر طبيعي ومنطقي يعكس سير الحدث على أرض الواقع ليس إلا، ولكن الجديد في الموضوع نطرحه بالسؤال التالي:

هل بات الحال في سوريا يؤثر بهذه الشاكلة على ترتيبات بيت من بيوت أصحاب القرار العالمي؟، وليس أي بيت بل هو البيت الأول لصناعة القرار في التسع والتسعين بالمئة من المناطق التي تشكل دول الشرق الأوسط أو محور العالم?

 

كنا - فيما مضى - ندعي بأن التوليفة الداخلية للبيت الأمريكي تكون من صياغة إداريي الكيان الصهيوني وبدون أدنى شك، أما اليوم فصرنا نعتقد بأننا بتنا قادرين على تزكيه تلك التوليفة بقليل من الحنكة والدهاء .. لتناسب أذواقنا الذي كان أخر ما ينتبه إليه في الماضي من الأيام.

نعم أحبتي .. فالوضع السوري اليوم يؤثر بشكل أو بآخر على صياغة البيوتات الخاصة - حتى بأكبر الدول في العالم - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ولا فخر.

 

كلنا بات يعلم بأن مؤازرة روسيا الإتحادية للدولة السورية لم يأتي من فراغ، فكل ما قد سبق الأزمة من علاقات مميزة بين الدولة السورية ومثيلتها روسيا الإتحادية ومن قبلها الإتحاد السوفيتي، كل ذلك لا يمنح الروس هذا الدافع غير المتوقع لمؤازرة الدولة السورية إلا إذا كان خلف الأكمة ما خلفها ...

 

وبقراءة مستفيضة من الجانب الروسي، نستطيع البوح بأن روسيا الإتحادية، لم تكن تحلم بتبوء هذا المنبر الشاهق، وسط تلك المعمعة الصاخبة التي عجت بالمنطقة على إثر الإعلان عن ما بات يعرف بالربيع العربي، لولا الصمود الغير منتظر للجيش العربي السوري، في وجه أعتى عتاولة العالم في الإجرام، والتي عجزت القوات الأمريكية في مواجهته مع حلفائها في أفغانستان والعراق وغيرها من دول العالم، ليتفوق جيشنا الباسل - الجيش العربي السوري - في التصدي لتلك الشرذمة، وينهي فلولها إلى غير رجعة بإذن الله تعالى، ولتعتلي روسيا الإتحادية - بوصفها الممول الرئيس والداعم الأساس لهذا الجيش بالعتاد والسلاح - مرتبة لم تكن في الحسبان، ولتتفوق على الكثير من الدول الكبرى، التي وضعت جل ثقلها في أتون هذه المعركة.

 

أما الجيش المقدام فقد أثبت وبجدارة منقطعة النظير، بأنه قادر على أن يخوض غمار حرب ضروس، اشترك في الإعداد لها الكثير من قادة العالم العسكريين، الذين لم يبخلوا برفادتها بكل ما أوتوا من وسائل بطش وتدمير، ووضعوا الخطة تلو الأخرى لتحقيق المأرب، وجندوا القاصي والداني من غير استحياء أو وجل، وضخوا المال والعتاد والسلاح، ليواجهوا إرادة الجندي العربي السوري وعزيمته على الإنتصار - الذي تحقق بحول الله وإذنه -، فلا نستهجنوا عندما نستمعون للمدعو موفاز يوجه جنوده بقوله : لا تعتقدوا بأن الجيش السوري الذي سنواجهه في المستقبل هو نفس الجيش الذي واجهناه في الماضي!

 

اجتمع جهابذة الفكر التغييري - من عرب وعجم - ليقلبوا موازين القوى في المنطقة لصالح مشروعهم الذي أعدوا له باحكام وقوة، عمد أباطرة الغرب إلى شحذ همم رؤوس مملكات البترودولار، لتولي شؤون المنطقة وبسط نفوذهم عليها بمغريات جعلتهم يبذلون الغالي والنفيس لتحقيق هذا المأرب، فاصطدموا بشيء غفلوا طويلاً عنه بأنهم ليسوا كالرجال .. وأن من خاطبهم بأنصاف الرجال ما كان ينطق عن الهوى بل كان يعي معنى كل حرف ينطق به، رجل في زمن انعدمت فيه الرجولة، يكيلون له أبشع أنواع الذم والتقريع، ليرجع كالقبطان الذي يسير بالركب إلى بر الأمان، في خضم إعصار هائج جيء به ليفني المكان على من فيه.

 

لقد كان الرهان على القاطنين في المكان، متناسين بأن من يعيش على الثرى السوري ويستنشق هواء الشام يجبل بشيء من العنفوان، فيصعب بعد ذلك النيل من مثل هكذا إنسان ... لا أدعي بأن الشعب السوري كلهم ملائكة، ولكن أصدقكم القول بأنه لو أن مثل هكذ مشروع نسج لأي شعب على وجه الخليقة لتهاوى في ثوان، فالسوريون - والله يشهد - أثبتوا بأنهم الشعب الأقدر في التصدي للهجمات وكسر شوكة الأعداء، ورب قائل يقول : دود الخل منه وفيه ... لنقول لا تخلوا أمة من مارقين، يستهدفون النيل من كل شيء لإعتلاء المناصب، والاستحواذ على المغانم، وبحمد الله هم نذر قليل ممن يدور في فلك سورية الأبية، أما الفطايس الذين استوردوهم من الخارج - حينما فشلوا في تطويع أبناء هذه الأمة الأغراء - فهم كثير .. والشواهد تشهد...!

 


 
2013-01-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد