news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
زهور ربيعية في ليالي شتائية ...بقلم : مالك محمول صيني

ما أجمل سوريا ... و ما أجمل شعبها و طبيعتها ....


و بمناسبة الطبيعة .. فإن جمالها في فصل الربيع لا يضاهيه جمال ... فترى الأراضي خضراء بفعل التي تظهر بشكل تلقائي و تصبغ الأراضي باللون الأخضر الجميل و تحتضن شقائق النعمان الحمراء و أزهار و الأزهار الصفراء و البيضاء و البنفسجية على مد نظرنا ....

 

ثم يأتي الصيف و تأتي الحرارة العالية التي يصعب على هذه الكائنات الضعيفة مقاومتها إلا من بعض الأنواع من الزهور التي تقاوم بخجل الحر الشديد و تبقى مزينة أحواض منصفات الطرق و الساحات و الحدائق و تستمر بهذا الوضع  الخجول مع دخول الخريف وحتى قدوم الشتاء ....

في الشتاء تموت الأزهار الملونة و الجميلة مودعة لنا و مودعين لها قوامها الذي أمتعتنا به طوال ثلاثة....

 

و لكن لوحظ  أن الألوان لم تختفي شتاءً في سوريا العامين السابقين و ذلك لمتتبعي google earth  إذ بقيت المظاهر الملونة طوال الشتاءين السابقين و بدون توقف صباحاً و ظهراً و حتى ليلاً ...

و قد تم السؤال عن سبب هذه الظاهرة الغريبة و خاصة أن الأزهار تنقرض في شتاء سوري قاسي ... فكانت الإجابة أن السبب هو ... الفريق الاقتصادي السوري ...

 

فبعد ( نظرية  ) إعطاء الدعم لمستحقيه ... و (علاقة ) الدعم بالتهريب ...و ( مصفوفة) المواطنين في القسائم ... و ( كسر ) نفس البشر في زحمة العشرة آلاف على دفعتين .... وجد ملايين المواطنين نفسهم في عام 2011 بدون دعم ... و ليستنتجوا أنهم من الفئة التي لا تستحق الدعم ... فقط 425 ألف عائلة ( و ليس فرد) في جميع بيوت سوريا هي من تستحق الدعم و أن حد الفقر هو 2800 ليرة سورية .... يعني 100 ليرة في اليوم في شهر شباط في سنة غير كبيسة ....

 

مما اضطر الملايين لشراء بيدونات و المزاحمة بها مع الباصات و الميكرويات في كازيات المازوت .... فتجد الكازيات التي في داخل المدينة مزدحمة بالبيدونات المتنقلة ( يعني المحمولة .. يعني بلا تشبيه و مثال .. موبايل ) و تجد الآباء و الأولاد و أحياناً الأمهات شايلين هلموبايلات و راكضين من كازية لكازية ... يعبئون و يحاسبون و يحملون في حركة نشيطة للحاق بالصوبيا التي لم يبقى بها ما يكفي للحرق سوى لنصف ساعة ....

 

أما الكازيات التي خارج المدينة فلها زبائن من نوع آخر ... و هم مالكو السيارات ... فتجد أن سيارات البنزين بقدرة قادر تصطف مكان مضخات المازوت ... و ينزل أو تنزل منها مواطن أو مواطنة و هم يلتفتون يمنة و يسرة حتى لا يراهم أحد .. أو يطرقون رأسهم في الأرض كما النعام  و يسارعون بتعبئة البيدون المغلف بكيس نايلون أسود كبير حتى لا يعرفه الجيران عند الصعود به في مدخل البناية أو في المصعد و يضعونه في باكاج السيارة و يا فكيك ....

 

و لحسن الحظ أن هذه البيدونات ليست بلون واحد ... فمنها الأحمر الذي يشابه الورد الجوري و منها الأخضر الذي يشابه لون حشائش الربيع و التفاح الأخضر و منها الأبيض الذي كان في يوم من الأيام معبأً فيه ماء زمزم و منها الأزرق الذي يشبه لون البحر ومنها البرتقالي كما حبات البرتقال و منها الأسود كما عصافير الدوري  .... و كلها في حركة نشطة جيئة و ذهاباً مما يضفي مظهراً جميلاً و ملوناً من الأعلى ...

 

مما يعطي فكرة للسياح الذين يفكرون في زيارتنا ربيعاً و صيفاً و خريفاً أن شتاءنا أيضاً مزهر و ملون .... و يكون فريقنا الاقتصادي قد ضرب عدة عصافير على عدة شجرات بحجر واحد .... حتى لو نزل هذا الحجر على رأس شي كام مليون واحد ما بستاهل الدعم... و لنتجه معاً (دفيانين) نحو العام 2015 الذي سيكون فيه اقتصادنا الأقوى في المنطقة ...

2011-02-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد