news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
ووجهنا وضاحٌ.... وثغرنا باسمُ ... بقلم : عمار وقاف

تتمازقنا، نحن الأغلبية الهادئة حتى اليوم، عواطف شتى، وتتسرب من بين أنامل أحلامنا العذبة كوابيس مرّة.


لسنا نعلم بعد بأي اتجاه نتحرك، وكيف، وأين.

 

فغبطتنا من أن الأحداث قد عجلت بالإصلاح، توازي خشيتنا عليه من كل هذا التشويش الخارجي.

تلهف قلوبنا تارة لرؤية مستقبل مشرق، وتنقبض تارة أخرى مخافة العودة إلى ماضٍ قاتم.

 

تنشرح صدورنا لرؤية إخوة لنا يتنشقون شذىً من حريةٍ، ونحبس أنفاسنا مخافة أن يتخللهم من يعشق ريح الدماء.

نغضب لرؤية شهداء يسقطون، ونغتاظ بالمقابل من محاولات نشر طهرهم على قميص عثمان جديد.

نشتهي أن تحنو الدولة على براعم التغيير، ونتوق لرؤيتها تئد فتنة في مهدها.

 

وما إن ينتابنا يأس لرؤية إخوة لنا يعتقلون، حتى يجتاحنا أمل بأن يكون بينهم من يدلنا على من هم بنا يمكرون.

ندرك أن سوريا أكثر حرية ستكون أكفأ وأقدر على دعم إخوتها، ونعلم أن سوريا أقل وحدة تعني ذرّنا وإياهم في مهب الريح.

 

إن بقينا كما نحن، والناس كلهم قد سبقونا، قتلنا القهر؛ وإن وضعنا هذه القدم مكان تلك، في مسيرنا، تراجعْنا القهقرى.

ولئن أغوتنا السلامة، حيناً، بالاطمئنان إلى قدر يسوقنا، أغرتنا الحميّة، أحياناً، بقدرتنا على سوقه.

.....

 

البارحة، ذهبت إلى لندن، كغيري من المقيمين في إنكلترة، لعلي أرفع عقيرتي ضد ما يجري، ففوجئت بوطني اثنين.

 

وما إن ساءتني رايات عرقية بين المتحمسين وسرتني رايات من إخوتي في فلسطين ولبنان مع المتروّين، حتى قررت فجأة أي معركة أنذر لها دمي، وأتفيّا بظلها بينما أنشد التغيير. هي المعركة عينها التي خاضها أبي وجدي ضد تشرذم بلادي، ولن يجرني أحد لغيرها الآن.

 

ولئن عاداني القريب والغريب بسبب موقف ما، فأنا أفخر أن أخي في لبنان وفلسطين غير مضطر للتلفت وراءه في كل ثانية.

أعرف طريقي نحو مزيد من الحرية والتقدم، لكني لن أرضى أن يقهرني عدوي دون أن يطلق رصاصة.

 

لن أرضى أن أخسر ابتسامة جاري، كرمى لعين غريم يكرهني وإياه.

أعلم أن في بلدي ترهلاً واستبداداً وفساداً، لكني لن أرضى بتقسيمها لبلدان لست أضمن أن تكون كفؤة وديمقراطية ونظيفة ومثالية.

 

سأعض على نواجذي وجرحي وأتحمل قليلاً بعد، فكلي ثقة بقدرتي على إيجاد الحل الأمثل وتطبيقه.

 

وسأستفيق قريباً من أحلامي وكوابيسي على وطن أقوى من ذي قبل.

وسأضع يدي في يد من يريد، وإصبعي في عين من لا يريد.

 

وسأترك لابني ما سيستسهل البناء عليه، لا ما سيضطر للبناء مكانه.

2011-04-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد