يا أصدقائي أردت أن أخبركم بقصة امرأة مظلومة
طلبت مني مساعدتها وطلبت مني أن أشهد معها
فقلت لها لا أريد لأن الشهادة مع الحق في هذه
الأيام يقضى عليها فقالت أعطني رأيك بهذا الظلم
أرجوك يا سيدي واسيني وروح عن نفسي
فاقرؤوها واحكموا بنفسكم
للظلم أشكال وألوان.. يبتلى فيها المظلوم
أحيانا من الرحمن.. فإن صبر واحتسب
كان هذا من أجمل.. أشكال الإحسان
وإن وقع في الفجور والعصيان
فله جزاء على الاثنتين
إما عاصيا .. يطرح في النار
وإما صابرا.. له ما يشتهي من الجنان
وأحيانا يكون الظالم في ظلمه..
أقسى من أحجار الرحى
وأمتن من الصّوان
وأحيانا يكون كأمواج البحر..
وهي تمنع الشمس
بأن تصل بنورها إلى الرمال
والمظلوم يصبح كآلاف الناس..
الذين هم خلف القضبان
ويكون في نظر الظالم
أدنى وأقل منزلة من الحيوان
ويجلس دائما
حائرا وخائفا ولهان
من أي صوت وأي ضوء
ومن كل ما في الأرض
من إنسان
فهذه قصة من غابر الزمان
تحكي لنا عن ظالم ومظلومة
وتحكي عن ما تعانيه
من القهر والحرمان
وتحكي لنا
كم رفعت ببصرها إلى السماء
وناجت ربها ناصر الضعفاء
وهو السميع والبصير
وهو مجيب الدعاء
وهو القهار ذو الرحمة
يهدي إلى نوره من يشاء
وبعد أن انتهت من البكاء
ساءلت زوجها المغرور
وقالت بصوتها الغاضب
بما آذيتك أنا
فتظلمني يا قاتلي
فأنا التي
قلبت عذابك إلى هنا
فتطعنني ولا تشفق على مشاعري
أسعى دائما لإسعادك
وأنت في الليل والنهار تقمعني
أرجوك قلي ما الذي فعلته
إذ جعلت حياتي مرصودة إليك
وأجبرت الشموس أن تضاء
بين يديك
ورغم كل ما أعاني
أقبل الأرض التي تحت قدميك
فلماذا فعلت هذا يا ظالمي
وأنا التي عطرت الياسمين
من روائح كفيك
فاعترف أمام الله وأمامي
من التي كانت
ترسم في دموعها حاجبيك
اعترف ولا تتهرب يا ظالمي
من التي كانت تقدس ساعديك
عندما كنت أنت
في الشتاء والربيع تحرقني
وتمنعني حتى
من الكلام في حضورك
وتعذبني ليلا ونهارا
داخل جدران سجونك
وأنا التي طوال غربتك
لم أفكر أن أخونك
وها أنا أدفع من دمي أعلى جزاء
وأنت لا تبالي
وتعتبرني أقل رتبة من أي حذاء
لا تستطيع أن تمنحني
أي صفة من صفات النساء
وتمنع عيناي حتى البكاء
حتى أني صرت أتمنى من الله
أن يأخذني إلى السماء
وأصبحت أعتقد في سري أنني
سأكون في درجة العلماء والأولياء
هناك في جنان الفردوس
وقررت أن أبكي دائما في الخفاء
لكي لا تأسر الدموع
التي على وجهي
فلماذا أنت تمزقني يا ظالمي
وتظلمني يا قاتلي