لو تعلم كم كان تعبيراً مؤلماً وخادشاً لحياء الألم, حين يُطلب منك خلع رداء الحزن, والذي لابد منه.
إنه طويلٌ منسدلٌ يا صديقي, يجر خلف لابسه ذيول الخيبة واليأس..........وأخالك تدرك تفاصيل تطريزه أليس كذلك !
وأنت خبير بأن المشكلة بقماشه أنه ينمو, كلما قصصت منه مكان استطال من آخر كما النبات, إذاً الحل هو.. التعري, إن قبلت.
فعليك يا لابس ثوب الحزن أن تتعرى, وتلك مشكلة أخرى, فإيجاد جدران سميكة تخفي تشوهك وضعفك وأنينك حين خلعه, أمر ليس سهلاً بالمطلق, لأنه مخاط بلحمك عزيزي.
ثم بعدها عليك أن تنتفض لكي لا تجعل جروح الخيوط الممزقة مع لحمك تنزف طويلاً, ومن ثم عليك أن تغتسل لتطهر من جُنب اللوم والضعف, ولتقف وتبدأ برحلة البحث عن أثواب جديدة تسترك وتبث فيك الدفء من جديد, خاصة بعد اعتيادك برد الثوب المخلوع, وإياك إياك أن يراك أحد, وإن كان لابد فليكن من تعرى أمامك من ثوب حزنه, فاشتراكه بثوب الحزن المماثل يجعله بشرع الهوى محّرماً عليك كما يجعلكما في نفس المؤامرة مشتركان.