news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
افتتاحية نيويورك تايمز: فرصة سانحة لحل سياسي في سورية . .. ترجمة : محمد نجدة شهيد

كان قيام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بقتل عالم الآثار خالد الأسعد ، الذي كرس حياته لحماية بعض من أعظم أثار سورية ، بمثابة تذكير مخيف كيف أن الصراع الذي يمزق سورية منذ أربع سنوات قد أصبح أكثر تعقيداُ ، وحتى أكثر استغلالاً ، من قبل تنظيم الدولة وعقيدته الهمجية وعنفه البالغ في المنطقة .


وجاء التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران في الشهر الماضي ليخلق مجالاً لانطلاقة جديدة في السعي نحو تحقيق حل سياسي لحرب أهلية مدمرة في سورية بين الحكومة والمعارضة أسفرت لغاية الآن عن مقتل 250 ألف شخص ، وأجبرت 11 مليون من السكان على مغادرة منازلهم . ومنذ ذلك الحين ، أثارت كثرة الاجتماعات الدبلوماسية عالية المستوى الواضحة للعيان الأمل بأن مثل هذه الجهود لإيجاد الحل السياسي المنشود قد أصبحت على قدم وساق في نهاية المطاف .
 

 


ولا يزال من غير الواضح لغاية الآن إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا وإيران وسورية والسعودية ، واللاعبين الرئيسيين الآخرين ، شعور بالعجالة وتوفر الإرادة السياسية لوضع سورية على طريق الاستقرار . كما أنه من الصعب أن نرى كيف يُمكن أن تكون هناك حملة فعالة موحدة ضد تنظيم الدولة وضد عزمه إحياء دولة الخلافة في سورية والعراق من دون التوصل إلى حل سياسي في سورية .
 

 


إن النشاط السياسي الأخير حول سورية مثير للاهتمام بشكل ملحوظ . فروسيا ، الداعم الأقوى للرئيس الأسد ، قامت باتصالات جديدة مع السعودية ، الخصم المرير والممول الرئيسي لجماعات المعارضة ، وتوسطت لعقد لقاء بين مسؤولين في المخابرات السورية والسعودية . وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع وزيري الخارجية الروسي والسعودي في موسكو بينما كان محمد جواد ظريف ، وزير خارجية إيران ، الداعم الرئيسي الأخر للرئيس الأسد ، يستعد للقائه في دمشق . وقبل أسبوع من ذلك ، عقد وزير الخارج%‏5¹d9 كيري ونظيريه الروسي والسعودي اجتماعاً ثلاثياً كان الأول من نوعه حول سورية .
 

 


وغني عن القول ، هناك أسباب ضاغطة تدعو لتجنب المزيد من انهيار الدولة السورية . فالرئيس الأسد ، وهو يقاتل في ساحة المعركة ويعمل على تجنيد قوات جديدة لجيشه ، يزداد ضعفا يوماً بعد يوم . ويخشى الأمريكيون والروس والسعوديون ، من ضمن آخرين ، أن يتمكن تنظيم الدولة ، الذي بات يُسيطر بالفعل على جزء كبير من سورية ، ويُعتبر أقوى المجموعات المتشددة الأخرى هناك ، من السيطرة على الحكم إذا سقط النظام في دمشق .
 

 


وفي الوقت نفسه ، فشلت إلى حد كبير خطط الرئيس أوباما لتجهيز وتدريب قوات برية من المعارضة السورية التي يُمكنها الاستفادة من الضربات الجوية الأمريكية ضد تنظيم الدولة من أجل تأمين مواقع جديدة على الأرض . ولا تزال مجموعات المعارضة المسلحة هذه ، والتي اعُتبرت كشركاء محتملين في المعركة ضد تنظيم الدولة ، غير منظمة وغالباً ما تكون في حالة حرب ضد بعضها البعض .
 

 


وحتى مع ذلك ، وعلى الرغم من أهمية اللحظة الراهنة ، يبدو أن النشاط السياسي الراهن يتصف بالخصوصية مع سعي كل طرف لمعرفة رأي الطرف الآخر بدلاً من العمل معاً لتطوير خطة مكتملة للمضي قدما نحو تحقيق الحل السياسي المنشود . وكان التقدم الوحيد الملموس عبارة عن بيان متواضع غير مُلزم اعتمده مجلس الأمن في الأسبوع الماضي يحث الحكومة والمعارضة على مناقشة " انتقال سياسي" في البلاد على أساس بيان جنيف لعام 2012. ( هناك بالطبع أمور أخرى أغفلها كاتب الافتتاحية مثل صدور قرار مجلس الأمن حول تحديد مسؤولية استخدام الكيماوي ، وترحيب إيران بصدور بيان مجلس الأمن المشار إليه أعلاه على سبيل المثال ـ المترجم ) .
 

 


إن الصعوبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الانتقالية هائلة بالفعل لأسباب ليس أقلها عدم وجود أي توافق في الآراء حول مدتها ومتى تبدأ ، هذا في حال وافق الرئيس الأسد على التنحي في أي وقت من الأوقات . وتصر الولايات المتحدة وغيرها ، بما في ذلك السعودية وتركيا ، على رحيله ، بينما تتمسك به روسيا وإيران . ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن روسيا قد تكون مستعدة لقطع العلاقات مع الرئيس الأسد كجزء من خطة تؤدي إلى استقرار سورية من دونه وتمنع في نفس الوقت سيطرة تنظيم الدولة على الحكم ، ولكن حتى الآن لم تحظى أي من الخطط المطروحة بالقبول .
 

 


إن مشاركة روسيا في الجهود الرامية إلى حشد تحالف ضد تنظيم الدولة ، والذي عملت الولايات المتحدة على انشائه منذ العام الماضي ، هي بلا شك موضع ترحيب خاصة في ضوء تصلب مواقف الروس في الماضي . وإذا عدنا إلى العام 2011عندما صب الرئيس الأسد جام غضبه باستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين ، نرى أن روسيا مدعومة من الصين قد أفشلت كل المحاولات في مجلس الأمن للضغط على الرئيس الأسد من خلال العقوبات وغيرها من الوسائل من أجل التوصل إلى حل سياسي في البلاد .
 


وبالنظر إلى العديد من الأرواح التي فُقدت منذ ذلك الحين ، والطريقة التي فتحت فيها الحرب الأهلية المستمرة الأبواب أمام تنظيم الدولة ، فمن المؤسف أن تأتي روسيا متأخرة جداً إلى طاولة المفاوضات . ومع ذلك ، يبدو أن هناك رغبة جادة الآن في السعي إلى حل سياسي ، ويجب تشجيع ذلك . وتتحمل روسيا وإيران مسؤولية خاصة في دفع ذلك إلى الأمام . نيويورك تايمز . الاثنين 24-8-2015 .
 


Link | http://www.nytimes.com/2015/08/24/opinion/an-opening-for-diplomacy-in-syria.html _r=0


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-08-29
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد