news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الخديوي غليون ... بقلم : هادي الوطن

قد يستغرب البعض إطلاقنا هذا اللقب الذي أكل عليه الزمان وشرب والذي أمتاز به حكام مصر من سلالة محمد علي منذ نهاية القرن التاسع عشر على رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون


وقد يتهمنا البعض بالهرطقة التاريخية على إطلاقنا هذا اللقب على هذه الشخصية المعارضة ويتساءل عن السبب الذي دفعنا لإطلاق هذا اللقب التركي ولكن من يتعمق في التاريخ يدرك القصد الذي دفعنا لإطلاق هذا اللقب وبكل جدارة على هذا الرجل وليس تكريماً له أو سخرية منه بل لأن الدور الذي يمثله هو نفس الدور الذي قامت به الخديوية في مصر منذ عام 1882 والتي أدت في النهاية إلى جلب الاحتلال الإنكليزي لمصر والذي أستمر أكثر من ستين سنة بسبب حماقة الخديوي  توفيق وطمعه في السلطة وخوفه على كرسيه حيث قام الخديوي توفيق بالاستعانة بانكلترا ضد أبناء بلده وعلى رأسهم أحمد عرابي ولا وبل أتهم أحمد عرابي بالخيانة وأعلن عزله عن قيادة الجيش بعد أن هرب إلى إنكلترا وجاء إلى مصر مع الأسطول الإنكليزي الذي قصف مدينة الإسكندرية ثم دخل مصر من قناة السويس وأحتلها بعد معركة التل الكبير عام 1883 م  

 

هذه الشخصية تتشابه إلى وجه كبير بشخصية ما يسمى المجلس الوطني السوري برهان غليون ورغم أختلاف الظروف واختلاف الزمان إلا أن الفكرة واحدة وهي شهوة السلطة التي تدفع بالشخص للأستعانة بالأجنبي في سبيل الوصول إليها ولو على حساب كرامة الشعب ودماءه حيث أن إراقة الدماء العربية لن تؤرق أحلام من باع شرفه وضميره للأجنبي وسعى لجلب الاحتلال والأستعمار لبلده وهكذا تشابهت الأدوار والآراء والأفكار رغم إختلاف الشخصيات فالخديوي توفيق قد هرب من مصر ولجأ إلى الإنكليز وحرضهم ضد أبناء بلده في سبيل الوصول للسلطة وكذلك برهان غليون الذي ارتمى في أحضان الغرب وطالب بالتدخل الأجنبي العسكري في بلاده وطلب الأسلحة والأموال لتمويل العصابات المسلحة في بلاده وقام بتخوين النظام في سورية مثل ما فعله الخديوي توفيق حين خون أحمد عرابي وقام بعزله من قيادة الجيش وهو على متن الأسطول الإنكليزي القادم لاحتلال مصر فكانت كل من الشخصيتان تنفذ دوراً منوطاً لها من قبل الغرب الاستعماري الذي دأب على استغلال تلك الشخصيات وشهوتها لتسلق سلم السلطة في سبيل تحقيق مصالحه الاستعمارية لا تلقي بالاً لرغبات الشعوب وأرائها  

 

ونظراً لتشابه الأدوار فنحن نقول بأن التاريخ يكرر نفسه ولو اختلفت الظروف والشخصيات فالدور الذي قام به توفيق هو نفس الدور الذي يقوم به برهان غليون وهو جلب التدخل الأجنبي والخراب لبلده طمعاً بالسلطة مما جعلنا نطلق عليه هذا اللقب وبكل جدارة فغليون هو توفيق القرن الحادي والعشرين وإذا كان الخديوي توفيق قد حقق غايته بعد أن جلب الخراب والاحتلال لبلده لأكثر من ستين سنة فنحن لن نسمح لخديوي ولتوفيق أخر أن يكرر ما فعله الخديوي توفيق ولن نسمح للتدخل الأجنبي في بلادنا وعلى الخديوي الجديد أن يتأكد أن الظروف تغيرت ولم يعد الشعب كما كان أيام الفترة العثمانية متخلفاً وفقيراً ومسلوباً ومقموعاً ويحكمه الأجنبي باسم الدين بل تغير كل ذلك وأصبح الشعب واعياً للمخططات التي تحاك ضده سيما التي تريد تمزيقه وتشتيته وأصبح أكثر التفافاً خلف قياداته الوطنية بوجه كل المشاريع الاستعمارية

 

 ولابد أن نذكر الغليون بكوبا التي مازالت صامدة بوجه الولايات المتحدة الأمريكية منذ الخمسينات من القرن الماضي وحتى اليوم وبفيتنام التي تمكنت من دحر الأمريكيين وأخيراً العراق الذي صمد وتمكن من دحر المعتدين وكما أن الولايات المتحدة الأمريكية اعتادت أن تتخلص من عملائها بعد أن تنتهي مصالحها معهم وأكبر مثال على ذلك هو حسني مبارك وصدام حسين وغيرها من الشخصيات التي خدمت الغرب وربطت مصالحها بمصالحه فكان مصيرها أن يقوم الغرب نفسه بالتخلص منها وهذا المصير سوف يؤول لكل من يتأمر على بلده خدمة للأجندات والمصالح الغربية على حساب دماء شعوبه ومصالحها 

2012-02-29
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد