عندما كنت صغيرة
كان تشغلني دوما مظاهر العرس والزفة ..
لماذا يا ترى
يستحضرون الطبلة والزمار
لإعلان انتهاء العفة
وهل يحتاج الحبيبان
في ليلتهما الأولى
لصفارة تشجيع وللتصفيق والضجة
نام السؤال بغير جواب
إلى أن جاء لقاؤك صدفة
لا أذكر وجهك يومها
كما لا أذكر عينيك
لكني لن أنسى ما حييت
ذاك العود في حضنك
كنت تدلله بكفين سمراويين
تداعب أوتاره بعشق
نعم أحسست حينها بالغيرة
لطالما قالوا
أن الحب يبدأ بنظرة
وأن الحب تغتاله الغيرة
في قصتنا
اشتعلت الغيرة أولا
وأعلنت ولادة حب
حبا أراه أحيانا ..ملاكا وشيطانا في تارة أخرى
لكنني متيقنة تماما
أنه صار حب البداية واللانهاية
جل ما أذكره ..صدى
سؤالي المتكرر لك
هل تحب العود أكثر ؟
كنت تراوغ دوما في الإجابة
ولم تقل مرة ..أنك تحبني أكثر
حين افترقنا
قلت لك ..إذا كنت تحبه أكثر
غمزت بسخرية ودهاء ..وقلت
من يبادل عشق الموسيقى بقلب امرأة!
منذ ذلك اليوم ..صرت أتجاوز
كل عود .. وأي عود
صرت أنظر مباشرة
إلى عيني أي موسيقي في فرقة
إلى أن قرع بابي صوت هدية
عود ..شرقي ..إيراني
رقصت في أرض الدار لهدية بلا مصدر
جلست يوما كاملا
أحضن العود ..أحبه برفق تارة ..وبجنون تارة أخرى
أعلقه على حيط فيه ايات وأحاديث وصور مقدسة
حينها بدأ ..العود يصلي ..
حينها بدأ ..العود يغسلني ..
صار يجردني أكثر فأكثر ..
إلا جاءني ذاك الخبر ..
خبر يقول أنك مت
وأنك في الوصية ..اخترت قلبي
مكانا يعرش فيه العود
مكانا يحيا فيه اللحن
رحمك الله ..نعم..
رحمك الله كم كنت محتالا
ها أنت في القبر الان ..
ولكني لا زلت لك .. لا زلت أحيا بترانيم عشقك..
أنام مع العود ... أجادله ..أصلي برفقته
وحبك ينمو لمساحات أكبر ..
أستحلفك برب العزة .. هلا ترسل لنا قبرا ..
أستحلفك برب العزة ..هلا ترسل لي طبلا وزمارا وفرقة دبكة
الان فقط أدركت لماذا لا يحضر العود ليلة الدخلة !