news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
سوريا والحل الغائب ... بقلم : سليمان منصور

لاعب قمار خسر كل شيء ولم يتبق له سوى سقف بيت متواضع متهالك واثناء تجواله في اسواق المدينه دخل محل حلويات وبعد تبادل الحديث مع صاحب المحل الذي اعلمه عن رغبته في شراء قطعة ارض في الريف كي يذهب في نهاية الاسبوع لاكل ثمار اللوز والتين والعنب وليستريح من عناء العمل طوال الاسبوع في ضوضاء المدينه


قرابة العامان مروا على الأزمة السورية ولا تزال البلاد تدفع ثمن تعنت بعض الأطراف و أضرار البعض الأخر على عدم أيجاد حل .
لنعود بالزمن عامان إلى الوراء إلى ما قبل انطلاق الأحداث ولنحلل لماذا آلات الأمور إلى ما نحن به اليوم:


مع غياب كل أشكال الحراك السياسي والحزبي وسيطرت الحزب الواحد على الوضع السياسي بسوريا شكلا هذا عامل ضغط على شريحة من المجتمع كانت ولازالت ترغب بالتواجد على الساحة السياسية السورية,هذا عامل يقول احدهم لكن هل هذا فقط هو من أجج الأمور بسوريا نعم البلاد بحاجة لحرية وحرية إعلامية و حرية سياسية و نشاط حزبي أرقى و أفضل هذا أولا


ثانيا دعونا نتكلم قليلا عن سياسات الدولة الاقتصادية وخصوصا الاتفاقية الاقتصادية مع تركيا و سياسة السوق الاجتماعي المفتوح عندما تكون القوانين فقط لخدمة وإرضاء التجار سنصل إلى هنا عندما تنجز اتفاق و هذا الاتفاق يتيح لطرف إتخام أسواقك بمنتجاته على حساب منتجاتك مع العلم أن منتجك هو من المنتجات النخبة سنصل إلى هنا الكثير من المشاريع الصغيرة والورش الصغيرة لا بل بعض المعامل الهامة بالبلد تضررت وأغلق الكثير منها بعد الاتفاقية مع تركيا هذا عامل زاد من نسب البطالة التي هي أصلا نسبة كبيرة وكبيرة جدا .


من جهة ثانيا إهمال قطاع هام واستراتيجي من قبل الحكومات السابقة وهو القطاع الزراعي جميعا نذكر 2008 عندما اشترت الحكومة القمح من دولة الإمارات تحت حجة الجفاف وقلت المحصول إهمال هذا القطاع وعدم دعمه جعل شريحة كبيرة جدا من الشباب ومن كان يعمل بهذا القطاع لان يترك هذا العمل والتوجه نحو المدن الكبرى هجرة هؤلاء و تركهم لمدنهم أدى أيضا لازدياد العشوائيات و رفع أسعار العقارات التي هي أصلا مرتفعة ..


كل تلك العوامل رغم أهميتها نضعها بجهة و عامل الفساد بجهة أخرى وهنا كان يكمن الشيطان ويستعد لان ينقض على ضحيته وهي الدولة إن عدم وجود الرجل المناسب بالمكان المناسب و إهمال دور الشباب و إهمال الوضع المعيشي و تدني دخل المواطن السوري شجع شريحة الموظفين لان يكونوا مختلسين و فاسدين هكذا هم يدعون لكن أين القانون الرادع قبل الأزمة لم يكن هناك محاكم أدارية وهيئة مكافحة الفساد هي الفساد بعينه ..هذه بشكل مختصر بعض العوامل الداخلية ماذا عن العامل الخارجي:


جميعا نعلم أن سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي لازالت تدعوا لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية وهي الداعم الأول للمقاومة سواء بفلسطين أو جنوب لبنان والعراق وأين ما وجدت المقاومة إضافة لتحالفها الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
لم يبخل النظام بداية الأزمة بتلبية بعض المطالب الشعبية لا بل وصل الأمر به لوضع دستور جديد و ترك الباب مفتوح أمام القوى لتعديل بعض المواد إن لزم وكانت هناك محاولة منه لإطلاق حراك سياسي فتح باب الحريات و إلغاء حال الطوارئ التي كانت مفروضة على البلاد أيجاد قانون خاص بالأحزاب و فتح باب الحوار ....؟؟


لكن واقع الأمر اليوم بسوريا هو تصفية حسابات بين الدول العظمة حاول النظام بداية الحراك إيجاد حل داخلي لكن من كان وأراء دعم هذه العصابات المتواجدة على الأرض لا يريد حل بل هو يريد تفتيت سوريا وضرب استقرارها و أضعاف جيشها لكن لازال الأمل موجود طالما هناك أطراف بالمعارضة و هيئة التنسيق الوطنية المعارضة و النظام تريد الحل وتريد الحوار ولا حل لازمتنا سوى الجلوس على الطاولة وترك السلاح مع احتفاظ الدولة بحقها الكامل للتصدي لأي طرف إرهابي و أي اعتداء على سيادتها .
ونحن اليوم بحاجة لتغيير فكر لإجراء انتخابات رئاسية برلمانية محلية مبكرة لكن بعد توقف العامل العسكري وعودة الهدوء.


لنصل إلى سوريا أفضل يجب العمل على بناء سوريا العلمانية والابتعاد الكلي عن التدين والتطرف الديني الذي كان سببا من أسباب الأزمة أيضا.
لكن اليوم المواطن السوري نسي أن سوريا أولا وإنها فوق الجميع نسي أن هذا الوطن وطنه وهذه الأرض أرضه المهمة صعبة لكن ليست مستحيلة .
 

2013-02-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد