لقد تأخر الرئيس أوباما 35 دقيقة عن موعد إلقاء كلمته في حديقة البيت الأبيض حول الوضع في سورية . هو يُحب أن يجعل مُعجبيه ينتظرون دائماً . ولكنه عندما ظهر أخيراً أمام المنصة كان أدائه رائعاً بشكل ملحوظ . وقد ذكر في خطابه تصويت مجلس العموم البريطاني يوم الخميس الماضي ، وبذلك نكون نحن البريطانيون قد علمّنا أوباما كيف يحترم دستور بلاده . ولا داعي لشكرنا . ولكن لماذا فعل ذلك . هناك عدة تفسيرات :
1- يريد شراء وقت إضافي لتحسين عرض المسألة أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي .
2- يأمل في أعماقه بأن يصوت الكونغرس بلا ، وبذلك يتفادى أن يتورط في النزاع . ولا ننسى في هذا السياق أن كاميرون هو من كان يدفعه طيلة الأشهر الماضية للقيام بعمل ما حيال الوضع في سورية ، فأوباما كان متردداً على الدوام .
3- إذا صوت الكونغرس بنعم ، فيتحمل عندئذ الحزب الجمهوري جزء من مسؤولية هذا العمل الذي لا يلقى تأييد الرأي العام بشكل عميق .
4- يهدف إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية عن طريق كشف الانقسامات داخل صفوف الحزب الجمهوري حول المسائل المتعلقة بالحرب والسلم . وإذا وافق الكونغرس فسيكون مرد ذلك تحالف الديمقراطيين والجمهوريين المعتدلين ــــــــــــ قد يكون هناك سبب آخر وهو انتظار صدور تقرير محققي الأمم المتحدة بشكل رسمي ، والذي سيُؤكد على الأرجح استخدام الأسلحة الكيماوية ، مما يُعزز من موقفه ، ويُلبي في نفس الوقت مطالب روسيا وبلدان أخرى ـــــــــ المترجم .
إنها بلا شك مغامرة ، ولكنها مفيدة للديمقراطية ، وتُشكل منعطف هام في تاريخ الولايات المتحدة . صحيح أن بوش الأب والإبن سعيا إلى ضمان اقرار الكونغرس لحربي الخليج الأولى والثانية ، ولكن التقليد البشع في السياسة الأمريكية هو أن الرئيس يقوم بفعل شيء ، ومن بعدها يقوم الكونغرس بالإذعان بعد ذلك .
ما نشهده اليوم في بريطانيا والولايات المتحدة هو تطبيق الشفافية في السياسة الخارجية ، وإعطاء دور أكبر للمجالس التشريعية في عملية اتخاذ القرار . يجب على المحافظون أن يكونوا شاكرين لأوباما على ذلك . هناك نقطة مزعجة بالفعل وهي إشارة أوباما للولايات المتحدة كديمقراطية دستورية . إنها سيدي الرئيس ليست كذلك . إنها جمهورية . وأنا أتساءل هنا ما هي العلامات التي حصل عليها أوباما خلال دراسته الجامعية .
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ــــــ د. تيم ستانلي . الأحد 1 أيلول 2013