news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
عبدالله عبد أديبًا وقاصَّا...بقلم : سامر عوض

سيرة حياته:

 

 ولد عبد الله ضياء عبد في 8 تشرين الثاني سنة 1928، والدته وديعة زربا، له ثلاثة اخوة واختين. درس في مدرسة التجهيز إلى أن نال شهادة الكفاءة. ودرَّس في مدرسة التركمان اقل من سنة، وفي قرية أم الطيور، وعمل في تلك الفترة في المحجر الصحي، ليساهم في مكافحة البعوض


 وفي عام 1960 عمل في مؤسسة التبغ. وبعد ذلك توفي أخاه محمد، مما اضطره التوظف في المرفأ، ومن المرجح أنه كتب (مات البنفسج) عقب وفاة أخيه، وكان حينها يدرس للبكالوريا. تزوج من الآنسة مريم سيد شاكوش التي أنجبت: نائل، ونسرين، وندى. أستقال من المرفأ قبل نيله شهادة البكالوريا، وعمل في الريجي بعد ذلك، وأكمل دراسته فدخل جامعة دمشق، كلية الآداب، فرع الفلسفة. في تلك الفترة كان يدرس في المنزل، ويطالع الكتب والدروس الفلسفية، ويكتب من وحيها قصصه، تخرج سنة 1971، وبقي في تلك الفترة في الريجي إلى أن توفاه الله في ريعان الشباب، إثر نوبة قلبية في 28 تموز 1975.

 

صفاته الشخصية والأدبية:

    كان مَرِحاً، يحب الضحك والفرح، يتلهف لليتامى والفقراء والمقهورين. عمَّق الانسان الذي في داخله، وأفاض منه، أدباً خالصاً. كان ينشر قصصه بصورة متتالية،  ثم يجمعها كمجموعة قصصية، وينشر قصصاً للأطفال في مجلة (أسامة). آخر قصة كتبها (الحمامة والكشاش). نظم مرة أو اثنتين شعراً. وبرحيله انطوت صفحة من الجهاد في سبيل الدفاع عن الحق والحرية.

 

تكريمه:

 

    كرَّمته مديرية الثقافة باللاذقية، فأطلقت أسمه على قاعة المطالعة في المركز الثقافي القديم. وذلك منذ وفاته، والتي جُدِدَت، وافتتحت سنة 2005، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين، لثورة الثامن من آذار. وقد كرَّمته دار البلدية في اللاذقية، فأطلقت اسمه على حديقة للأطفال. وأقيمت أمسية فكرية بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على رحيله. وأقيمت امسية فكرية تخليدا لذكراه في المركز الثقافي بجبلة. وقد مُثِلَت قصته (البغل)، التي نُشِرَت في مجموعة (النجوم)، فيلماً مدته أربعين دقيقة.

 

أعماله الأدبية:

    للأديب عبد الله عبد، 38 قصة قصيرة، جُمِعَت في ثلاث مجموعات قصصية: (مات البنفسج، والسيران ولعبة أبناء يعقوب، والنجوم). ورواية: (الرأس والجدار). وحوالي 48 قصة للأطفال، جُمِعَت ضمن مجموعتين قصصيتين: (العصفور المسافر، والطيران الأول).

 

    1 -مات البنفسج:

 

    مجموعة قصصية، تتضمن 13 قصة بعنوان: (الشريطة الخضراء، وعلق، ومات البنفسج، والعربة والرحيل، واللعنة، وديكنا، والصقر والسلحفاة، وعودة الاحباب، والبذرة الطيبة، والملاَّّح وسر البلورة، وأرض الرجال).

    وقد استقى هذه القصص من الواقع الإجتماعي: القروي  والمدني. مع إعادة الطرح بأسلوب بسيط وسهل، ومليء بالحكم والأمثال، التي تًرقَى بذهن ونفس المتلقي. مستخدماً الخيال للوصول إلى حقيقة الواقع، عبر نظرة شفافة، عن كثب. يصف الأحداث التي تجري معه بطريقة واضحة، ترد إلى الذهن بسهولة. فالفاظه وتعابيره تجمع بين السلاسة، والبلاغة. واسلوبه رشيق مما يدفع المتلقي إلى القراءة بنهم شديد، مما للقصص من إفادة وحكمة.  

 

 2- السيران ولعبة أبناء يعقوب:

 

    مجموعة قصصية، تتضمن 10 قصص بعنوان: )العصافير، وحارس الحقل الخشبي، والذبيحة والأمل، والاولاد يأكلون الحصرم، وطريقة عيش، وصورة، وغربة، ووحدة امرأة...(    كلها تنسال بطريقة بسيطة قريبة من الفهم، ذات معنى عميق وبعيد. مغزاها يأخذ بعداً اصلاحياً، للجميع، مما جعل عنده الادب ليس للأدب، بل وسيلة ورسالة، أداها بعمق وصدق. ولعل جلَّ هذه القصص، القصة التي سميت باسمها المجموعة (السيران ولعبة ابناء يعقوب).

 

 ولنتخذها كنموذج: عند عودة مجموعة من الأولاد، من يوم قضوه سوية، أخذوا يؤدون مسرحية، تمثل قصة جرت مع يعقوب، فأخذوا اجملهم واحلاهم، ثم رفعوه على البساط قائلين: (تعلم أنك افضلنا، لكنك اخذت قلب وإعجاب أبينا، لكننا بشر، ويستحيل علينا أن نعيش، في قلب واحد، وبيت واحد، وحتى في بلد واحد، أنت متوحد في روعتك...، ونحن متوحدون في أنانيتنا...، اغفر لنا...، أليس الأخ أجوَر الصفح عن أخيه، فوداعاً وداعاً وداعاً...، مات أحسننا، ماذا سنقول لأبينا عن اخينا...، كيف سنعود المدرسة بدونه...، ليس هذا المهم، المهم أننا تخلصنا من أخينا، مات أحلانا واحلمنا، مات حبيب أبينا، مات حبيب أبينا).

 

    3- النجوم:

 

    مجموعة قصصية، تتضمن 15 قصة بعنوان: (النجوم، والبغل، وتشرين والخطاف،...).

    كما باقي المجموعات القصصية، يأخذ من الواقع مادته ويعيد طرحها، فيدلو بدلوه، على مستوى الاديب المتمرس، والانسان الممارس، ثم ينتهي الى خلاصة فلسفية معرفيه. فيورد مثلا في (ضوضاء من الظلم):  (أما القوانين فتوضع لمصلحة الناس، لا للايقاع بهم) مما يدل على ان ادبه نابع من يوميات الانسان العادي. يعتمد الحوار لاستنباط الافكار من الذات البشرية، يتبع النمط التحليلي للاحداث والمواقف، التي تبرهن على حكمته وسعة اطلاعه على الآداب العربية والعالمية، فقد نقل وابدع. مما جعل منه حالة ادبية فريدة. ليس الأدب عنده، ابتعاد عن الواقع، بل محاكاة صادقة وعميقة له، مما يجعل ادبه منارة للاخرين. أمَّا اذا اخترنا قصة بصورة خاصة فنختار (الضحك آخر الليل) وهي موجز عن حياة موظف اسمه صابر، يعيش في هذه الايام، الوهم والحقيقة....

 

   4 - العصفور المسافر::

    يتراوح حجم القصة بين الصفحة والست. يتبع فيها اسلوب الحوار في عرض الأفكار، وترسيخ الخيال الخصب الذي يساعد الطفل على تكوين خياله الواسع؛ كي ينأى به عن طفولته الخاصة. وقد أشرك الطبيعة في كافة تفصيلات قصصه، لما فيها من عناصر ومكونات.

 

   5 – الرأس والجدار:

    رواية، يبلغ عدد صفحاتها 333. تتألف من عدة فصول، وتدور أحداثها حول عمال المساومة، في المرفأ. وتعتمد على الأسلوب الحواري، في أستنباط الأفكار، وأستخلاص مكنونات القلوب. وهي الرواية الوحيدة، التي تركها لنا الأديب (عبد الله عبد). وتعد من أهم أعماله الأدبية، لما لها من قيمة من الناحية الأدبية.  

 

   6- الطيران الأول:

 

    ثلاث عشرة قصة، للأطفال. بعنوان: (البالون، ملك الغابة الأناني، الفراشة والزهرة، السلحفاة والدجاجة، كل من في عمله، القط المزيف، الدوري، كشف الصفائح الفارغة، الحورة ونبتة الليف، القطط والضفدعة، النهر، الحرذون والأفعى، الأطفال يحبون المطر، النمل المتعاون)..

    يتراوح حجم كل قصة بين ثلاث وعشر صفحات. ويعتمد فيها على الأسلوب الحواري، في قصصه، وترفق القصص بصور تعبيرية، عن بعض القصص.

 


 
2012-06-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)