news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
عام قد مضى... بقلم : سامر عوض

في مثل هذه الأيام عمومًا، واللاذقيين في 25/3/2012 خصوصًا، يطوي السوريين في روزناماتهم، ومفكراتهم، الورقة التي تدل على مرور عام، على التحركات الإرهابية، المُمَارَسِة ضد الدولة من خلال شعبها، والشعب من خلال دولته. 


شخصيًا: سَئِمتُ التجريح، والتوصيف، والمهاجمة. ولا بد لي من أن أذكر ما قال الحديث النبوي الشريف "بتصرف": (عمل ساعة خير من عبادة ألف سنة)، فكم بالحري إن كنا نقارن العمل ليس بالعبادة، بل التنظير، سواء من خلال المبالغة في المديح، أو الذم. فأنا أذكر بأن رجل، قال له صديق يعرفه منذ زمان طويل، قد هاجر لأميركا وعند عودته منها سأله عن الوضع فيها، فتحدث فيما تحدث، عن الحرية والديمقراطية في أميركا، فحين إستوضح هذا الرجل، عن مفهوم الحرية والديمقراطية بأميركا، فأجاب: بأنه... في   أميركا، لك أن تشتم الرئيس في أي مكان كان، فاجاب الرجل: ونحن في بلدنا حريات وديمقراطية أيضًا، فلك أن تشتم الرئيس الأميركي، في أي مكان ما، في بلدنا.

 

 فنحن نتمكن من تجريح الرئيس الأميركي، وهو متربع على عرش إمبراطريته في البيت الابيض، لكننا لا نستطيع أن نحاجج من يقف أمامنا، ولو كان صغيرًا في السن. إذ ينقصنا برأيي اليقين، بما قد قال، (جواهر لال نهرو) الزعيم الهندي: (الفرق بين النظرية والتطبيق، كالفرق بين الواقع والخيال). فالواقع (التطبيق)، أصعب بكثير من حيث الممارسة، من الخيال (النظرية) فليس بالضرورة بالتطبيق أن كل نظرية هي خيال، وليس كل واقع هو تطبيق للنظرية، بل يوجد الكثير من النظريات سهلة التطبيق، والعديد من الوقائع صعبة التقبل.

 

ولكن..

الوطن لِمَن؟، هل أتركه، وأطالبه بألا يتركني. أيُ تناقض هذا بين نفسي كجزء، والوطن ككل. فمايكل مور يقول: (يا صاح ماذا فعلت ببلادي)، وأنا كمواطن سوري، سأقول: (يا صاح... لا... لن أسمح لك بأن تفعل شيئًا ما ببلادي). فظلم أهل الدار أهون عليَّ من عضد الخارج، فكم بالحري إن كان أهل الدار عادلين، وأهل الخارج لاعنين. فأنا كشخص بعد أن عاهدت نفسي بأن أكون حيادي، وجدت بأن الضرورة والحكمة تقتضي، بأن أكون موضوعيًا أي منحاز للحقيقة، فهي التي تُظهِر ذاتها كما يقول (شارل مالك)، ولا تحتاج لمن يُظهِرَها. فقد رأيت من خلال، ثمار المعارضة، ما تستحق، ليس رجم هذه الثمار وحسب، بل المعارضة نفسها، فالويل لمن يؤذي بلادي، ولو كان أبي وأمي، وحتى نفسي.

 

نشاهد، وبفترة بعيدة قد مضت، الإعلامين الرسمي والخاص، التابع لجميع الإتجاهات. وكمحب لبلادي، أشعر بأن الشرعية، للمشروع، سواء أكان مشروع بمعنى (صناعة مشاريع)، أو بمعنى المُشَرعَن من قِبَل الشعب. أمَّا المعارضة بجميع شقوقها فلم أجد ما هي؛ كي آؤيد أو أعارض، فمعارضة المعارضة، هي هاجس، وربما واجب. ليس كمفهوم، بل كممارسة؛ لأن المعارضة للمعارضة، ما هي إلا إنعكاس، للتطرف.  

 

فمن الصحيح أن التطرف لا يخلق سوى تطرف مضاد، وأنا شخصيًا ضد التطرفين اليميني واليساري. فأنا مع الوطن ومن يحميه، ومن هذا المنطلق والمنطق، أصبحتُ ألتجئ إلى من يريحني، وأرتجي فيه حب الوطن، الذي هو من الإيمان فيذكرني بمن قال ناعيًا: (مَن اراد محمد، فقد مات، ومَن أراد الإسلام فهو باقٍ إلى الأبد). فأنا وكثلاث وعشرين مليون سوري سنذهب، وستبقى سوريا كما كانت قبلنا، ستستمر إلى ما بعدنا. فهي أدامها الله، بيت لنا نحميه بدمنا، ونحرث أرضه بسواعدنا، ونحرسه ببنادقنا.

 


 
2012-03-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد