news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
وطني الحبيب (أمي) ... بقلم : محمد يوسف
syria-news image

أمي الحبيبة:


هاهي ذي ليالي الأخيرة في غيابات هذا السجن المظلم هذا السجن الذي أنا حكمت به على نفسي 7 سنواتٍ ونيف مضت

وكأنها سبعون سنة فلا الطعام هنا يشبه الطعام ولا الماء كالماء الذي عرفنا ولا حتى الهواء كان كالهواء ..

 

آهٍ يا أمي كم اختنقت طوال تلك السنين في بعدي عنك فكنت كالسمكة التي أخرجت من بحرها ووضعت في إناءٍ ضيق لا يسعها أن تأكل أو حتى تتنفس، كيف أتنفس يا أمي وأنفاسك كانت وحدها مائي وهوائي وطعامي يا بحري الغالي..

سبع سنواتٍ لم أعرف حقاً إن كنت أعيش أم لا إن كانت روحي معي أم لا إن كنت أكبر أم أن كل شيء فيٌ قد مات حتى شعوري بنفسي قد مات لم أكن أدري إن كان كل من حولي حقاً أحياء أم أننا في عالمٍ آخر ..

 

أمي العزيزة:

32سنةً مضت من عمري ولا أذكر أني أحببت امرأةً كما أحببتك بكل جوارحي ومشاعري ..

ولا أذكر أن امرأة صارت لي وطناً كما أنتِ يا وطني الغالي ...

وسأحلف لك بخالق هذا الكون بأني لن أحب امرأةً كما أحبك أنتِ ..

كنت يا أمي حين تبكين عند سماعك صوتي تقطعين ما تبقى لدي من قلب وتنتشيلن روحي مني و تقطعين كل أوصالي

وتعيدين ترميمي وتعيدين روحي لي بكلمة(أحبك يا بني)و(رضي الله عليك) كم من المرات بكيت يا أمي لأني أسمع دعواتك لي بعيداً عنك آلاف الأميال، فكم أحببت أن تناديني كما كنت تفعلين حين كنت صغيراً  (بقطي الصغير ذو العيون العسلية) وكم أحببت أن تمشطي لي شعري كل يوم حين ذهابي للمدرسة وكم أحببت أن تطبطبي على رأسي كل يوم مساءً وأغرق في أحلامي السعيدة بعد سماعي نصف القصة التي بدأتي تقصينها علي .

 

أمي الحنونة:

أؤكد لك بأن هذا القلب الصغير عج بحب الكثير من الناس ولكم لم يملؤه إلا أنت ..

سأعود كما وعدتك وسأنسيكي جميع جراحك وأحزانك وآلامك بإذن الله تعالى ..

شكراً لله بأنه منحني وطنين أمي وسوريا وأحبهما نفس الحب ولأجلهما سأمنح بقية عمري ..

وسأصلي لله أن يشفيكي يا أمي وأن يشفي كل أمٍ مريضة وسأصلي لروح كل أم متوفاة مسلمةً كانت أم مسيحية ..

 

فأنت يا أمي علمتني أننا جميعنا بشر والديانات جميعها لله واحترامها واجب وعلمتني أيضاً أن الأم هي كل شيء في الحياة

أحبك يا أمي .

2011-02-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد