news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الأب باسيليوس نصار... بقلم : سامر عوض

في غمرة من يوم قاسي، كما غيره من الأيام التي تمر على بلدنا الحبيب سوريا، فقد إختار القتلة، شاب بالغ من العمر ثلاثين ربيعًا، إسمه (مازن نصار) وذلك بمدينة (كفربهم) التابعة لمحافظة حماة. الشاب هذه المرة ليس كغيره، من الناس من حيث الصفة التمثيلية، هو كاهن، أي رجل دين، يخدم لدى الكنيسة الأرثوذوكسية، وقد قال قبل حوالي الشهر من إستهدافه وإستشهاده، بأن في حماة مناطق لا يُسمَح بدخولها، إلا لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، لذا (الله يستر). وأنا لا أعلم إن كان الله قد سَتَر.


بادر كي يجلب جثة ميت، فأردته نازفًا، طلقات من أطلق النار، ومن ثم أتمت الطلقات إستهدافها، فإنتقل الرجل لله.

هو رجل الله، كما يعرِّفُهُ مَن يَعرِفه. أحب الوطن والإنسان والله حتى آخر زفرة من حياته.

سعى لإنشاء رهبنة، في مكانِ ما، لكن الشكليات الضرورية، حالت دون إتمامه لمبتغاه.

سعى كي يُكمِل الدراسة باليونان، لينال شهادة الدكتوراه، لكن شهادة الوطن حالت دون ذلك.

 

بالمفهوم المسيحي الأرثوذوكسي،  الإستشهاد، لا يكون إلا في سبيل الله. وأنا لا أعلم ما إذا كان من الحكمة إعتبار هذا الكاهن قد إستشهد في سبيل الله، بمجرد كونه قد إستشهد في سبيل خدمة صورته ومثاله؛ وقد أقبل بشجاعة ومقدامية، لجلب جثمان مرمي على الطريق. الله وحده الذي يعرف ذلك.

 

كثيرون هم الذين إعتبروا الحادث عابر وفردي، وبأنه لا يتخطى الحدود الإنسانية، والبشرية ليسى إلا... فهو رجل قد مات، وهو مسيحي، ويعمل ككاهن. لكن الواقع، ليس كذلك على الإطلاق.

فهو يُمَثِل ما يُمَثِل. لا أعلم، ولم أعلم، وأرجو أن أعلم، هل أدلى هذا الرجل  بآراء سياسية، قد دفع حياته ثمنًا لها، أي هل أُستهدف لشخصه.... فهو لم يُستهدف سوى لأنه كاهن، وتكرار إطلاق الطلقات تجاه جسده، (بحسب الأب المرافق له حينها) هو أجلى دليل على تقصد إستهدافه. والغرض من الإستهداف، هو تكريس واقع أليم نعيشه ونعايشه، منذ عام تقريبًا. فالحيادي يُستهدف، وممثل الحيادي على ما يبدو مُستَهدف أيضًا، كما جرى لدير سيدة صيدنايا. هل الإستهداف هو للإستمالة؟. فأنا لا أعلم، إن كان الغرض البعيد منه هو التعبير مِن قِبَل من يَعمَل، على هذه الحركات والتحركات هو الإستقالة من خانه الوطنية، وحب الوطن الذي هو من الإيمان.

 

ولكن كل ما أعلمه هو:

ما بين حانا ومانا قد تضيع لحانا، ومن ثم حالنا. فقوم الذمة لما يتوجب عليهم القيام به من آداءات، هو فوق المال، هو الحال. فمحنة محبة الذي هو جزء منه، فالانسان أينما وجد، وحيثما حل له أنا، ولا أدري ما إذا كانت أناه العليا ستصب تحت حاميها الأنا الذاتية؛ لأن التجارب في سوادها الأعظم؛ ما هي إلا محن قد يصعب تصورها في حقيقتها، فكم بالحري تجاوزها.

 

 

2012-04-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد