news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
موت الضمير وميتم ودار مسنين ... بقلم : محمد يوسف

الضمير أو الوجدان: هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأً أم صواب والتميز بين ما هو حق وما هو باطل،


والضمير هو الذي يؤدي للندم في حال قام الفرد بأفعالٍ تعارض أخلاقه ومبادئه،

ولا بد من الإشارة بأن الأخلاق تختلف من زمانٍ لزمان ومن مكانٍ لمكان لا بل من شخصٍ لآخر ولكن بشكلٍ عام الدين

هذب الأفراد ووضع أخلاقهم في الأطر السليمة كما يجب وكما أرادها الله لنا أن تكون هذا ما إذا اتبعنا دينانا بالشكل الصحيح..

 

وبرأيي الشخصي الضمير لا يموت ولكنه(يختفي) فالموت يعني نهايته بشكلٍ دائم ومستمر أما اختفائه يعني امكانية عودته

في أي وقتٍ من الأوقات ولكننا مجازاً نقول فلان (مات ضميره) وهنا دعوني استخدم هذه الجملة في حق شخصٍ مات

لديه الضمير لا بل ماتت انسانية الإنسان لديه،

(ياسر،م)سافر لإحدى البلدان الأوروبية للدراسة بعد أن قام والده ذو 65عاماً  ببيع دكان الأقمشة الذي كان يمتلكه في سبيل تعليم ولده

 

لم يكمل ياسر السنة الأولى من الدراسة حتى تعرف على فتاةٍ شقراء من بنات ذلك البلد وهي تصغره بسنة واحدة ،

كان ياسر كل شهر يقوم بالإتصال بوالده طالباً منه إرسال 2000$ وطبعاً تلك النقود لم تكن لأجل الدراسة بل لأجل الحبيبة الشقراء كان بمقدوره العمل إلى جانب الدراسة ولكن (موت الضمير) حال دون ذلك فالوالد لديه العديد من العقارات

وهو وحيد أبيه إلى جانب أخته التي تزوجت وسافرت لليونان مع زوجها ،

 

انتهت السنة الدراسية الأولى فنزل ياسر لسوريا وكان هدفه من الزيارة وضيعاً أكثر مما يمكن توقعه،

ياسر : أبي أنت وحيد هنا وتعرف أنه لا أهل لنا أو أصدقاء في دمشق دعني أقوم بمساعدتك في وحدتك هذه ..

الأب: شكراً لك يا ولدي ولكن كيف..

ياسر: لا تهتم ولكن عليك أولاً بيع كافة العقارات وإعطائي النقود ..

 

الأب: هل سنسافر سوياً؟؟؟؟؟؟؟

ياسر: طبعاً سنسافر سوياً وسأعمل هناك ونعيش بسعادة إلى أن أتخرج من كلية الطب البشري بعد 6سنوات..

الأب:حسناً يا ولدي غداً سأبيع كل شيء حتى هذا البيت سأبيعه ونستأجر غرفة إلى أن نسافر ..

ياسر: شكراً لك يا أبي...

 

الأب:(الله يرضى عليك دنيا وآخرة)

بعد حوالي العشرة أيام قام الأب ببيع كل شيء يملكه وأعطى النقود لياسر كانت أكثر من 5ملايين ليرة سورية أي ما يعادل

أكثر من 35 مليون في وقتنا الحاضر...قام ياسر بالإتفاق مع دار المسنين وأعطاهم 100ألف ليرة سورية في سبيل وضع والده

هناك  وبالفعل تم قبول الوالد في ذلك الدار...

 

قام ياسر بتحويل الـ5 ملايين إلى الدولار وإرسالها لصديقته (كيتي) والتي قامت بشراء منزل وسيارة وقامت بافتتاح مقهى صغير

تزوج ياسر وكيتي وأنجبا طفلين(هيام 3سنوات وعبد الفتاح5سنوات) كانت كيتي بحالة سكرٍ مستمر سواءٍ في البيت أم في المقهى؟؟

وياسر كان دوماً مع عشيقته جوليا التي تصغره ب10سنوات والطفلين هيام وعبد الفتاح كانا بحالٍ يرثى  لها لم يكن هناك

من يهتم بهما لا الأم ولا الأب ولم يكونا أبداً مختلفين عن الأطفال المشردين في الشارع..

 

طلق ياسر زوجته كيتي وتزوج جوليا وقام بوضع طفليه في ملجأ الأيتام ....

زوجته السابقة كيتي أخذت منه كل شيء ولم تعطه سوى ثمن نصف المقهى...

قام ياسر بالعمل الجاد عند بعض أقارب زوجته جوليا واستطاع خلال 14سنة شراء منزل كبير ومكتب لتأجير السيارات

وحساب في البنك بلغ 70ألف دولار ...

 

وقد رزق بطفلٍ واحد اسماه جاك وهو الآن في 15 سنة ...

مضت الأيام مسرعة على ياسر ها هو الآن في 60 من العمر وقد أكل المرض من جسده الكثير ...

جاك في الثلاثين من عمره وهو يعلم ما الذي قام به والده مع إخوته من .زوجة أبيه(هيام وعبد الفتاح) ومع جده..

وهو يحلم منذ زمنٍ بعيد بالإنتقام من والده ...

 

وفعلاً يقوم ببيع قطعة أرض كان ياسر قد سجلها على اسمه ودفع ثمنها لمأوى العجزة في مدينة أخرى  ...

عاش ياسر في المأوى 3سنوات قبل أن يموت من الحزن والألم فقد مات ضميره أكثر من 40سنة وها هو بعد اليوم الأول

من دخوله للمأوى قد أفاق ضميره من موته أو من نومه لا أدري ولكن ما الفائدة بعد كل الذي خسره .. أباه أولاده ونفسه

 واحترام العالم أجمع له؟؟

 

يجب علينا جميعاً أن نسمع لأصوات ضمائرنا لأن تهميش الضمائر في حياتنا يؤدي إلى دخولها في سباتٍ عميق أقرب إلى موتها..

2011-02-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد