news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المؤامرة بين الواقع والمغالاة ... بقلم : فراس باش آغا

أعتقد أنني من أشد المحذرين من الغوص في أوحال المجهول (ولا تقفُ ما ليس لك به علم ) ،،، بل وأشاطر الرأي كل من يدعو لعدم الوقوع في منزلقات الفكر السلبي . ولا يتم ذلك إلا باستبدال النواح والعويل بالعمل والكد والمثابرة ، ولكن في المرحلة المناسبة ،،،  وأرى أن الفكر الإيجابي هو الآلية الوحيدة الناجعة في امتصاص الصدمة ،،، ولكن يجب أن تحصل الصدمة أولا ،، (وأتحدث عن صدمة تقع بعد إدراك حجم المؤامرة التي تلتف حول أعناقنا ) .


وإن كانت قوة الاعتقاد في قدراتنا على التغيير من شأنها جذب الأهداف وتقريبها في المستقبل ، وذلك هو آلية تطبيق التفاؤل ، فتلك الآلية غير مجدية أبدا في التعامل مع موضوعنا الذي يتعلق بالكشف عن حقيقة ما حدث أو يحدث فعلا  . إن عدم رؤية الشيء لا يعني إلغاء وجوده ـ على فرض أنه موجود ـ ، والتمني لا يجر الواقع وراءه ، فالتفاؤل الحق يتعلق بالمستقبل لا بالتعامي عن وجود المؤامرات .

 

منذ عهد ليس بقليل لم أتأثر بسهولة بأفكار لا تعتمد على أسس ودلائل تدعمها ،، ولم أكن من المهرولين وراء كل فكرة هلامية ألصقت نفسها حول موضوع المؤامرة ،، ولو أنكم اطلعتم على بعض منها ، فما كانت لتبعث عندكم أكثر من الضحك أو الاشمئزاز وذلك من هزيل بنيتها العلمية ، (فمثلا يخرج من يخبرنا بتقدم هؤلاء علميا ـ يقصد القوى الخفية المتمثلة في الماسونية ـ حتى أنهم استطاعوا  اختراق الزمن والعودة إلى الماضي ) ، غير أني لم أسمح لمثل هكذا أطروحات شاذة مستفزة ، بأن تجعلني أنفر من الفكرة كلها .  

اطلعت قبل سنة ونصف تقريبا على ذلك الموضوع ، وذلك إثر استصراخ من أخي عمرو ـ جزاه الله خيرا وأمدني ببعض الروابط الإلكترونية ، و كتاب تحدث عنه الدكتور عمر عبد الكافي في حلقة له ، لكن باختصار شديد ، والكتاب هو ( أحجار على رقعة الشطرنج ) لويليام غاي كار . قرأت الكتاب وألقيت نظرة على تلك الروابط ، وبحثت في الأمر بعدها بأسلوبي ، لم أعتمد الأفكار كحقيقة يقينة حتى مع وجود الدلائل ، بل أدخلت مئات الأفكار التي ألمت حول الموضوع في فلتر العقل ، لأستخلص منها في النهاية على جزء يسير من المعلومات التي رأيت أنها تستند إلى دلائل استساغها عقلي ، ومع ذلك كانت الصدمة قاسية جدا  صدمة إثر اكتشاف حقيقة هؤلاء .  

 

دول عظمى هي لا تعدو عن كونها مجرد أدوات في أيديهم ، صدمة تشل العقل من كثرة اتساع نفوذهم وعمق وقدم جذور ، كبوت على أثر هذه الصدمة برهة قليلة من الزمن فقدت خلالها أي قدرة على النشاط  شعرت بالعجز ، أعدت خلال تلك الفترة ترتيب معلوماتي السابقة في ضوء الرؤيا الجديدة ، وبعدها ـ وبالاستعانة بالله ـ استطعت الخروج من هذه الصدمة لأستقي منها حافزاً يبعث عندي النشاط على العمل والمثابرة بشكل غير مسبوق ، حيث أنني علمت أن الانهزام النفسي ، هو أقصى غايات هؤلاء . ولم أطرح الموضوع على صفحات الأنترنت حينها ، وذلك بسبب عمق الموضوع وصعوبة ضمان نشره بطريقة سليمة مناسبة لجميع العقول ، أما الآن فأعتقد أن الأمر أصبح ضرورة لمواجهة تلك الأحداث التي حصلت .

 

ابتدأت الثورات العربية في مصر وتونس ، تلك الدول ذات التبعية العمياء الذليلة لأمريكا والغرب عموما فهم في نظري أدوات الأدوات . وشممنا من رياح تلك الثورات زفير الحرية والكرامة ، شعرت باقتراب التحرر من التبعية في المنطقة العربية ، وتفاءلت بإمكانية لحاقهم لنا بركب الممانعة . شارك وجداني كل صيحة خرجت من رجل شريف بريء كادح ،، تفاءلت وانفعلت مع الأحداث ، ولم يعكر صفو نشوتي بنجاح الثورة في مصر سوى أنها مزجت بقلق شديد ،، ذلك أنه أحد الأفكار الأساسية في نظرية المؤامرة ، أن من سنن تلك القوى في تعاملها مع الأحداث ، هي في استثمار الحروب والثورات ، إما محاولة بذر بذورها أو إطلاق شرارتها أو تأجيجها أو توجيهها ،، لتركب موجتها ، وترسوا بها ـ في النهاية ـ إلى الشاطئ الذي تريد . وقلت محاولة منهم ليس أكثر لأن النتائج بيد الله ، حيث أنني إن كنت أخشى أن يكون اللجام بيدهم الآن ، فإني على يقين بأن مقاليد السماوات والأرض بيد الله ، ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية في أخذ دورنا من هذا .

 

بدأت الأحداث تتوالى ، وأخذت الأخبار تتوالى وتتوالد وتتناسخ ، والشباب في الشارع لا يرون إلا الفعل الآني ورد الفعل ،، الجمهور في المنازل لم تشوقه من الأخبار إلا فيديوهات الدم و الألم ، أو محللين الشتم والسب والقذف ، أطيح بالحكومات في الدول العربية ، وزج بالقيادات في السجون والمنفى والجحور ، ولا من رقيب على ما يحدث ، ولا على ما يدبر ويحاك ،،، أرى بعيني خيوط الشبكة الغربية تتسلل ، فأصدع بالصوت فلا أسمع سوى صدى صوتي يخبرني أن أخفض صوتك رجاء ففيه تشويش على مسلسلات التشويق  سنفرغ لك بعد انتهائها ،،، أحاول أن أذيل الغصة من حلقي بأن  أواسي نفسي بأنه لا أسوأ من وضع الأمة العربية الذي كان عليه ، فيكذّب عقلي ذلك ساخرا مني وملقيا إلي ملفات تجربة التغيير السابقة في العراق ، أحملق بهذه الملفات بمجهر التفاؤل محاولا تقصي جانبا مشرقا ، فلا أرى إلا جحيما اقتصاديا اجتماعيا علميا طائفيا عرقيا ، أحاول أن أتبين هوية لعراقنا ، فلا أفهم تلك الهوية ولا أرى معالم لها حتى ، ولا عجب في ذلك ، فتلك الهوية قد ختمت بختم شرائع الغرب ، وكتبت باللغة الإنكليزية التي أعتز بأني لم أتقنها ، ونعلم أن اللغة هنا كناية عن الثقافة الغربية التي يريدون منا أن نُطبع بطابَعِها ونفتن بعناوينها .

 

لا يا أخوان ليس هذا وقت الجراح والآلام ولا هو وقت الأفكار والتمني ، إنه وقت الصراخ والإيقاظ ، كيف لنا أن نوقظ نائما في ثبات مغنطيسي بواسطة دغدغته بكلام يزيد الناعس غرقا وخمولا . إن هذه الأيام التي تمر بنا هي بمثابة لحظات حرجة . ستولد من خلالها هويات جديدة في عالمنا العربي ربما تحكمنا لعقود ، إن فكرنا بمقاومتها لاحقا سنوضع في زمرة الإرهابيين . ماذا ستكون تلك الهوية يا ترى ، ما أنا على ثقة منه أنه لا يليق بسورية ، هل نعلم شيئا عن تلك الهويات الجديدة ، هل نملك من أمرها شيء ،،،  نعم هذا وقت الصراخ ،، إنه وقت الاستيقاظ .

ليس في هذا المنبر من روابط ترفق عما حدث أثناء تلك الثورات وما تخللها ، فدونكم هي فابحثوا . لن أقتصر على ما تريد أن تريني إياه تلك القنوات الفضائية ، وهي دعوة للجميع .

 

إن كانت هناك حساسية ضد كلمات مثل الماسونية أو القوى الخفية أو المؤامرة ، فلكم تجاوزها ، ( حيث أنه تم العمل لسنوات طويلة لإظهار كل من يتحدث عن المؤامرة على أنه بعيد عن الواقع ورجل مبالغ درويش ) . أقول إن ألمّت بكم تلك الحساسية ، فسأتحدث معكم بمصطلحات لن تختلفوا معي عليها . أولا هل من صعوبة في تقبل فكرة وجود الصهيونية العالمية ، وما انبثق عنها من برتوكولات حكماء صهيون ، هل من أحد بحث عنها وقرأها ، حيث أننا لو اطلعنا عليها سنرى أن معظمها طبق واقعا ، وسنفهم الكثير الجديد عن حقيقة الثورات وكيف تدار ، وعن حقيقة الإعلام وعن كثير من مرافق ظروفنا ، لا أعرف كيف يستطيع أحد إنكار تلك البروتوكولات في الوقت الذي  تطبق بحذافيرها ، ( أما ربط الصهيونية بقضية المؤامرة العالمية التي ليس من شأنها الأساسي دين اليهود بل هدفها أبعد من ذلك ، فذلك موضوع أستطيع أن أوضحه فيما بعد إن شئتم ) .

 

 ثانيا هل ينكر أحد أن للدول الغربية سياسات معلنة وسياسات أخرى غير معلنة ، فإني أتحدث يا أخوان عن تلك السياسات الغير معلنة ، بفارق صغير أن سياسات تلك الدول الغربية تجتمع وتتعاضد مع بعضها حول هدف واحد مشترك . هل من الصعب قبول هذا عقليا ... أعتقد أنه آن لكم أن تبدءوا بالبحث في هذا الموضوع ، ففيه أمور عضال ، أريد أن أريكم عمق جحر الأرنب ، أريد أن أريكم الشبح الجاثم بين أيدينا من غير أن نراه . أنتظر دخولكم هذا البحث لأنني أعلم أنه من شأنكم أن تضفوا عليه طابعا من الموضوعية والمنهجية العلمية ، بدلا من تهافت بعض الألسن بسرد الأفكار المبالغ فيها والدخيلة على هذا الموضوع ، وإن كان لابد من الإطلاع على الجوانب الروحية فيه لفهم عقائدهم الشيطانية ، فأننا لا نريد أن نسبح في فلك أوهام هلامية بغير هدى ، بل نريد أن نخرج بنتيجة واضحة واقعية للتعامل مع هذا الموضوع ، وفي حدود أحكام شرعنا الذي أمرنا الله به .

 

وإن كان قد صادف أن أوائل المعلومات التي تلقيتموها حول هذا الموضوع كان في اتجاه المنكر لها ، فلا تدعوا هذا يحجبكم طويلا عن هذا الموضوع الخطير .

أعتقد أنه لا يلزم استحضار هذه الفكرة في كل حين ، فيكفي لمواجهتها نشر الفكر الإيجابي البناء ، الدافع على العلم والعمل والمثابرة والنشاط .

غير أننا إن اطلعنا على هذا الأمر وجعلناها في خلفيات وقواعد نظرتنا للأمور ، فذلك سيكون ـ وخاصة في وقت الأزمات ـ مشعلا نستنير به تضاريس الحقائق عندما تخفت وتغيب في ظلمات المكر والتلبيس . ومن ثم سيكون موقفنا واضح من الأمور ولا يَرُوْنهُ عندئذ التردد والحيرة .

 

هلا نظرتم مثلا إلى موقف عالمنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ،، ذلك العالم الجليل الذي تشرفت بدخول بيته ، ورغم أنه لم يكن موجودا وقتها ربما أشْرِبْت حب هذا الشيخ مع ارتشاف الشاي عنده من رزقه الصافي الحلال ـ ولا أزكيه على الله بل أحتسبه كذلك ـ ، لو أردتم أن أوصف لكم بيته ، إنه أشبه ببيت جدتي ـ رحمها الله ـ قبل أن يدق فيه مسمار تعديل ، وأعلم أنكم توافقونني الرأي في تقييمه ، ولكني أردت الإشارة إلى موقفه الواضح الغير متردد منذ البداية ، الآن هل هذا العالم الجليل المطلع ، حين أخذ موقفه هذا لم يكن على إطلاع على جميع الحيثيات التي تشوب الموضوع ، إنه على إطلاع ، غير أنه رأى ـ بعين البصيرة وبهدي العلم والثقافة ـ كل هذا الذي ذكرت ،،، الآن هل تعلمون كم من سفيه نال من شيخنا هذا وأكل من لحمه المسموم ، فأقترح على الجميع هنا أن نتجنب الإساءة إلى جميع العلماء ، وأن نتواضع قليلا في استقاء علومهم حتى ولو أخطئوا من وجهة نظرنا ...

 

ربما تعتقدون أنكم بهذا قد عرفتم الموضوع وليس بالضرورة الغوص في تفاصيله ، ولكن كي تتشكل عندكم رؤيا واضحة جديدة مساعدة على فهم الغرب وتحليل تصرفاتهم دونما تلبيس ، يجب عليكم الدخول في تلك التفاصيل ،،، ( وسأحدثكم بخبر أستعمله كتشويق لكم فقط ،،،، إن هدف هؤلاء الكبير في النهاية هو الحكومة العالمية الموحدة ، تمهيدا لقدوم إلههم الذي يعتقدون به ، ليتسلم رئاستها ، ذلك الإله الذي يعتقدون أنه سيتجسد بالرجل ذو العين الواحدة التي ترى كل شيء )

وأخيرا لا يسعني غير الشرح والتحفيز وأضفت التشويق ، والبحث في متناولكم ، والله هو الموفق . 

2011-06-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد