news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
أين مظاهراتنا من الضوابط الشرعية... بقلم : فراس باش آغا

هل نسينا ضوابط شرعنا ،، أم نريد أن نفصل إسلاما على مقاسنا ، هذا ما قاله لي أخي عمرو في رسالة بالفيس بوك ، فأردت أن أشارك الجميع بسماع الرد إن رأى أحد وقت لقراءتها ،،،


لم أسمع أن أحدا من المعارضين ممن ـ حلل أو ناقش أو أعطى رؤيا ـ أن كلامه أو أفكاره مبنية على قواعد إسلامية ، أو حتى أجرى هذا الطرح في خاطره ولو لمرة ، وكأن الأمر بدون أي ضوابط ،، والله إنه لشيء غريب ،، في وقت الأزمات والفتن عندما تغيب الحقائق ، ويحتار البعض في موقفه وماذا يجب أن يكون ،، ألا نلجأ إلى شرعنا وماذا يأمر في مثل أحوالنا ،،

 

والله أني لأشعر بغربة ووحشة كبيرة من هذا الجو المقيت ، أكاد أختنق من هذا النهج الجديد السائد ،، إذا كنا نريد إصلاح أو ثورة حتى ، فإنني بالضرورة سأحاول أن أستقرء من هؤلاء الثوار اتجاههم لكي أعلم أنني على ماذا سوف أرسو إذا ما نجحت تلك الثورة ، هذا في حال لم تحصل كوارث ملمة ،، أسمع بإمعان إلى كلام المحلليين المعارضين فلا أسمع منطق ولا رؤيا واضحة ولا خطة نظيفة تقدم ،، لا أسمع منهم سوى كلمات تنم عن أحقاد ورغبات بفش غل طال أمده عليهم ،،، وأرى الإصلاح أخر همهم ،، هل هؤلاء يفترض أنهم سيكونون قيادتي مستقبلا ،،،

 

أغض الطرف عن السياسيين المعارضين وألتفت إلى المتظاهرين و أحاول أن أتوسم الخير في وجوههم و أن أرى ملامح واضحة لمستقبلي في شعاراتهم فلا أرى فيهم إلا غضب وثوران بغير هدى ولا رؤيا ، بل وصلت مؤخرا لحد الإجرام مما سمعناه عن إستهداف المدنيين وخاصة المؤيدين لوقف التظاهرات ، وما فعلوه بهم بعد قطعهم الطرقات وفعل المنكرات بهم

 

أعتقد أننا جميعا غير ناضجين لقيادة ثورة حقيقية تؤسس لمستقبل واضح أبيض ، لم يتلقوا من الثقافة أو الوعي لأن يذكروا شيئا فوق كلمات عامة جوفاء مثل حرية وغيرها ولو أنك أتيت تناقشه في طريقة تطبيقها  كأن تذكر نوايا عن بداية طرح مشروع الأحزاب ، لطلب منك ألا تشغله بكلام فارغ ليس من أولوياته لست مطمئن لأن أسلم هؤلاء راية القيادة وهم فيما بينهم غير متفقين على شيء سوى على حب خلع النظام

 

أعتقد أن شعبنا الآن بحاجة إلى توعية وثقافة قبل كل شيء ،، ورب ضارة نافعة ، ربما هذا الذي حصل هو بمثابة تجربة شديدة على النظام والشعب في آن واحد ، ستثمر ـ إن شاء الله ـ نضوج كلا الطرفين .

 

لكن أتمنى أن تتوقف الأمور عند هذا الحد ، وأن يخرجنا الله من هذه الأزمة لأن عواقب الاستمرار فيها وخيمة وخيمة ،،،

الآن سيأتي من يقول هل يأمرنا ديننا بالسكوت عن الفساد ويأمرنا بالخنوع ،، أقول له أبدا ،، إن ديننا شرع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل وقت وحين بل جعله أمر ألهي للجميع ، فمن منا ثابر على ذلك سابقا ، من منا تجرأ على أن يفضح موظف حتى بأن يقول له وبصوت عالي لن أعطيك الرشوة ولا إكرامية  أيضا أمر ديننا بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ،، أيضا أشار ديننا إلى أنه أفضل الجهاد هو أن نصدع بكلمة الحق عند سلطان جائر ، لكن لاحظوا يا أخوة كيف أكد البوطي على كلمة عند ،، أي أن الجهاد آن ذاك بان نتوجه إلى الحاكم مباشرة وأن نعظه بالحكمة  والموعظة الحسنة ، من منا تجرأ سابقا على ذلك ، أليس هذا النهج السليم في إصلاح كل من الحاكم والمحكوم ، أم أن جبننا هو الذي دفعنا بأن نذهب إلى الشارع وبحماية الرأي العام العالمي كي نثير الفتن و القلاقل .

 

أفلا نعود إلى الله ونتوب إليه ،،، أفلا نجعل من شرائع ديننا خارطة الطريق في تخطي الأزمات ،، لا أحترم ثورات نبذت ضوابط الشرع وراء ظهورها ، وجعلت من بوعزيزي مثلا أعلا ،، هل تعلمون أن جل ثقافة أمتنا العربية حاليا تعتبره شهيدا دونما شك أو تردد ،، كيف غفل الجميع عن ضابط الشرع هذا ،، ألا نعلم أن قتل الإنسان نفسه محرم تحت أي ظرف ويدخله جهنم ، أم حتى هذا الأمر لم نفكر فيه ولو للحظة ،، قد بلغ الذين أضرموا النار في أنفسهم حتى الآن فقط في الجزائر ثمانية أشخاص ، وآخرهم قد حرق نفسه بالنار ومات متأثر بجروحه بعد يوم ، وكان السبب أن موظف البلدية منعه من فرد بسطته في الشارع ،،

 

تلك هي ثقافة ثوراتنا ،، وأقول أن ثورتنا في سوريا كانت أسوؤهم مع الأسف ،، اليمن كانت أخلاقهم أرقى وأفضل منا ، في مصر رأينا طبقة مثقفة وشباب متوازن في الشارع ، سمعنا عباراتهم التي تحمل على الأقل الحد الأدنى من الأدب وتحمل في طياتها الذكاء وخفة الدم ، رأينا عندهم الوعي أكثر من عندنا بكثير ، وحتى الآن يناضلون ويكافحون ،، رفضوا مساعدات أمريكية مشروطة بسبب شروطها ،، اتهموا كل من أمريكا وإسرائيل بتحريك النعرات الطائفية في مصر ،، ومع ذلك أرى أن خيوط الشبكة الغربية بدأت تتسلل وأخذت بخناق ثورتهم ، والفتنة الآن على أوجها ولن تهدأ في الشارع حتى ترسوا ثورتهم إلى الشاطئ الغربي ، لكن على الأقل أراهم حذرين ، أتمنى من الله أن يحميهم ،،،،

 

أما عندنا فأراهم من الآن يستجدون التدخلات الغربية ، ويتملقون أيهم سيكون أقرب إليها في المستقبل .

عندنا الأوضاع والظروف الإقليمية والدولية وحتى الأوضاع الداخلية الطائفية والعرقية والإجتماعية والثقافية غير مؤهلة بتاتا لمثل هكذا مواقف وثورات .

أعتقد أنه ـ كما قال البوطي حفظه الله لنا ـ يجب أن نضبط قلوبنا وميولنا بمنهجنا العقلي ، وأن نضبط عقلنا بقواعدنا الشرعية ،، وفي هذه الحالة فقط نصل إلى القرار السليم والموقف من الأحداث الذي يرضاه الله .

 

هل لنا من توبة ياللــه ،، هل لنا أن تكشف الغمة عنا بصالحينا !!! بأطفالنا ،،، ببهائمنا . اللهم إن أبيت إلا استحقاق منا فذاك هلاكنا .

 

2011-07-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد