news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الاعلام والاعلام المضاد... بقلم : هادي الوطن

منذ أن بدأت الأزمة في سورية حتى بدأ الأعلام الغربي والعربي بضخ السموم ضد سورية وتضخيم الأحداث فيها  وبدأت ماكينة ضخمة  مؤلفة من  القنوات العربية ممثلة بالجزيرة والعربية إلى قنوات وصال وأورينت وبردى إضافة للقنوات الأعلامية المصرية  التي أصبحت تتبع التيارات الأخوانية والسلفية إضافة للقنوات الأوربية ممثلة بفرانس 24 وشبكة cnn  


في الوقت الذي كان فيه الأعلام السوري ضعيفاً ويعاني من ضعف في المصداقية من قبل الشعب السوري رغم صحوته المتأخرة ولكن هذه الصحوة لم تكن كافية لتقف بوجه هذه المحطات التلفزيونية التي تبث سمومها اليومية وتحرض على الفتنة المذهبية والطائفية دون أي رادع ديني أو أخلاقي ولقد نجحت هذه القنوات وإلى حد كبير في بداية الأزمة في أثارة الفتن والتحريض على الفوضى في سورية وتأليب الشعب ضد حكومته ويعود سبب نجاحها الأساسي إلى أقتناع العديد من السوريين قبل الأزمة وبعدها بأن الأعلام السوري كاذب ومضلل وأنه يتوجب على كل مواطن أن يتفرج على القنوات العربية والأجنبية ليعرف ما الذي يحصل في بلاده

 

 هذه النظرة الشعبية للأعلام السوري عبر عنها أحد الفنانين في الثمانينات من القرن الماضي بالقول في أحدى مسرحياته الشهيرة( أقلب على لندن لنعرف شو اللي صاير عنا بالضيعة ولقد أستغلت هذه القنوات تلك النظرة من قبل السوريين عموماً للأعلام السوري أيما أستغلال وباتت تبث السموم وتختلق الأكاذيب والأخبار الملفقة وقد يتهمني البعض بالتحيز إلى فئة سياسية معينة أو بعدم المصداقية في المهنية لمهاجمتي هذه القنوات وأتهامها بالكذب أو أنني مدمن على مشاهدة قنوات الدنيا والأخبارية السورية كما يقول لنا بعض ممن ينطوون تحت صف المعارضة  

 

فأننا نقول لهم إن أتهامنا لهذه القنوات بالكذب ليس عن عبث أو تأثراً بالأعلام السوري أنما أتهامنا لهم بذلك نتيجة التجربة ففي أحدى قرى ريف درعا وهي قرية الحراك أذاعت قناة الجزيرة في أحد أيام الجمعة أن هناك مظاهرة في هذه القرية الآن وباتت ترسل الصور وتقول على أنها فورية والغريب بالموضوع أننا كنا بالصدفة في تلك القرية ولم نرى شيئاً مما تقوله الجزيرة

 

 وقد يقول البعض بأنها قد تكون صدفة أو أن الجزيرة أخطأت وجل من لا يخطأ ولكن الخطأ نفسه تكرر في قرية أخرى وهذه المرة في شمال سورية وهذه القرية هي قرية حريتان  حيث نقلت الجزيرة أن هناك مظاهرة في حريتان رغم تواجدنا في تلك المنطقة ولم نشاهد أي مظاهرة فيها والغريب بالموضوع أنه بعد بث الجزيرة خبر المظاهرة في قرية الحراك وكان هذا الأمر قد تم في صباح أحد أيام الجمعة فوجئنا بأهل القرية عند مساء ذلك اليوم قد خرجوا في مظاهرة وقد تكرر الأمر في حريتان أيضاً حيث أن أهل القرية بعد بث الخبر بيوم خرجوا في مظاهرة مما يثير الأستغراب في هذا الموضوع ويطرح لدينا الكثير من الأسئلة 

 

فكيف عرفت الجزيرة أن أهل القرية سوف يخرجون في مظاهرة قبل أن تخرج المظاهرة أصلاً وكيف صورت مشاهد للمتظاهرين الذين لم يتظاهروا بعد عند ساعة بث تلك المشاهد لا وبل الأغرب في ذلك أنك تشاهد على قناة الجزيرة مقطعاً مصوراً عن تفجير في حمص مثلاً تشاهد فيه البناء أو الحي بحالته الطبيعية ثم تشاهد فجأة الأنفجارات قد غطت المباني مما يطرح نفس السؤال كيف عرفت الجزيرة أن في هذه المنطقة سوف يحدث أنفجار هل نزل الوحي على المسؤولين في الجزيرة ليخبرهم أن هذه المنطقة سوف يحدث فيها أنفجار

 

 ونفس الموضوع تكرر عند قصف مصفاة حمص حيث صورت لنا شبكة السي أن أن المصفاة وهي في حالتها الطبيعية  قبل الأنفجار ثم صورت لنا كيف أنهالت القذائف على المصفاة لا والغريب أن الجزيرة قد بثت خبر قصف المصفاة قبل ساعتين من القصف مما يطرح لدينا نحن المواطنون وليس الأعلاميون أو السياسيون نفس الأسئلة كيف عرفت الجزيرة أن هناك قصفاً للمصفاة قبل أن يحدث القصف بساعتين وكيف عرفت السي أن أن أن هناك قصفاً في منطقة المصفاة حتى تصور اللحظات الأخيرة للمصفاة قبل أطلاق القذائف عليها ثم لحظة أطلاق القذائف

 

 مما يثير لدينا الكثير من التساؤلات ويطرح الكثير من الأجابات حول الجهة التي تقف وراء تلك التفجيرات أو حتى تصوير المظاهرات وبثها على تلك القنوات قبل حدوثها وبل وصل الأمر إلى فبركة المظاهرات وتحويل المظاهرات الصغيرة والتي لا يتجاوز الأعداد خمسين رجلاً إلى مظاهرات ضخمة وتجلى ذلك في أحد أحياء دمشق وهو الحجر الأسود حيث قامت مظاهرة من خمسين رجلاً أستمرت لمدة عشر دقائق فقط وبعد أن تم التصوير تفرقت المظاهرة بعد أن أخذ المتظاهرون أجرهم البخس لقاء تصويرها وهذا الكلام لم نخترعه ولم يتكلم عنه أصلاً الأعلام السوري بل من قبل شهود في هذا الحي رأوا بأم أعينهم ما يجري على الأرض ونقلوه لنا 

 

 وأيضاً ظهرت نفس الحالة عند الجامع الأموي في دمشق حيث تظاهر حوالي 13 رجلاً تحولوا بقدرة قادر إلى مظاهرات حاشدة ومليونية على شاشات الجزيرة والعربية على حد تعبير أحد الاشخاص ممن تواجدوا في المنطقة وقت حدوث المظاهرة أضافة إلى عرض الجزيرة مشهداً لمظاهرة تجري في حمص في منطقة ساعة حمص في نفس الوقت الذي تواجد فيه وفد الجامعة العربية برئاسة الدابي في نفس المنطقة متجولاً مع المسؤولين السوريين حيث لا تظاهر في المنطقة ولا وجود للدبابات ولا حتى لأي جثث أو صراع دموي كما صورته الجزيرة وأخواتها

 

 ولكن من الملاحظ أن الأعلام السوري رغم ضعفه وعدم قدرته على مواكبة تلك القنوات الفضائية قد نجح إلى حد كبير في أقناع العديد من السوريين بعدم مصداقية هذه القنوات وإلا لماذا هذا الهجوم من قبل الجزيرة والعربية على قناة الدنيا والذي وصل لحد قيام أمريكا بفرض عقوبات على مالكي هذه القناة بحجة أنها مضللة أو تثير الفتن والأكاذيب وأضافة للعقوبات التي فرضت مؤخراً على التلفزيون السوري وهذه العقوبات تؤكد نجاح الأعلام السوري في أستيعاب الضربة الأعلامية التي وجهت له من قبل تلك القنوات وتوجيه الضربات الأعلامية لها وتمثل ذلك في أظهار زينب الحصني تلك الفتاة  الحمصية  التي قتلتها قنوات الجزيرة والعربية ومن ثم أظهار العديد من الأفلام والمشاهد المفبركة التي صورتها الجزيرة والعربية والتي وصلت لحد أستقالة العديد من أعضاء الكادر الأذاعي والتلفزيوني لقناة الجزيرة 

 

ووصل الأمر إلى شبكة السي أن أن الأخبارية التي باتت محرجة جداً من المشاهد التي بثها التلفزيون السوري  وأخذت تتلخبط في محاولة الرد على ما بثه الأعلام السوري والتي يثبت فيها كذب تلك الشبكة وتلفيقها للأخبار السورية مما يعكس لنا مدى نجاح التلفزيون السوري في رد الكذب الذي تقوم به تلك القنوات على حساب دم الشعب السوري وكرامته  وما زالت تلك القنوات حتى الساعة ماضية في بث تلك السموم على شبكاتها الأخبارية  وعلى الأنترنيت وفي كل مرة نشاهد اخباراً جديدة عن قصف بالمدافع والدبابات للمباني والأحياء السكنية أو أعتقالات  أو أنشقاقات وعندما تزور تلك المناطق التي حدثت فيها هذه الأحداث لا تجد فيها شيئاً غير قهقهة السوريين وضحكاتهم على تلك الأخبار التي سبقوا فيها أفلام هوليود وشارلوك هولمز وهذا لا يعني أطلاقاً أنه لا تحدث صدامات ومواجهات في سورية

 

  وهذا من الناحية المهنية لا يمكن نفيه أو حتى تخبئته عن أنظار السوريين الذين يتعرضون للتفجيرات اليومية والعبوات الناسفة التي تزرع في الشوارع والسيارات ولكن لا نجد في تلك القنوات اهتماماً لذلك وكأن الجثث التي تموت في الشارع هي مجرد دمى وضعتها المخابرات السورية لتخدع الناس كما يقولون أو يلفقون في قنواتهم وكأن الشعب السوري هو خراف ونعاج يحلل ذبحها وأراقة دمها لتأتي تلك القنوات وتقول بأن كل  هذا كذب وتلفيق وعندما تضطر لقول الحقيقة تقول بأن العسكريين الذين يموتون هم منشقون عن الجيش وأن التفجيرات هي من صنع الأمن السوري نفسه مما يثير سخرية العديد من السوريين ويطرح العديد من التساؤلات كيف تقوم الحكومة السورية بمهاجمة مراكز مخابراتها وتخريبها وقتل أفرادها هل يعقل أن يقتل المرء نفسه 

 

وإذا كانت هذه الجثث هي مجرد دمى أو جثث جاءت من جسر الشغور أو من المريخ كما يدعون هل أهالي وذويي الموتى كاذبون بما فيهم المدنيين من أهالي المناطق التي تحدث فيها التفجيرات من المدنيين وهل يعتقد الغرب وهؤلاء العرب المتصهينين من دول الخليج أن الشعب السوري أحمق وساذج وإذا تمكنوا من خداع بعض السوريين فأنهم حتى هذه اللحظة عجزوا عن خداع فئة وشريحة كبيرة من السوريين باتت تعرف كذبهم وتلفيقهم من خلال مشاهدتهم لما يجري على الأرض وكما أن الأعلام السوري عادت له مكانته لدى فئة كبيرة من السوريين الذين استوعبوا حقيقة ما يجري من أستهداف لأمن سورية ولشعب سورية وبات يعرف الحق من الباطل 

 

ولكن المطلوب من الأعلام السوري هو التطور والأرتقاء ليصل إلى مصاف كل هذه القنوات التي تهاجم سورية وتساهم في سفك دماء شعبها والمطلوب من الحكومة هو دعم الأعلام السوري وتطبيق قانون الأعلام الجديد الذي يتيح الفرصة للأعلام الخاص أن ينطلق بحرية ليواكب التطورات الجارية في أوربا والعالم ويعرض معاناة المواطنين ويسعى لرفع مستوى معيشتهم وفضح الفساد بكافة أنواعه ويدافع عن قضايا سورية العادلة ويواجه هؤلاء المتصهينين وأعلامهم المقيت بمزيد من الوحدة الوطنية والتعاون بين جميع فئات الشعب السوري وشرائحه بما يحقق السلام والأمن لشعبنا ولأمتنا


 

 

2012-04-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد