news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كلمة فصحية وسورية... بقلم : سامر عوض

لقد مرَّ اليوم، الصوم الأربعيني وانتهى. وأنا كسوري أولاً، وكمؤمن بالله من ناحية القلب، والمطبِّق للطقوس الكنسية ثانياً  لا أعرف إذا كانت، هذه الفترة، قد مرَّت علينا، أم أننا قد مررنا عليها.


الصوم هذه السنة، لم يكن كما قد مضى، عشنا كسوريين، درب جلجلي، جلَّ ما فيه هو تلك الإحتجاجات، التي آذتنا، وعكَّرت صفوعلاقتنا بالله، إلا أنها قد علمتنا، أن المؤمن الصحيح الحق، هو من يعرف كيف ولماذا قد خُلقنا. إذ يقول القديس هيلازوروس: (الله سحري) وقالها عندما وبَّخه الملك، وقال له كيف لك، أن تتحمل كل هذه الغدايات...، هل هذا طبيعي...، إنه سحر، فحينها قال القديس: (الله سحري).

 

    الله هو سحرنا؛ لأنه المُتَّكل عليه، والمتكأ به. هو ألفنا وياءنا. هو الذي حمى السفينة بالعاصفة. وكذا سيحمينا كسفينة (كنيسة) في عواصف هذا الدهر العاتية. ويسوع قد حمانا، في أيام مكسيميان و نيرون؛ لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. وكذا الأمر سيحمينا، لا بل سيحملنا، لأنه يحبنا.

    يسوع معنا وفيما بيننا كان، وكائن، و­­سيكون. ولذا سيخلصنا، وسيبقى كما كان وعهدناه.

    الصديق وقت الضيق، وكذا يسوع يكون. معنا في ضيقنا، ليس كما نكزن مع بعضنا، بل سيكون منقذ ومنجٍ.

 

    إذ يقول لنا: (لولا الموت لما القيامة) هو الذي مات، فعلمَّنا بذلك أن نموت معه هو الذي أحبَّنا، وقام من أجلنا. فلو لم يكن محب لنا، لما خلقنا. هو يعرف مصلحتنا أكثر منَّا. وهنا لا أقول: (علينا ألا نحذر). بل (أن نسعى علَّنا ندرك). لأن إدراكنا ينبع من سعينا، وسعينا يؤدي إلى إدراكنا. ولكن السعي، هو أن نعرف (كيف، ولماذا، ومتى) وكفا. ليس السعي أن نصل. بل أن نصلي؛ لأن الله هو وحده القادر والقدير؛ لأنه قادر بقدر محبته، ومحب بقدر قدرته.

 

    لذا وأنا كسوري مسيحي، ولم أعتد يوما أن أُفرق بين أحد. أشعر بالإطمئنان، لإتكالي على ربي، وثقتي به. وايماني بوطن، ذاك الأخ الجريح.

 

2012-05-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد