كانت حفلات العرس في الماضي تقام في البيوت التي كانت عبارة عن احواش عربية واسعة تتسع لكافة المناسبات ومناسبة سعيدة لجميع افراد الحي وفرصة لتغير روتين الحياة اليومية وحلقة تعارف للجيل الجديد من شباب وشابات حيث كانت معظم علاقات الحب العذري تبدأ من حفلات العرس .....
كنا اطفالا صغارا نراقب هذا الحدث السعيد بكل تفاصيله وكانت فرصة لنا للبقاء خارج المنزل حتى ساعة متأخرة من الليل ونحن نستمتع بموسيقى وغناء الفرقة الموسيقية وخاصة تلك الحركات التي كان يقوم بها عازف البزق او الطبور حيث كان يمسك الطنبور بيد واحدة ويضع الطنبور حينا على الارض او فوق ضهره وحينا يقوم بفتله عدة مرات دون ان يتوقف عن العزف ..
كانت تدهشنا نحن الاطفال هذه الحركات.... وبالطبع ان جميع عائلات الحي حكما كانت
معزومة لهذه المناسبة ... واجمل اللحظات عندما كانت ترش الكراميلا والنقود المعدنية
على رأس العريس والعروس وذلك اثناء جلوسهم او مشيهم او رقصهم وهنا كانت فرصتنا
الذهبية لجمع اكبر كمية من الكراميلا او النقود ...تلك الايام كانت النفوس طيبة
ومرتاحة ولم يكن هناك فرق كبير بين عرس الشاب الفقير او الشاب الغني فالتفاصيل كانت
نفسها في الحالتين ...
ولم نكن نسمع من الكبار انهم كانوا يتحدثون عن السياسة او الاحزاب او الاخبار التلفزيونية او عن اخبار غزة او مصر او ليبيا او عن داعش او غير ذلك ولم نكن نشاهد هذه المناظر المروعة وسفك الدماء على التلفاز ...والان في وقتنا الحالي الشاب ابن الحي يتزوج وينجب اطفالا ولا احد يسمع به إلا عن طريق الصدفة ..... رحم الله ايام زمان وبركة وخيرات زمان ورحم الله الاجيال التي سبقتنا كم كانت طيبة القلب ومرتاحة ومطئنة ومقتنعة بحياتها البسيطة دون منغصات تستحق الذكر .......
https://www.facebook.com/you.write.syrianews