يقتلون أبناءنا و يرسلونهم الى جبهات
القتال بحجة الوطن
يواجهون " المؤامرة " بدمائنا و هم يتنعمون بقصورهم و فنادقهم داخل و خارج
الوطن أموال و خدم و حشم و سهرات و إعلام و فضائيات وأطقم بكرافيتات و أحذية
إيطالية و لهم اولاد بسيارات فارهة ونظارات شمسية و ساعات بعشرات الآلاف لم
يتواجدوا يوماً على جبهة و لم يحملوا يوماً بندقية إلا ليستعرضوا ويتقدموا
البشر في جنازة فقيرٍ سقط في هذا الوباء الملعون فيمطرون السماء رصاصاً ورجولة
زائفة ..
من منهم خلال سنتين وقف على فرن خبز وانتظر
ساعتين ليشتري ربطة خبز ؟
من منهم لم يستطع أن يحصل على جرة غاز لعائلته على مدى أيام ومن منهم جلس في
الظلمة والبرد لانقطاع الكهرباء ؟
من منهم انقطع شهراً عن تذوق اللحم ؟ عن تناول الفاكهة ؟ ..
المال و الحجر والبشر والوطن ملك لهم و نحن لنا الجوع و الفقر والبرد والموت
واوسمة بالية من هؤلاء الحثالة تمنحنا صفة الوطنية وترفع عنا الشبهة ..
و غداً تنتهي الحرب و يقتنصون المكاسب والمناصب والأرصدة هم أنفسهم أيضاً
ويظهرون على الشاشات و يقولون " صمدنا وحاربنا و صبرنا وبذلنا دماءنا فداءً
للوطن "!!
ونحن وقتها نشاهد ونصدق و نذرف الدمع ونتحسر على أطفالنا الذين التهمتهم الحرب و
نعلّق أوسمتهم في بيوتنا العارية مقتنعين بكذبة " الوطن "
و نكمل بحثنا و سعينا الحثيث عن جرة الغاز و ربطة الخبز و دجاجة مشوية في المناسبات
و حذاءٍ رخيص من الأسواق الشعبية...
نحكي في مساءات كانون القارسة لمن تبقى من أطفالنا الأصغر سناً و هم يرتعشون برداً
في زوايا بيوتنا الكئيبة عن بطولة إخوتهم الكبار الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن
نزودهم لسنوات بمؤنتهم الضرورية من الفقر والجوع و الحرمان ليكبروا و يصبحوا جاهزين
للرحيل على مذبحة الوطن .. و ننتظر الحرب القادمة
" إلى روحِ طفلٍ كبير ابن عشرين عاماً كان يحدثني عن أحلامه الطفولية عن الدراجة
الهوائية التي سيحصل عليها إلى طفلٍ احمرت خدوده وتلعثم كلما سألته عن محبوبته
الصغيرة .. إلى طفل كذبت عليه و أخبرته يوماً أنه سيعود قريباً الى البيت و
الأصدقاء ولكن لم أخبره أن عودته ستكون في طائرة .. الى طفل اختصر الحياة و تلقى
قذيفة ولم يعرف حتى الآن الجريمة التي ارتكبها وما زلنا نبحث عن جرم ارتكبه في
طفولته فلا يحمل إثم قتله مطلق القذيفة "
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
