news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
دردشات على رصيف الوطن.. على ضفاف وثائق المؤتمر..!!...بقلم : نضال الماغوط

ها هي الحياة تثبت مرة أخرى وبما لا يدع مجالاً للشك أهمية ما طرحه الحزب الشيوعي السوري


ليس منذ سنوات فحسب بل منذ عقود بما يخص توسيع الحريات الديمقراطية للشعب السوري ولقواه السياسية والتي يتزعمها ويقف في طليعتها رفع حالة الأحكام العرفية وسيادة القانون مروراً بقانون للأحزاب يحترم خصوصيات حياتها الداخلية.

 

 وقانون صحيح للمطبوعات بعيد كل البعد عن القوانين القراقوشية والبروكسوتية، مروراً باستقلالية وحصانة القضاء, والحقوق الثقافية للأكراد وإلغاء النتائج السلبية لإحصاء /1962/ الجائر وإعادة الجنسية السورية لمن حرم منها نتيجة هذا الإحصاء..! وصولاً إلى قانون الأحوال الشخصية وتحقيق المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة«حيث حاولت القوى الرجعية بخلفياتها الوهابية استصدار قانون رديء يكرس المفاهيم التي أكل الدهر عليها ... وشرب ... لولا يقظة القوى السياسية التقدمية وجماهير المثقفين العلمانيين».

 

وها هي الحياة تثبت مرة أخرى أهمية ما طرحه ويطرحه الحزب الشيوعي السوري بخصوص الموقف الوطني الذي ميّز سورية عن غيرها والذي جعلها هدفاً للتآمر والذي عمل على إركاعها وبوسائل عدة«وكما جاء في وثائق المؤتمر الحادي عشر»:«فهناك الضغط الأمريكي والاستفزازات الإسرائيلية وابتزاز حلفاء أمريكا من الحكام العرب والنشاطات المشبوهة للرجعية الداخلية، وتشن على سورية الحملات من كل الجبهات السياسية والإعلامية والاقتصادية، ويتضح أكثر وأكثر أن هذه الهجمة على سورية والتي تأخذ الأوجه المتعددة من الضغوطات السياسية والتهديدات العسكرية إلى التخريب الاقتصادي، وحبك المؤامرات تهدف إلى إحداث تحولات جذرية تغير الوجه الوطني لسورية بما فيها إسقاط نظام الحكم القائم..!» صفحة«75».

 

إن الإمبرياليين لن يغفروا لسورية موقفها الوطني الثابت ولدعمها لحركات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان، والتي حاولوا تصويرها على أنها حركات إرهاب وحسب، وبذلوا الغالي والرخيص بهذا الصدد..!ولكن ولنكن واقعيين ولأقصى درجات الواقعية ، فالمخططات التآمرية لن تنجح ما لم يكن هناك منافذ وشقوق حقيقية تستطيع التسرب منها.. ولن يتفاعل معها الناس ما لم تلامس الهواجس الحقيقية عندهم، فعندما شنت الحملات التشويهية التي طالت قوى المقاومة الحقيقية«والتي تقاوم على أرض الواقع» وخاصة تلك التي طالت حزب الله وقيادته فإن هذه الجماهير لم تتجاوب مع هذه التخرصات التي لعبت عند العلمانيين على وتر أن حزب الله حزب أصولي، وعند الجماهير المؤمنة على الوتر الطائفي القذر

 

 أما عند القومجيين العرب فلعبت على معزوفة أن حزب الله مشروع فارسي..! ولم ينجح هذا العواء بل أن هذه الجماهير احتقرت ونبذت هذه الأبواق الرخيصة وخصوصاً الداخلية ذات العزف النشاز.. لأن الموقف الوطني هو أساساً وأولاً وأخيراً موقف ومشروع هذه الجماهير..! وهذه الجماهير«جماهير العمال والفلاحين والفئات الوسطى» التي أيدت وساندت الموقف الوطني السوري لم يجر ملاقات مطالبها بل على العكس فقد جرى في السنوات الأخيرة إدارة الظهر لها وقضم مكتسباتها من خلال تقديم كل التسهيلات «الخطيرة» للرأسمال الطفيلي وانتهاج السياسات الاقتصادية والاجتماعية الليبرالية التي تخرب القطاع العام وتضع المقدمات الضرورية لبيعه وخصخصته في نهاية المطاف، وتدمر الإنتاج الوطني العام والخاص، وفي ظل هذه السياسات التي اتبعها ويصر عليها فريق صندوق النقد الدولي في سورية «وبمساعدة الأحكام العرفية» زاد وتضخم حجم الفساد والمنظم وغير المنظم بحيث لم يعد الفساد مجرد ظاهرة فحسب بل أضحى نمط حياة نتنفسه مع الهواء..!

 

وصارت أغلب القوانين التي تصدر في مجال التعليم والصحة والسكن والزراعة وغيرها تصب في طواحين اللصوص والمتنفذين..!

وهذا ما يساعد على أخذ سورية من الداخل بعد فشل المحاولات والمخططات من أخذها من الخارج.. فالسياسية القوية ــ كما تقول رئيسة الحزب الشيوعي السوري وصال فرحة بكداش ــ بحاجة لاقتصاد قوي.

 

إن عدم ملاقاة مطالب هذه الجماهير و ما يساعد الإمبريالية في التعويض عن خسائرها في الثورات الشعبية العربية «مصر وتونس» والتي استطاعت من وجهة نظري أن تحقق بدايات ناجحة لها في الثورة الليبية من خلال التدخل الذي فتحت أبوابه الجامعة العربية والذي سمّي بالحظر الجوي والدعم الإنساني «الشبيبة بدعم بوش الديمقراطي..» وساعد على ذلك جنون وإجرام القذافي وارتباط جزء من المعارضة الليبية، وتحاول الإمبريالية لجم ما يجري في البحرين من خلال التعامي الإعلامي والقمع السعودي «المقدس»..

 

وما يجري في سورية الآن ليس بعيداً عن هذه الأجواء، إذ بتنا نسمع المطالب الظلامية، وبعرض السلاح على المعارضة «كما قال الحقوقي هيثم مناع» يرافق هجمة إعلامية منظمة ومدروسة يقابلها إعلام معلب وبيروقراطي فقد مصداقيته لدى الناس...

 

ومعالجة مطالب الناس المشروعة لا تعالج بالأساليب الأمنية المقيتة، التي تزيد النار اشتعالاً وتسهل نجاح ما يخطط وما يرتب للوطن بأكمله.. وخاصة للوطنيين «معارضة وحلفاء» إن مواجهة الحقائق كما هي عمل وطني وبامتياز فما تجاهلناه وما نتجاهله اليوم سيطعننا غداً في الظهر كما يقول ماركس، ومطالب الناس مشروعة ومشروعة ومشروعة تقول الوثائق «نعم إن الجماهير الشعبية يمكن أن تتحمل الكثير من العناء وأن تقدم التضحيات الجسام إذا رأت بأن الكل يقع عليه هذا الواجب، أما أن يطلب من الجماهير التضحية في ظل الإثراء الفاحش للطفيليين ونهب المتسلطين ففي ذلك باطل الأباطيل وقبض الريح، وخاصة أن الجماهير ومن خلال تجربتها ترى أنه من الوهم الاعتماد على وطنية الوطنيين شركاء الاحتكارات الإمبريالية في نهب وطنهم وشعبهم»ص77

 

إن الديمقراطية بشقيها «السياسي والاجتماعي» لا تتعارض مع النهج الوطني السوري بل على العكس فهي يجب أن تكون السند الأساسي لهذا النهج وبدونها يكون هذا النهج أعرجاً..

 

ومن خلال التجربة الحياتية فإن القمع وعدم السماح لقوى معينة بالنشاط خلق هالة لها في مرحلة معينة وعندما تركت بدا وهجها الحقيقي الذي يكاد ألا يرى..

مرة أخرى نقول أن الحياة أثبتت أن قانون الأحكام العرفية ليس خطراً على الحياة السياسية للمجتمع بطبقاته وأحزابه التي تعبر عنه.. بل هو خطر على السلطة السياسية ذاتها، فلولا هذا القانون لما كان يمكن لبعض الأجهزة «التي لا تفكر أبعد من أنفها» أن تعتقل أطفالاً وفيتة أبرياء.

 

ويجب أن يكون لنا إعلام وطني قادر أن ينقل الحقائق للناس وأن لا نترك للإعلام المعادي الذي نلومه ونشجبه فيا عالم يا ناس.. هذا الإعلام المعادي يقوم بواجبه.. وهذا من حقه.. ولكن السؤال.. نحن ماذا نفعل؟!

 

أريد أن أسألكم لماذا لا أعرف من هو وزير الزراعة في سورية ولا من هو وزير الاقتصاد.. ولا ولا.. بينما أعرف من هم جيران وأولاد سعد الحريري وجبران باسيل..ولون فستان ستريدا جعجع؟!!

نضال الماغوط

2011-11-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد