news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
متى يصمت القلم ... بقلم : م فواز بدور

تموت الكلمة مادياً على الأقل عندما تكتب ويموت من القلم ما تستهلكه هذه الكلمة من حبر القلم الذي كتبها فهو إذن يضحي بجزء من كيانه لتحيا الكلمة التي كتبها معنوياً وذلك بتحقيق غايتها أو هدفها والقلم بالنتيجة هو عدد منتهي أو محدود من الكلمات يفنى بانتهائهن فهن بناته


فيهن الشريفة العفيفة وفيهن الدنيئة البغيضة , فيهن الواعية الناضجة وفيهن الطائشة الرعناء ، فيهن اللطيفة السمحة وفيهن القاسية الغاضبة فطوبى للقلم الذي كانت كل بناته عفيفات شريفات واعيات ناضجات  ,  أما الوطن .

 

فماذا يقال عن الوطن :

يقال أنه عندما يولد الإنسان يحسب أن هناك علاقة أزلية واحدة تربطه مع الكون والوجود هي علاقته مع أمه التي تمده بأسباب العيش من قبل أن يولد إلى أن  يستطيع الاعتماد على ذاته ثم يعي بعد ذلك  أن له أب يؤمن له الرعاية والحماية ومتطلبات الحياة وهو من أسباب وجوده أيضاً وأن له إخوة يشاطرونه العيش والإحساس فرحاً وألماً وما أن يكتمل وعيه حتى يدرك أن هناك أماً لكل الأمهات وأباً لكل الآباء وأخاً لكل الإخوة والأخوات فمن هو ؟

 إنه الوطن  الذي لا يكون حبه إحساساً بقدر ما يكون عملاً وضميراً ووجدناً

" إن كان للحب أشكالٌ وألوان فعشقك يا وطني هو الوجدان "

 

فما العلاقة بين القلم الوطن :

عندما يكون الكلام في حضرة الوطن فلا بد أن يكون هذا الكلام هو كلام الخير والنية الصادقة كلام النصح  والمعاتبة وحتى عندما يكون هناك استياء من القائمين على تسيير مقدرات وقدرات هذا الوطن وممثليهم فيجب أن يكون هم الكلمة الشريفة الصدق وغايتها الإصلاح ولا يسمح  صاحب القلم النظيف للمؤثرات الخارجية المتمثلة بالقوى الإقليمية من أعداء أو حتى أصدقاء ولا للمؤثرات الداخلية المتمثلة بالرغبات - حتى لو كانت محقة - أو الأهواء أن تقوده إلى ما لا يحمد عقباه كي لا ينتهي بوطنه  إلى الظلمة والتخبط وكما لا يسمح لنا ديننا السمح أن نعاقب أبائنا  أو أمهاتنا  "ولا تقل لهما أف  ولا تنهرهما  " فهو لا يسمح لنا أو لأي كان أن يعاقب أب الآباء وأم الأمهات الساكن في أعمق أعماق ذاتنا قبساً من الدفء والإحساس بالانتماء للأرض الأغلى والسماء الأحلى والشعب الأرقى وكما لا يسمح لنا ديننا فحري بنا نحن ألا نسمح لكائن من كان بجلد الوطن  .

أما متى يصمت القلم :

 

ففي الزواج المقدس عند الطائفة المسيحية عبارة تعبر عن متى يجب أن يصمت القلم  والعبارة تقول :

 " من لديه اعتراض على هذا الزواج فليتكلم الآن  وإلا فليصمت إلى الأبد " .

 

لماذا لأن الكلام حتى تلك اللحظة يصحح ويبني وقد يمنع الخطأ أما بعد تلك اللحظة فهو يدمر البيوت  ويخرب الأسرة الواحدة . 

وكذلك قلم الشرفاء الذي ينبض حباً و مناصحة وفي أقسى حالات استيائه لوماً أو عتباً فيصمت عندما يدرك أن هناك مؤامرة كي لا يسمح أن تمتطى كلماته العفيفة الشريفة من قبل زمرة التآمر والخيانة من أجل تدمير الوطن الأبهى والأجمل بتناغم ألوانه الجميلة والمنسجمة والمعبرة عن تعدد فئاته وكفى به فخراً أن يقول في تلك اللحظة يا قائد الوطن قلمك الآن وحده قلمنا وكلمتك هي كلمة الشرفاء فأنت وحدك ربان السفينة في وقت العاصفة وما من هم لنا إلا أن تصل بنا إلى شاطئ النجاة فهذا زمان الانصياع النابع من القلب القلق من حجم المؤامرة والمؤمن بقدرتك وقدرة شعبنا العظيم على تخطي كل الصعاب وموعدنا نصحاً أو عتباً بعد انتهاء العاصفة والقضاء على المتآمرين والخونة .

2011-04-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد