اسمحي لي أن أحفر الصفحات والأيام بجملة من كل شيء
هاهو ذا الخريف من جديد ... وهاهو عيدنا من جديد .. أعرف أنك حيث أنت تحتفلين تنفخين على الشفق
فلا تطفئين إلا نيران الذكريات .. وها أنا وحيداً أقف لا تفصل بيني وبينك سوى فصول ... أربعة
أقف أمام شموع لا تحصى تصطف أمامي .. لأقرأ الفاتحة على مشروع حب بقي تحت الأرض
على بذور مدت جذورها ... ولم تمد رأسها إلى الحياة
كالعادة كل خريف أحاول أن أطفئ هذه الشموع لأشعر ولو لمرة أني قادر على إزالة الخريف من فصولي
ولكنه في كل مرة يحتويني .... يلونني ويعريني من النسيان الذي أدعيه
ولكن ورغم كل قسوة الخريف .... أقف ممتنا له على كل شيء
على وحدتي......لوعتي .. وغربتي .. وها أنا اليوم أفرغ هذه الغربة لأستأنس بها.. ها أنا اليوم أمام بياض الورق....أركع وأتحدى سطوراً تبدو فارغة قبل أن أملأها بنظرة شرهة
لن تتعبي بعد الآن باكتشافي ... ولكن مع ملاحظة صغيرة .. أنه فات الأوان .. كنت أبرر أن هذا هو شرف الحب ولكني حقا لا أدري إذا كان هذا شرف الحب أم شرف الفشل
أياً كان الوصف فما أجمل الفشل في نسيان حبك ... وما أعظم الحب الذي فشل في جمعنا
رائع كان ذلك الطريق ... وكعادتها أوراق الزيتون تزيد المكان ألفة بخضارها الداكن
ليتني مثلها لا أتأثر بالفصول ليت الخريف لا يلونني بوحدته .. الآن وأنا أكتب إليك أعترف لك أني بدأت أفهم سرك .. هل تدركين غباء هذا التوقيت
ففي الوقت الذي يأتي ويروح كل ظل مع غيمته ... أقف أنا وغيمتي بعيدة عن ساحة رعدي
الآن وأنا بكامل لا وعيي أعترف بأنك حالة شاذة .,.. ليلكة لكل الفصول ....
الآن أنا في شوق لمن يعيش معك حبيباً .. لا أدري اذا كنت أدخلت هذا الشخص الى الفصول
إني أراكما في كل يوم معاً أبعدكما عن مساحة تفكيري وأحاول الهروب الى النوم .. فتباغتاني وانتما تتعانقان وتمشيان بعيدا حتى عندما أغيب في الأحلام أتفاجأ بكما تنتظراني عند بوابة حلمي ..
في الحقيقة يا حبيبة كنت أتريث في كتابتنا لسبب أجهله .. أما الآن فأريد أن أثبت لك أني كنت أستحقك
أنت التي لطالما حاولت إقحامي بكأس الخريف الذي كان يذيبك ولكن للأسف لم ألتفت لذلك الكأس إلا عندما فرغ من كل أوراقه..
الآن أنا أقبل دعوتك ... فهلا أعدت علي السؤال آه لو يرجع الزمان يا غالية لو يرجع ذلك الطريق وتلك الأشجار ... وتلك الأحجار المصطفة على طول الطريق بغير انتظام... رائع
ذلك الطريق عشقته دون أدري ........ وعشقني ولكني لم أبالي بفوضى أوراقه إلا بعد فوات الأوان