news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
باتريك سيل : زعامة نتنياهو الكارثية .. بقلم : محمد نجدة شهيد

  ترجمة :  محمد نجدة شهيد


1_ لدى إيغال عمير سبب وجيه للشعور بسكينة الرضا . فقاتل اسحق رابين يعلم أن الطلقات الثلاثة التي أطلقها ليلة الرابع من تشرين الثاني 1995 قد أوصدت الباب في وجه السلام ، وغيرت مجرى تاريخ إسرائيل .

 

 2-  وفي الوقت الذي يجلس في الزنزانة المريحة المخصصة له في بئر السبع ، في انتظار زيارات الروسية لاريسا ترمبوفلر التي تزوجها في السجن ، يمكن لعمير أن يستمتع بطعم مساهمته الحاسمة في خدمة قضايا المتطرفين التي قتل من أجلها رابين : الصعود المتنامي لليمين المتطرف ، والصهيونية الدينية المتطرفة التي ينتسب إليها ، والمستوطنات في الضفة الغربية الآخذة في التوسع باستمرار ، والمعاناة المتواصلة للفلسطينيين الذين سُلبت أرضهم وحريتهم ، وحُرموا من العدالة وحقوق الإنسان .

 

3-  قد يُمضي القاتل بقية حياته رهين المحبس ، ولكن سياساته تبقى حيه في الأذهان . فمنذ ما يقرب من سنتين ونصف سار رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بثبات على الطريق الذي اختطه إيغال عمير . بدا كما لو أنه عازم على توطيد تراث هذا الشاب المتعصب . فقد عمل كل ما بوسعه لتفادي السلام مع الفلسطينيين . وحافظ على احتلال الضفة الغربية ، واستمر في شن حرب اقتصادية ضد 1،5 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة ، وحاول الاستيلاء على ما تبقى من القدس الشرقية العربية ، ويرفض التفاوض بأي مظهر من مظاهر حسن النية . أما نهمه لسلب الأرض فلا يعرف على ما يبدو أي حدود . وقد أطلق العنان للمستوطنين المتعصبين لتوسيع المستعمرات غير القانونية وإخضاع جيرانهم الفلسطينيين إلى العنف المنهجي ـ حرق محاصيلهم ، وقطع أشجار الزيتون في أراضيهم ، وتدنيس مساجدهم .

 

4- لذلك ليس من المستغرب أن نرى الفلسطينيون ، الذين يشعرون باليأس من نوايا إسرائيل ، قد قرروا المبادرة للحصول على اعتراف منظمة الأمم المتحدة بدولتهم في أيلول القادم ، وهي مبادرة تتصرف إسرائيل حيالها بشيء أشبه ما يكون بالذعر . إن الاعتراف بدولة فلسطينييه من جانب الغالبية العظمى من أعضاء المنظمة لن ينهي الاحتلال ، لكنه سيؤكد أكثر فأكثر عزلة إسرائيل . وفي الداخل سمح نتنياهو للعناصر اليمينية والدينية المتطرفة اكتساب نفوذ ، أكبر من أي وقت مضى ، داخل صفوف الجيش ، وفي داخل المجتمع والحكومة القائمة . كما وسمح بتآكل الديمقراطية من خلال

تعزيز إيديولوجية قمعية وعنصرية بذل قصارى جهده لترجمتها إلى قانون . وآخر مثال على ذلك هو قانون حظر المقاطعة الذي يفرض عقوبات صارمة على أي شخص يدعو لمقاطعة إسرائيل ــ أو لمقاطعة منتجات المستوطنات غير الشرعية .

5- وكانت تكلفة هذه السياسات باهظة جداً على إسرائيل . فقد عانت سمعتها ومكانتها الدولية بشكل كبير. وبات يُنظر إليها في العديد من الدوائر الدبلوماسية الغربية باعتبارها مصدر إزعاج حقيقي . ولم يساعد في هذا المجال تعيين ليبرمان سيئ السمعة وغير الدبلوماسي الفظ إلى حد كبير كمسؤول عن العلاقات الخارجية في إسرائيل . وفي الوقت نفسه ، أدت سياسات إسرائيل الوحشية تجاه الفلسطينيين إلى بروز حركة سلمية مدنية في جميع أنحاء العالم تناهض هذه السياسات أصبحت معروفة باسم حملة المقاطعة ـ سحب الاستثمارات ـ فرض العقوبات ، والتي تهدف إلى حمل اسرائيل لتغيير سياساتها  قبل وقوع الكارثة .

 

6-  وعلى الرغم من أن إسرائيل تسعى إلى تبرير موقفها المتشدد بالضرورة المطلقة لحماية نفسها في محيط عدائي ، فأن سياسات نتنياهو قد وجهت في الواقع ضربة قاتلة إلى البقرة المقدسة الأمن . وسوف تستمر واشنطن دون شك بضمان قدرة إسرائيل على هزيمة أي تشكيلة من أعدائها ـ ضمانة مكتوبة فعلاً في القانون الأميركي . ولكن على مستوى أعمق ، فإن نتنياهو ورفاقه المتطرفين أنفسهم قد ساعدوا على إحداث تغييرات ضارة في البيئة الإستراتيجية لإسرائيل :

ألف ـ تدمير تحالف إسرائيل الهام مع تركيا بشكل كامل تقريباً . وكان المسمار الأخير في النعش هو الاعتداء الوحشي في العام الماضي من قبل القوات الإسرائيلية على السفينة التركية مرمرة التي كانت تحاول كسر حصار غزة . وقُتل يومها تسعة ناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية . وتسعى تركيا للحصول على اعتذار وتعويضات عن القتلى . ويقول ليبرمان أن هذا لن يحدث أبداً .

 

باء ـ مقابل كل جهودها المتواصلة بلا هوادة لشيطنة إيران ، فشلت إسرائيل في جر الولايات المتحدة إلى حرب مع طهران . وهذا يمثل انتكاسة حقيقية لآلة الدعاية الإسرائيلية الهائلة . والقليل من المراقبين يعتقدون أن إسرائيل يمكن لها أن تجرؤ على ضرب إيران بمفردها ، وتخاطر بذلك بمواجهة العواقب التي لا مفر منها والتي ربما تكون مدمرة . وهكذا يتواصل برنامج إيران النووي بدون عوائق .

 

جيم ـ أصبحت معاهدة السلام لعام 1979 مع مصر تحت التهديد والخطر ـ من خلال هذه المعاهدة تم استبعاد أكبر دولة عربية من خط الاصطفاف العسكري العربي بما ضمن سيادة إسرائيل على مدى ثلاثة عقود . وعلى الأرجح ستبقى الاتفاقية قائمة على الأقل من ناحية الشكل ، ولكن التغيرات الثورية التي تجري الآن في مصر قد أفرغتها من محتواها . ولن يكون هناك مزيد من التواطؤ المصري مع إسرائيل ضد الفلسطينيين أو ضد إيران.

 

دال ـ على الرغم من جميع الجهود التي تبذلها ، فشلت إسرائيل في تفكيك محور طهران ـ دمشق ـ حزب الله الذي كان يشكل عقبة رئيسية أمام الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية الإقليمية على مدى السنوات العديدة الماضية . وعلى الرغم من الضغوط المكثفة ضد سوريا في الولايات المتحدة من قبل آيباك وشقيقها معهد واشنطن ، ومن حملة مماثلة في أوروبا من قبل الجماعات الموالية لإسرائيل ، فإن سورية ومحورها على حد سواء لا يزالان باقيين حتى الآن .

 

7- وتواجه قيادة الرئيس بشار الأسد معارضة لم يسبق لها مثيل . لكن الوضع لا يبدو أن النظام في حالة خطر. وفي الوقت نفسه فإن حزب الله حليف سورية في لبنان ما زال قوياً سياسياً وعسكرياً . وإذا ما أخذت كل هذه التطورات مع بعضها البعض فإنها تعني أن تفوق إسرائيل العسكري على جميع جيرانها يبدو غير قابل للاستمرار على المدى الطويل . ويتعين على إسرائيل في نهاية المطاف قبول العيش في ظل توازن إقليمي للقوى يمثل أعظم ما تخشاه .

 

8- ومن بين جميع عواقب سياسات نتنياهو ، كان الضرر الحقيقي من نصيب أمريكا . فلقد أذل نتنياهو أوباما برفضه بغرور محاولات الرئيس لتحقيق السلام . وأعطى الخلاف بينهما للعالم دليلاً على العجز الأميركي . وقد جعل نتنياهو من انفتاح اوباما على العالمين العربي والإسلامي مجرد هراء . ولم يكن الرئيس قادر على تأديب حليف ضال بسبب جماعات الضغط التي تكبله وبسبب أعضاء الكونغرس المرتشين .  

 

9- هناك ، بالطبع ، العديد من الأسباب وراء أن الولايات المتحدة تواجه الآن عداء كبيراً في أنحاء كثيرة من العالمين العربي والإسلامي . والسبب الرئيسي بالطبع هو حروبها الخاصة في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها ، والخسائر المادية والبشرية الهائلة التي سببتها هذه الحروب . ولكن دعمها الأعمى لإسرائيل يشكل أيضاً عاملاً مساهماً رئيسياً . وكان رفض نتنياهو القاطع التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين مكلفاً للغاية بالنسبة للولايات المتحدة . وهذه التكلفة ستزداد يوماً بعد يوم مع إطالة أمد الاحتلال وتلاشي احتمالات السلام

 

10-  وفي الوقت نفسه ، فإن الجندي الأسير جيلعاد شاليط ، الذي تعفن في احد أقبية غزة على مدى السنوات الخمس الماضية ، يشكل ضحية صغيرة من ضحايا النزاع المنسين عادة في اغلب الأحيان . وبشكل ينسجم مع طبيعته ، لم يرغب نتنياهو ، مقابل إطلاق سراح شاليط ، مكافأة حماس التي يكرهها بإطلاق سراح مئات قليلة من الآلاف الكثيرة من الأسرى الفلسطينيين الذين تعفنوا في سجون إسرائيل .

 

ترجمة :  محمد نجدة شهيد

 

Netanyahu’s Catastrophic Leadership

by Patrick Seale Released: 12 Jul 2011

http://www.patrickseale.com

________________________________

 

Yigal Amir has good reason for quiet satisfaction. Yitzhak Rabin’s assassin knows that the three shots he fired on the night of 4 November 1995 slammed shut the door on peace and changed the course of Israeli history.

 

As he sits in his comfortably-appointed cell in Beersheba, awaiting the visits of Larisa Trembovler, the Russian wife he married in jail, Amir must savour his decisive contribution to the extremist causes for which he killed Israel’s Prime Minister: the rise and rise of the far-right, ultra-religious Zionism to which he adheres; the ever-expanding West Bank settlements; and the unrelieved suffering of the Palestinians, robbed not only of their land, but of freedom, justice and human rights………………..

 

2011-07-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد