news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لا للطائفية... بقلم : هادي الوطن

كنت كلما تحدثت مع أشقائنا العرب على أمتداد الوطن العربي وعلى شبكات مواقع التواصل الأجتماعي أتفاجأ بالبعض من العرب وبمجرد معرفته بأني سوري يبادرني بالسؤال عن طائفتي ومذهبي وكثيراً ما تعرضت لهذا التساؤل من قبل العديد من الأصدقاء العرب.


 وكأن الطائفة أصبحت لدى بعض العرب هوية للشخص تضع له حواجز وهمية تفصله عن الأخرين ممن لا يبادلونه نفس الطائفة أو المذهب وكأن العروبة عند بعض العرب قد أصبحت في طي النسيان وحلت محلها هوية أخرى هي الطائفة والمذهب وبل العرق أيضاً  مما يدفعني للتساؤل هل سيختفي الوجود العربي خلف الطوائف والمذاهب  

 

وكلما خطرت على بالي الفكرة وتوقفت عندها تذكرت مقولة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أبان حرب لبنان 2006 عندما قالت أن هناك ولادة لشرق أوسط جديد وفي حينها وأنا أقلب القنوات على التلفاز وقت عيناي على أحدى القنوات الخليجية والتي يخرج فيها أحد المشايخ ويفتي بتحريم تقديم المساعدة للمقاومة اللبنانية بدعوى أنها خارجة على الجماعة أو أنهم روافض وما شابه ذلك وكأن البشر أصبحت قلوبهم حجارة أنتزعت من قلوبها الأنسانية والرحمة وحل محلها تعصب مذهبي شرس أدارت رحاه السياسة وأبرزه الأعلام بشكل كبير وكأن الدين تحول إلى أداة بيد السياسيين يديرونه كما يشاؤون ويجعلون مشايخه مجرد دمى بيد الحكام ينطقون بما تستهوي قلوبهم ولو كان ذلك قد يؤدي إلى خلق الفتنة والحروب الأهلية ونزف الدماء

 

 وفجأة دارت عقارب الساعة وتكررت المشاهد ولكن ليس في لبنان هذه المرة بل في هذا البلد الذي تربيت فيه ورضعت منه لبان المحبة للوطن ونبذ الطائفية  وتكررت الأسئلة من العرب حول الطائفة والمذهب على شبكات التواصل الأجتماعي ولكنها أخذت منحاً أخر لقد أخذت منحى التكفير والاتهام بعبادة غير الله عبر مشاهد مفبركة تداولتها بعض القنوات العربية وبعض المواقع على شبكات الأنترنيت تظهر قسم من الشعب العربي السوري وهو يسجد للرئيس وفي البداية عندما كنت أسمع هذا الكلام من الأشقاء العرب أعترف أني كنت أتعجب كثيراً وأستغرب من هذا الكلام  وكنت أعتقد أنه ليس إلا مجرد كلام يطلقه بعض العرب جزافاً

 

 ولكن عندما فتحت شاشة التلفاز على أحدى القنوات الفضائية تفاجأت بأن هذا الكلام يصدر عن قنوات فضائية خليجية أدعت أنها تمثل إحدى هذه الطوائف والمذاهب وأخذت في تكفير قسم من الشعب السوري وتحلل قتل الأبرياء وسفك دماء الشعوب وهنا شعرت بأن ناقوس الخطر بدأ يدق وان وحدتنا الوطنية تتعرض لمحاولة من قبل بعض العرب للأسف لتمزيقها  فقط لخدمة السياسة والسياسيين  وخدمة أسيادهم في وراء البحار ولو على حساب دماء الشعب السوري وكرامته وللأسف فأن الأبطال في هذه المسرحيات والفبركات هم رجال الدين الذين لا يمكن أبداً أن نطلق عليهم إسم رجال دين

 

 وهكذا تشوه جوهر الدين عند البعض وحولوه لخدمة أهواءهم ونزواتهم نحو السلطة والنفوذ فأخذ أعلامهم يحرض على الفتنة وأخذ زعمائهم يجاهرون ليلاً ونهاراً بحزنهم على الشعب السوري وفي نفس الوقت يرسلون السلاح ليقتل الأخ أخاه والصديق صديقه بدعوى أنهم يريدون حقن الدماء مما يطرح التساؤل كيف يمكن حقن الدماء بأرسال السلاح وبل أصبحنا نسمع كلاماً حول الديمقراطية والأصلاح من بلدان أبعد ما تكون عن ذلك وبل من المستغرب أكثر أنهم يبيحون المظاهرات في سورية ويحرمونها في بلدانهم بدعوى أنها خروج عن طاعة ولي الأمر والذي وصل لحد طالب فيه مشايخهم بقطع رأس كل من يقوم بالتظاهر

 

 فهل يا ترى أصبح الدين عند البعض مجرد خيار وفقوس ومجرد لعبة تحرك مشاعر الجماهير التي يريدون تحريكها لتحقق مكاسب سياسية لهم ترضي نزواتهم ورغباتهم التي طمعهم فيها من يريد تمزيق هذه الأمة إلى دويلات على أساس مذهبي وطائفي و التي لا تكون إلا بتأجيج نار الفتنة والفوضى الخلاقة والأغرب في الموضوع أنك بت تسمع مشايخهم تتحدث عن الجهاد في سورية مما يطرح الكثير من نقاط التعجب والأستغراب من هذه المشايخ التي نسيت فلسطين والجهاد فيها وأنزوت وراء حقدها الأعمى وتعصبها الديني والمذهبي والذي وصل لحد تحليل القتل وأرسال الأرهابيين بدعوى الجهاد وبوعود براقة تثير السخرية تبدأ بالتزويج من حوريات الجنة وتنتهي بالأكل على مائدة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على حد قول أحد الأعلاميين اللبنانيين 

 

وكما أن  رؤية علم الأنتداب الفرنسي يرفع في هذا الوطن الأبي تذكرك بما فعلته فرنسا في الماضي بتقسيم البلد إلى العديد من الدويلات وأثارة النعرات الطائفية إلى حد تسمية الجبال والمناطق بأسماء الطوائف إضافة إلى الحرب الاهلية اللبنانية في السبعينات من القرن الماضي  مما يذكرك بذلك الكابوس الأسود الذي يريد الغرب زرعه في بلادنا ألا وهو الطائفية التي يحاول بعض العرب للاسف تأجيجها في بلادنا سيما أن البعض منهم لم يعد يجد في إسرائيل عدواً له بل أصبح يعتبر إيران هي العدو له بذرائع طائفية والذي وصل لحد أنه يستقبل أكبر قاعدة أمريكية في الخليج العربي ويستقبل المسؤولين الأسرائيليين ولا وبل ينصح الأردن بأن تحول تجارتها من سورية إلى أحدى الموانئ في فلسطين المحتلة

 

 كل هذا وذاك تحت ذريعة الطائفية وقد تناسى هذا وذاك كيف كانوا يلهثون وراء الشاه حاكم إيران السابق والذي كان من نفس طائفة الدولة التي يعادونها اليوم والذي كان يسمى شرطي الخليج وهنا أتسأءل لماذا لم يشعلوا حربهم الطائفية عندما كان الشاه موجوداً لماذا يشعلونها اليوم ويريدون أن يحرقوا بها كل المنطقة العربية بما فيها شعوبهم هم والجواب هو أنهم مثل العثمانيون وبل أنهم أسوأ منهم  رغم أتخاذهم الدين وسيلة لتحقيق مأربهم فالعثمانيون كانوا على الأقل رغم ضعفهم مستقلين برأيهم السياسي أما هؤلاء فأنهم مجرد دمى تحركها الأطراف الخارجية أو مجرد سكاكين بيد الغرب يحركها كيفما يشاء ويغرزها في جسم من يشاء ومتى سوف يصحو هؤلاء من سباتهم

 

 أنا أعتقد أن هؤلاء تعودوا على الذل والانصياع للخارج وأن زمانهم قد أنتهى فمهما أدعوا من ديمقراطية وأرسلوا الاسلحة التي وبين قوسين لو وصلت للشعب الفلسطيني لمنعت إسرائيل على الأقل من التعرض للمقدسات وبناء المستوطنات فمهما عملوا فأن الكأس التي أذاقوها لغيرهم من العرب فلابد أن يشربوها هم ولا بد لشعوبهم ان تنتفض بوجههم وتطالب بحقوقها وإن الغد لناظره قريب

2012-05-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد