news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أي مُستقَرٍّ يريده السوريون لبلدهم ؟... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

سوريا اليوم تمر بمرحلة دقيقة وحاسمة "بل و خطيرة "، لم تشهدها منذ الاستقلال عام 1946، إذ لم يسبق أن وصل الصراع داخلها إلى هذا المستوى المسلح والتدخل الإقليمي والعالمي الخطير الهادف للنيل من استقلالها ووحدتها ككيان ....


السوريون جميعاً يطمحون لتحقيق الجمهورية الثالثة في سوريا، إذا ما اعتبرنا أن الجمهورية الأولى بدأت بعد الاستقلال وحتى عام 1963( تاريخ استلام حزب البعث للسلطة) حيث بدأت الجمهورية الثانية وما تزال ...

 

الإنتقال إلى الجمهورية الثالثة كان يتطلع الجميع أن يتم دون إراقة نقطة دم واحدة ولكن للأسف الواقع خيّب التمنيات وهناك قوى خارجية إقليمية ودولية لا ترغب في رؤية هذا الإنتقال السلمي يحصل بهدوء وأمن واستقرار ، لأن هذا لا يخدم نواياها ومخططاتها التي لا تخدم بأي شكل مستقبل سوريا وشعبها ....

ورُبّ من قائل مَلَلَنا من الحديث عن المخططات والأجندات ولكن هناك من يُجيب إن هذه المخططات هي من تتحدث عن ذاتها ولا تحتاج لمن يتحدث عنها !!.

السوريون عامة مازال أمامهم في الداخل والخارج كل الوقت للوقوف والتأمل والتفكير بوعي وعقل إزاء المستقبل ، وبقلب وعاطفة إزاء الوطن...

فالسيناريوهات أو الخيارات المُتَخَيّلة أمامهم وذلك استناداً للمشهد الإقليمي الذي عشناه ونعايشه وبعيداً عن لغة الإنشاء والخطابات ، معروفة !!!

وقبل استعراضها يمكن القول أن سوريا حالة مختلفة ( وهناك من سيعترض على ذلك ) ولكنها حالة مختلفة ولا يحتاج الأمر لكثير من الأدلجات للحديث عنها لأن الرئيس بشار الأسد أولا :

 

 استجاب لرغبات الشعب وطرح مشروعا إصلاحياً متكاملا بإطار زمني

وثانيا : اعترف بوجود الفساد وضرورة الإصلاح

 وثالثا : لأن غالبية الشعب السوري تؤيد الرئيس وتدعم مشروعه الإصلاحي

 ورابعا : وفضلا عن الدعم الشعبي الواسع يحظى بتأييد الجيش وقوى الأمن والشرطة والمنظمات والنقابات ومؤسسات الدولة ،، وهذا كله لم يتوفر في الحالة التونسية ولا المصرية ولا اليمنية !!!

 

  ولذا الحديث عن إسقاط النظام يبقى وجهة نظر لدى نسبة محددة من أبناء الشعب السوري وبعض القيادات المعارِضة وليس كل القيادات المعارضِة .. .

وإن وجهة النظر التي تمثل الغالبية فهذه ترفض بالمطلق وجهة النظر المطالِبة بإسقاط النظام وتتمسك ببرنامج الإصلاح المطروح والآخذ طريقه نحو التنفيذ ...السوريون وأمام هذه الحالة يمكنهم استعراض الحالات التالية واستخلاص العِبر والأفضل لمستقبلهم ومستقبل سورية التي يتغنى بحبها الجميع وبالحرص عليها !!!

 

أولا - الخيار العراقي والليبي ، أي التدخل العسكري الأجنبي ، إي الأطلسي والأمريكي وهذا يعني بالضرورة الإسرائيلي :

ففي ليبيا لم يتم بعد وضع حصيلة نهائية لعدد القتلى و الجرحى والمشوهين و المفقودين والخسائر المادية والاقتصادية وتهديم البنى التحتية والمنشآت و الخسائر العسكرية وعدد اليتامى والأرامل وتوقف كل شيء في البلد بما فيه العلم والتعليم ، وكل هذا ليس من السهولة والبساطة أعادته الى وضع سليم وطبيعي . ولكن الكل يعتقد ان التكاليف كانت باهظة جدا ولم تنتهي بعد وهذا ما عبر عنه بشكل مباشر محمود جبريل رئيس السلطة التنفيذية (اي الحكومة) في المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت في الأردن يوم السبت 22/10/2011 حيث قال :

 

" إن إعادة الإعمار في ليبيا ليست مهمة سهلة بل هي مهمة مستحيلة لتوم كروز " ، وذلك في إشارة للفيلم الأمريكي الذي يحمل ذلك الإسم !!!

والسؤال المطروح من سيتمكن من جمع هذا السلاح المنتشر في الشوارع ويعيد ضبط الأمن والاستقرار في ليبيا؟

 

ومن سيعيد الإعمار وكم سيُكلف وكم سيستغرق ؟؟ ومن يمكنه أن يستقل بأي قرار ليبي بعد اليوم عن بلدان الأطلسي التي أطاحت بالقذافي وأصبحت كل القيادات في ليبيا الجديدة رهينة لهم ومُمتنّة لدعمهم حتى منهم من بات يصف هذه البلدان بالصديقة والشقيقة !!

طبعا هناك من سيقول أن القذافي هو من تسبب بذلك لأنه لم يُقدم أي برامج إصلاحية وأصرّ على العناد والمواجهة فقط منذ اللحظة الأولى ... وربما كان هذا خطئه !!

 

ولكن هناك من يجيب أيضاً أن المشروع الغربي أكبر من القذافي ولجانه الشعبية وأكبر من مصطفى عبد الجليل ومجلسه الانتقالي ، وهناك إعادة تقاسم للنفوذ والمصالح للدول الغربية ذات الماضي الإستعماري وهذه المرة بالتوافق مع الشقيقة الأكبر الولايات المتحدة وتحت إشرافها وعنايتها ورعايتها وهذا ما تجلى واضحا منذ احتلال العراق عام 2003 ولذا نرى في كل مكان اهتمام أكثر لبلد ما من بلدان الأطلسي !!

 

أمّا في العراق حيث كان الخيار المُدمي للقلوب قبل العيون وكلّف بلاد الرافدين وشعبها ، الذي يحمل إرث حضارة بابل ونينوى وسامُرّاء والرصافة ، والسومريون والآشوريون والكلدانيون والبابليون والعباسيون ، ما يعجز العقل عن وصفه أو تصوره !!!

 

وربما لن يتعافى العراق من ذلك لأجيال وأجيال ، هذا ان تمكن من التعافي !!! ولا أدري ماذا كان سيقول الشاعر الكبير الراحل نزار قباني هذه المرة في العراق لو كان حيّاً ، وهو من قال فيه بالماضي :

 يا عراقُ جِئتُ أُغَنّيكَ        وبعضٌ من الغناءِ بُكاءُ

جراحُ الحسينِ بعضُ جراحي         وبقلبي من الأسى كربلاءُ  ;

خيار العراق ولشدّة هوله وصفته بعض وسائل الأعلام ومراكز البحوث بالمحرقة العراقية Iraqi Holocaustومنها من وصفه بالإبادة العراقية Iraqi Genocide!!!! هذا الخيار كلّف العراق وحسب تقارير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ومراكز البحوث ( وبإختصار شديد) :

 

--- مليون ومئتان وعشرون الف وخمسمائة وثمانون قتيل (1.220.580) بشكل عنفي وهذا بحسب (مركز أبحاث الرأي العام البريطاني ) . وهذا الرقم يتقاطع مع الدراسة التي قدمها أطباء وعلماء من جامعة (جون هوبكنز الامريكية ) !!! وطبعاً بين هؤلاء الآلاف من خيرة أدمغة وعلماء العراق !!!

--- خمسة ملايين طفل عراقي يتيم ، ومن يرغب بالتعرف أكثر على مآسي أطفال العراق بسبب الاحتلال الامريكي فأحيله إلى الدراسة التي اعدتها الدكتورة سعاد العزاوي بهذا الخصوص، وتدمي العيون والقلوب !!!

 

--- إقتلاع خمسة مليون عراقي من بيوتهم وسُكناهم وأضحوا إما لاجئين في وطنهم ( بينهم نصف مليون بلا مأوى ) أو بالخارج حيث ثلاثة ملايين لاجئ في سوريا وبلدان عربية أخرى ، ومنهم من امتهنت بناتهم الدعارة لتأمين لقمة الخبز !! وقد عاد قسم منهم إلى العراق لاحقا .. وكل هذا بحسب مكتب المفوضية العليا للاجئين !!

 

الملايين بلا عمل وكهرباء وماء ورعاية صحية ، بحسب تقارير منظمة الصليب الأحمر !!!

طبعا هذا ليس سوى غيض من فيض من مآسي سيناريو نشر الديمقراطية والحرية بالعراق !!!

 

وقد نقلت مجلة (نيويورك ريفيو اوف بُكس New York Review Of Books ) في 13 آذار 2010 أن عدد العراقيين الذين اقتُلِعوا من بيوتهم وقياساً بسكان العراق يعادل 60 مليون أمريكي قياساً بسكان الولايات المتحدة الامريكية !!! وأشارت مراكز أبحاث الى ان عدد الضحايا في العراق بعد الإحتلال الأمريكي فاق عمليات القتل الجماعي في القرن الأخير في أي مكان بالعالم !!! وبدلاً من أن يصبح العراق واحة " للديمقراطية " كما كان يُبَشّر الأمريكان فقد أضحت كل واحة في العراق ساحة للقتل والإرهاب !!!

 

ويمكن لمن يرغب في التوسع عن "الحرية والديمقراطية" الامريكية العودة الى كتابات وتصريحات المؤلف الامريكي جيم تايلر Jim Taylor صاحب كتاب ( بيرل هاربر الثاني Pearl Harbor II ) الذي نشر عام 1980 . وهذا الكاتب هو من وصف تشدُّق الولايات المتحدة الامريكية بالديمقراطية وحقوق الانسان بقوله :

 

" لقد نصّبتْ الولايات المتحدة نفسها كمدافع عن حقوق الانسان وأعلنتْ أنه من حقها معاقبة أي بلد ينتهك حقوق الانسان ، إلا ان الحقيقة مختلفة كلية ، فالولايات المتحدة ليست ذاك المجتمع الخالي من العيوب حيث تُزهر الديمقراطية وتُبرعم ، وإنما في الحقيقة هناك أدِلّة على الظلم والافتقار الى الحرية والإضطهاد وسوء المعاملة ، وان الظلم الذي أحاق به هو نفسه دليل واضح وقاطع على النفاق الامريكي " !!!

 

ويؤكد السيد تايلر ان الولايات المتحدة تقف لجانب حقوق الإنسان لكل المجموعات على هذه الأرض ، بما فيها الشواذ جنسياً ، ماعدا العرب والمسلمين..... ويضيف حتى ان بعض الأمريكيين كانوا يطرحون قتل الجميع في العراق كوسيلة لحل المشكلة ، وهذا ما كان يتردد في الأنباء الإعلامية !!

 

وحينا سُئِلتْ وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت فيما اذا كان موت نصف مليون طفل عراقي بسبب العقوبات ، مُبرَّراً ؟؟ أجابت " نعم" !!! إذا هي لم تندم على موت هؤلاء !!؟؟

 

أعيد ثانية القول ان هذا ليس سوء غيض من فيض في السيناريو العراقي !!!.

 

ثانياً : الخيار اللبناني : واعتقد ان السوريين جميعاً مدركين ومتابعين لتاريخ لبنان كونه الأقرب والأكثر تداخلاً من حيث الجغرافيا السياسية والاجتماعية ، وما عاناه من حروب داخلية بدأت في عام 1860 وذهب ضحيتها في حينه حوالي عشرة آلاف شخص ،ثم الحرب الداخلية في عام 1958 وذهب ضحيتها حوالي 4000 شخص ، وكان التدخل العسكري الأمريكي بطلب الرئيس كميل شمعون وقتئذ !!! ثم كانت اطول الحروب الداخلية مابين عامي 1975-1991 وراح ضحيتها مابين 150-230 الف مابين قتيل ومفقود ، فضلاً عن مليون جريح ، و350 الف نازح من بيته وقريته ، إضافة للهجرة الجماعية للخارج وتم تقديرها بمليون ....وقد عاد العديد منهم فيما بعد ... ونتابع اليوم جميعاً الأوضاع في لبنان والإنقسامات الطائفية والمذهبية وشبه الكانتونات ، ولا يسعنا إلا ان ندعو للبنان بالشفاء من كل أمراضه الطائفية والمذهبية !!!.

 

ثالثاً : أما الخيار الثالث فهو الخيار الذي طرحه الرئيس بشار الأسد خيار الاصلاح من الداخل والحوار الوطني الشامل .. وفي هذا السياق تم إلغاء قانون الطوارىء وإصدار قانون الأحزاب وقانون الإعلام وقانون الإدارة المحلية وقانون الانتخابات ، وتشكيل لجنة لتعديل الدستور ، وتم تحديد إطار زمني من ستة أشهر لتحقيق كل ذلك ...

 

وربما هناك من سيقول : من الذي وضع هذه الخيارات أمام السوريون ؟!

وهناك من يجيب إن من وضعها هو الواقع الذي عشناه ونعيشه وشاهدناه ونشاهده من حولنا في المنطقة وعناد البعض وتعنُّته بعدم قبول الحوار والإستقواء العلني ، بل المطالبة العلنية بالتدخل الأجنبي وهذا الأجنبي لا يريد للشعب السوري أكل العنب وإنما يريد ذبح البلد ومُبرِّره أن من أبناء سورية هُم من طالب بذلك وهو يعتبرها فرصة تاريخية له لتدمير سورية (كرمى لعيون اسرائيل) كما العراق وليبيا ، فآخر ما يهم هذا الأجنبي هو الدم العربي وحريته وكرامته !!

 

وهناك ايضا من سيقول : هذه خيارات تعني إما النظام أو الخراب ؟؟ وهناك ايضاً من يجيب أن هذا ليس صحيح لأنه بعد اكمال الاصلاح فليس النظام هو من سيقرر مستقبله بمفرده ، وانما الشعب هو من سيقرر ذلك من خلال صناديق الاقتراع ...

 

وأود هنا وفي هذا المفصل أن أخاطب كل سوري في الداخل والخارج ، معارض أو موالي ، ان يضع يده على ضميره الوطني والوجداني وينظر في عيون أطفاله وعيون أطفال العراق ويتأمل في أي من هذه الخيارات ننتقل بسوريا الى بر الأمن والأمان ونصون وحدتها ومستقبلها ووحدة ابنائها ونحمي سورية التاريخ ،سورية تدمر وإيبلا وأفاميا وأوغاريت ... هل هو الخيار العراقي أم الليبي او اللبناني أم الخيار الذي طرحه الرئيس بشار الأسد ؟؟؟

 

وثانية أقول أن سوريا حالة مختلفة للأسباب التي سبق وأشرتُ إليها وفي مقدمتها دعم الشعب لمشروع الإصلاح ورفضه أي تدخل أجنبي ، بل له توصيفه لمن يطالبون بذلك (وهذه الغالبية من الشعب يجب بالمعايير الديمقراطية ان نحترم رأيها ) ولأن الرئيس لم يُغلِق أي باب أمام الحوار أو الإصلاح او الاعتراف بالمطالب الصحيحة والمحقة .... فكل الطرق والمفارق مفتوحة للإنتقال الديمقراطي والسلمي والحضاري نحو الجمهورية الثالثة ، والجميع يتباهى انه حضاري ، فلنترجم ذلك على ارض الواقع والممارسة وليجلس الجميع مع بعض للتحاور بشكل حضاري ثم الاحتكام الى صناديق الاقتراع بأسلوب حضاري ، وهكذا نبني سوريا المستقبل والحضارة... سوريا لجميع ابنائها.... سوريا التي يتحمل الشعب كله فيها المسؤولية من خلال الإختيار الديمقراطي والحر لكل من سيمثله ويتبوأ موقع المسؤولية ....سورية حرية التعبير ورفع الصوت في وجه كل مسؤول يصاب بالنرجسية وعشق الذات متوهما أنه لا يُشَق له غبارا ، سوريا التي لا مكانة فيها لمسؤول غير مسؤول ويتسم بالتعالي والغرور ويشيد الحواجز بينه وبين الناس ويقود مؤسسته من خلال الهمس والوشايات والكيديات والتقارير، ولا يتواصل مع احد أو يُصغي لأحد ولا يُقيم وزنا لأي مفهوم وثقافة مؤسساتية ...

 

 سوريا المعايير الموضوعية والمنطقية البعيدة عن الأمزجة والمحسوبية والمصالح والعلاقات الخاصة ،سوريا التي لن نجد فيها ثقافة من يعتبر المؤسسة ملكاً له وحقه ان يفعل بها ما يشاء ويتصرف كيفما يشاء بحسب أهوائه دون أية معايير.. سوريا التي لا مكان بها لمسؤول يُفَصّل أنظمة على مقاس مُحدد لتظبيط وضع أحد دون الآخرين .... سوريا التي لا نجد بها مسؤول يتعامل بازدواجية وثلاثية و ... المعايير .. سوريا التي يحتل بها الإنسان المناسب مكانه المناسب ويُطَبق فيها مبدأ تكافؤ الفرص للجميع ليأخذوا دورهم ولا يقفوا فقط مُتفرجين على من يتنقل بين المنصب والآخر ... سورية التي يتقدم فيها أهل الكفاءة والمؤهلات العلمية العالية الى الصفوف الأولى ...سوريا التي ينضوي فيها الجميع تحت القوانين والأنظمة والتعليمات ، فلا امتيازات او تمييز لأي كان على حساب الأنظمة والمعايير .... سوريا التي يعمل فيها كل مسؤول للمصلحة العامة قبل الخاصة ... سوريا التي يُقدّر ويُحترم فيها كل نظيف اليد ممن يقف في وجه الفاسدين والمزورين والمزيفين والسماسرة وعديمي الشعور بالمسؤولية وأن يُشَد على يده ... سوريا التي يستطيع فيها ابناء اي مؤسسة الاعتراض على إي مسؤول ان كان لا يعمل بموضوعية وبمعايير شفافة ومنطقية وصحيحة وسليمة وتنطبق على الجميع .... سوريا التي لن يكون فيها الشخص المؤهل هو الشاطر بالتملق والتمسح والنفاق والإنتهاز أو المدعوم من هنا وهناك !!!....

 

نعم هذه سوريا التي نتطلع اليها بعد تحقيق الإصلاحات ، فليتكاتف الجميع من معارضين وموالين لتجسيد هذا الطموح الجميل ونجعل من سوريا شوكة في عيون العَدُويّن والحاقدين والحاسدين ، ومثلا يُحتذى به ويُفاخِر به كل سوري أمام العالم بأجمعه ونبتعد عن العصبية والكيدية والأحقاد والكراهية والثأر والإنتقام وتصفية الحسابات ، فهذه لا تبني أوطانا بل تُحطم أكبر وأقوى الأوطان .... فنحن أمام وطن ننتقل به كلية من مرحلة الى أخرى جديدة ، ولسنا أمام الإنتقال من منزل لآخر !!! وعندما يتعلق الأمر بالوطن فليس هناك من خاسر ورابح بالنهاية ، وإنما الكل خاسرين أو الكل رابحين والوطن إما أن يكون الرابح الأكبر أو الضحية الأكبر !!! الوطن أمانة في أعناق الجميع يُسلّمها جيلٌ لجيلٍ يليه فلنحافظ على الأمانة ونَتَمثّل قول الإمام زين العابدين بن الحسين (ع) بأداء الأمانة وهو القائل : " فوالذي بعث محمداً بالحق نبياً لو أن قاتل الحسين عليه السلام إئتَمَنني على السيف الذي قتَلَهُ به لأدّيتُه له. " !!! وهكذا تكون الأمانة وهل هناك من أمانة أسمى وأغلى من أمانة الوطن فكيف نُسَلمها للأجنبي ؟؟ !!

 

2011-11-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد