news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كلمة الحق .....متى تقال حتى لا يراد بها باطل … بقلم : Adoony Adoon

هل يجب أن تقال كلمة الحق بغض النظر عن التوقيت؟؟؟؟؟لقد حيرني هذا السؤال الذي أعتقد أنه يكتسب أهمية خاصة في خضم ما تمر به سوريتنا من أحداث يمكن وصفها بأنها ناتجة على أقل تقدير عن خلطة عجيبة من المطالب  المحقة والباطلة ومن الحراك الداخلي والتآمر الخارجي والجماعات المسلحة والأخطاء الأمنية المقصودة والغير مقصودة ومن المشاعر الوطنية الصادقة والدعوات التحريضية الطائفية المنشأ وإلى آخره من المتناقضات التي وحده الله قادر على جمعها سوية في توقيت واحد


إن حدوث هذه المتناقضات في توقيت واحد تزامن مع موجة من الثورات العربية قد أدى في ما أدى إلى وقوع  نوع من الأوضاع في سوريا والتي لا اشك أن سوريا أصيلا واحدا يرضى بالجانب العنيف منها بغض النظر عن تعدد وجهات النظر في سبب وعن المتسبب في وقوعها.

 

هذا العنف والذي أدى إلى فوضى متفاوتة من مكان إلى مكان يضعنا أمام التساؤل المشار إليه أعلاه.......وأخص هنا المثقفين وخصوصا الفنانين الذين كان لهم مجال واسع جدا من الحرية في التعبير وقبل بداية هذه الأحداث، بل وأجزم أنه لم يكن متاحا لأحد في بلدنا ولا في أكثر البلدان حرية في منطقتنا أن يعبر عن أفكاره بطريقة جدا مبدعة وصادقة ومباشرة وعميقة تحاكي أكثر البلدان ديمقراطية، حتى أنها جعلت منا نحن المشاهدين نجلس مصدومين عن كيفية مرور هذه الدراما الناقدة من تحت أيدي الرقيب بدون أي مشكلة بل وكانت تعرض على التلفزيون السوري، فعلا كانت صدمتنا كبيرة بالمستوى والشوط الكبير التي قطعته والمواضيع التي عالجتها بدون أن يخونهم أحد أو يشكك بوطنيتهم، بل على العكس، فقد نالوا من الإعجاب والتقدير والمديح على حسهم الوطني العالي وشجاعتهم في الطرح والنقد البناء.

 

في مقدمة المواضيع المطروحة آنذاك، وأقصد من خلال نافذتهم الدرامية، المواضيع الكبرى المتعلقة بالكرامة والحرية وحقوق الإنسان والتي تفوقت على الجوانب الأخرى المعيشية والاقتصادية وحتى الفساد، فآخر مثال شاهدته وبالصدفة فقد كان في مقطع من بقعة ضوء للتوأم ملص – المشاركين بمظاهرة الفنانين -  عنوانه السبورة، وللمصادفة فقد كان الموضوع عن الحرية والكرامة، ولسخرية القدر فقد كان ممثل المقطع هو فارس الحلو زميلهم في المظاهرة.......والله كان سقف الطرح في المقطع أعلى بكثير مما كانوا يهتفون به في الساحات الاستعراضية اليوم وحينها لم يخونهم أو يتعرض لهم أحد بكلمة .

 

لماذا قبلت السلطة والجمهور هذه المطالب المحقة سابقا ولم تقبلها اليوم بل وهناك من ذهب إلى حد تخوينهم، لماذا أصبحت هذه المطالب مشبوهة بينما كانت مطلوبة ؟؟؟؟

 

أنا أعتقد أنهم ارتكبوا نوعا من الخيانة لوطنهم أولا ولقضيتهم المحقة ثانيا ولو عن جهل أو حماس غير مقصود، وأرجو أن يكون اعتقادي بغير القصد مصيبا لأنني لا أتمنى يوما أن أرى سوريا يخون وطنه، ولكنني شبه واثق أنهم ارتكبوا خطيئة بحق وطنهم وجمهورهم وقضيتهم والسبب أنهم أخطئوا كثيرا جدا في التوقيت.

 

التوقيت هنا له دور جوهري، فقد كتبتم وانتقدتم وقدمتم أطروحاتكم وآراؤكم وقد أتيح لكم ما لم يتح لأحد من فرصة لإيصال هذه الأفكار إلى الجمهور من أوسع الأبواب حينما لم تكن البلاد تحت ظروف استثنائية فيها وعلى أقل تقدير اختلاط بين المطالبين بالمطالب المحقة وبين من يستخدمونها لضرب استقرارنا وأمننا وسلامنا الداخلي إرضاء لأهدافهم الخارجية. أما عندما حضرت هذه الظروف، فإن استمراركم وإصراركم على المجاهرة بأطروحاتكم وشعاراتكم وبطريقة استعراضية  - على الأكتاف وفي الشوارع وبيوت العزاء -  فقد سمحتم وأرجو أن لا تكونوا قاصدين لمن يريد استغلال هذه المطالب التي طالما كانت مشروعة ومحقة من النيل من سلامنا واستقرارنا عبر استخدام وجوهكم المعروفة في مواده الإعلامية وتحريضه المريض، بل إن ارتكابكم هذا يرقى إلى حد خيانة هذه المطالب لأنكم فرغتموها من مضمونها عندما وضعتموها في خدمة من لا يريد لنا خيرا.

 

هل الحل في العزوف عن مطالبنا المحقة؟؟؟؟؟بالطبع لا ........ولكن الحل في طرحها في وقتها وبالوسائل الصحيحة التي تناسب الظروف المحيطة حتى لا تتحول هذه الأفكار المحقة إلى حق يراد به باطل وخيانة لمضمون هذه الأفكار......والتي طالما كانت محقة ويراد بها حق عندما كانت تطرح في الوقت المناسب

 

2011-08-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد