كان الجميع مرتبين كترتيب الجريدة
كالأواني و الثياب و البطاقات الجديدة
لم ألاحظهم جميعا فالتشابه مطلق
بين الوجوه و رائحة العطور
كلهم قد نضدوا فوق السطور
يُقرأون من مسافات بعيدة
أحرف العطف تتالت
فصار النص ركيكا دون نقط أو فواصل
و بحثت ما بين الكتابة عن هوامش
عن مفردات لا تكرر نفسها
عن علامات ترقيم جديدة
لا تكتب فوق السطر أو تحت السطر
و تضيع ما بين الجمل
علني أجد بعض الفوضى
و بيت شعر بدون قافية
فوجدتك تسيرين حافية
تربطين شعرك كلما هب الهواء
ترسمين ملامحا تبدو غريبة
رغم ذلك كم شعرت بأنك مني قريبة
دون إفراط و أقراط و أشاء مثيرة
كنت حرفا خارج أبجدية الجميع
في موسم البرد كرائحة الربيع
تارة تبدين كالأطفال
و تارة كألهة الجمال
في عيونك تاهت الكلمات و اختفت الصور
لم تكوني كالهوامش و السطور
بل بدوت كغلاف مجلة تبعثرت فيه الحروف
فوضوية كلوحات الطبيعة و الفصول
في عيونك نظرة بين التأمل و الخمول
ربما لم تقرأي يوما جريدة
لم تنضدي في المطابع
لم تزيني بالأصابع
صورة لا تشبه الصور
و كلمات لم تخطر على بال شاعر
أنت أنت لا تشبهين الجريدة