news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
سجن الجنس في بلادي... بقلم : م.أحلام الميلاجي
syria-news image

حاله كحال الكثير من الأشياء التي تُحرّم مجتمعاتنا البوح بها, أو طرحها على طاولة النقاش, أو إشباعها تعمقاً وفهماً ...


غافلة عمّا ستحققه من نجاحات أكيدة لجيلها الذي انكشف أمام مرآه كلّ ما هبّ ودبّ فيما يتعلق بموضوع الجنس والثقافة الجنسية عن طريق وسائل الإعلام وأسلحة التكنولوجيا المفيدة والضارة المشوِهة والمشَوهة وغيرها .

فبقي ككائن معتّم عليه, يقبع بسجن عدم البوح والعضّ على الشفاه, وكأنّه وصمة عار للعقل الطارح الباحث بدقة ووعي, رغم كونه عامل مهمّ في تكوين الشخصية البشرية المتكاملة, فهو جانب مهمّ منها دون مبالغة أو تعميم كما اتجهت  النظرية الفرويدية والتي أرجعت أسباب المشاكل والعقد النفسية الرئيسية لأسباب جنسية بل فسرت السلوك البشري برمّته تفسيراً جنسيا ..

 

فالجنس حاجة أساسية للكائن البشريّ الذي كما يحتاج إلى الإشباع الغذائي والروحي  كذلك فإنّه يحتاج إلى الإشباع الجنسي .

و بالإضافة لكونه غريزة ملحّة, فهو سبب لتمتين العلاقة الزوجية والحفاظ على أطر أسرية قوية بنيوياً خالية من الأعراض والمشاكل, وأغلب أسباب فشل العلاقات الزوجية يعود إلى العامل الجنسي وضعف الثقافة الجنسية لدى الطرفين, والتي لو أحيطت بالقدر البسيط من التفهم والإهتمام لتمّ تجاوز  انهدامات زوجية و أسريّة كبيرة, فكّكت بسببها خلايا اجتماعية عديدة, واستوعبت وعولجت مشاكل شذوذ مهمة بدأت تنتشر في بلادنا وما يترتّب عليها من جرائم.

 

وبالرغم من أنَّ المجتمع العربي بطبعه العام مجتمع ذكوري بحت, مع عدم نكراننا إلى إنّه يسير بخطى بطيئة نحو المساواة والعدالة, إلا أنّ ذلك لم يتح للرجل إمكانية التثقيف الجنسي ونشره وفق نطاقه الخاص ..        الزوجة ..الابنة ..أو الأخت وذلك للعادات السائدة والثقافة الرائجة التي اعتبرت أنَّ مناقشة هذه المواضيع مع من هم حولك أو إدخال هذه الثقافة من الصغر جريمة يعاقب عليها الحياء.

 

وبسبب هذا التغييب لجأ الجيل إلى التثقيف الجنسيّ الحرّ الغير مراقب و منضبط واللاسويّ  نظراً لمحدوديّة الرؤية المجتمعية القاصرة مما جرّ على المجتمع ويلات إضافية كان بغنى عنها بداية .

 

إنَّ الاهتمام بتنمية الثقافة الجنسية المبكّرة, والتوعية الاجتماعية الأسرية لكيفية طرح ثقافة الجنس والتعريف بحاجة الجسم وكيفية التعامل مع الجنس كضرورة وإتقان التعامل مع الجسد, والتي من الضروري أن تكون محاطة بالقيم النوعية الخاصة بمجتمعاتنا العربية المسلمة, يقفز بالمجتمع قفزة نوعية مميزة تجاه معالجة الكثير من مشاكل هذا الجيل كما يسير به نحو بناء جيل أكثر قوة وثقة .

 

 

2011-01-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد