قرأت منذ شهور، عنوان كتاب (الفيسبوك كوسيلة للتسويق...). وقد أثارني العنوان، وعندما تصفحت الكتاب، عثرت على أمور عدة تستدعي، وتسترعي الإهتمام.
وبدُّ على كلٍ منا أن يؤكِّد بأن الفيس بوك، وسيلةُ جمَّةُ للتعرف، وتكوين العلاقات الإجتماعية. وبالوقت عينه هو حائط يكشف أفكار، وثقافة كل واحدٍ من المشاركين به. ينقلك للآخر، وينقله إليك، ولو لم تكن تعرفه... أو يعرفك. من خلاله تعرف الآخبار، وتضطلع بها، ولو كان الجزء اليسير منها ربما، ليس بصحيح. كثيرة هي المعلومات والمأثورات المفيدة، التي تنفع قارىء الفيس. قد لا تضطر أن تعرف عنوان شخصٍ ما، لا تعرفه ربما أو تعرفه؛ كي ترسل له رسالة ما.
ولكن...
في الوقت نفسه، كثيرًا ما آسأل نفسي إن لم يكن للفرد ما يقوله، في حياته العامة، فهل يا تُرى سيجد ما يكتبه، على صفحته بالفيس بوك، وهل إن وُجِد سيكون مما يستحق الوقوف عنده؛ اللهم إن لم يكن قد نقل شيئًا ما (ناقل الكفر، ليس بكافر، وناقل الحكمة، ليس بحكيم). ولكن بالوقت نفسه، وَفَقَ الله الذي يبحث. ولكن من يضع صورة، وخاصة الفتيات، ومن ثم نرى مثلًا 44 تعليق، نصفهم، وربما أكثر تشكر، وإمتنان صاحب الصورة لغزل ومديح صاحب الصورة، فهذا ماذا.... والنكت هي محط إهتمام، وسرد، فمنها المسلِّي والمضحك، ومنها الساذج، ومنها الرذيل، وويل لأمة إعتادت الدالَّة كغاية!
العرب لا يقرأون، وإن قرأوا فلا يفهمون، وإن فهموا فسرعان ما ينسون، هذا ما قاله محقًا أحد الصهاينة. أمَّا المنظمة العالمية (اليونسكو) فتقول: (يقرأ العربي دقيقتين، وبإحصائية آخرى نصف ساعة في العام)، ومعظم من أعرض لهم هذه الإحصائية، يتعجبون قائلين: غريب، أن دقيقتين بالعام، توقعنا أقل. ولا أعلم إن كان واحدُ منهم يزيد، عدد دقائق قرأته، عن الدقيقتين بالعام... وأليس من الأفضل أن يقرأ الإنسان (مثلًا) أو يمارس هوايته، أو موهبته، بدل أن (يضيِّع وقته) بالفيس بوك، أَوَ ليست طاقات الشباب خصوصًا بحاجة للتصقيل، وذلك أولى من أي شيء آخر.
أردت أن أقدِّمَ وجهة نظر، عن طريق هذه الأسطر، وأتمنى ممن يجد مشكلة، في إستخدامه الفيس، أن يخلق آلية ينظم من خلالها إستخدامه هذه الوسيلة الإتصالية بشكل راقٍ وفعَّال.