news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
تطبيق المساواة.. زمن لم يأتِ بعد!!... بقلم : بقلم : ريمـا الزغيـّر

في موقف لا يخلو من الإحساس بالأسى تحدثتْ إلي صديقتي مرة وهي تبكي من معاملة زوجها الطبيب المشهور في مجال العلاج النفسي والمدافع دائماً عن حقوق المرأة عندما قالت لي :


 "زوجي يتعامل معي معاملة الند للند في المنزل ولا يشعرني أنني زوجته أو حتى أنني أنثى، منذ سنوات لم يفكر بشراء هدية لي أو دعوتي على العشاء كما كنا في السابق، وعندما ألمّح له بالأمر بشكل غير مباشر يقول لي: "أنتن النساء تطالبن بالمساواة دائماً وأنتِ مهندسة ولا تختلفين عني بشيء على العكس تتقاضين أجرأً أعلى من أجري لا ينقصك المال فاذهبي واشتري لنفسك ما تريدين لماذا تطلبين مني ذلك"!!

 

 هذا الموقف تلته مواقف أخرى جعلت صديقتي تعاني من مشكلة نفسية في التواصل مع زوجها، ورغم حزني عليها وتعاطفي معها إلا أني وجدت نفسي بحاجة إلى وقفة تأمل مما يجري حولنا، شعرت باستغراب شديد من صدور هكذا موقف من رجل مثقف ومتعلم وذو دور فعّال في المجتمع فإذا كان زوج صديقتي المثقف والحضاري من الرجال المعول عليهم بمناصرة دور المرأة وحقوقها يفكر بهذه الطريقة الهشة والمتناقضة فكيف حال من هم على الرصيف الثاني من الحياة ممن لا يعرفون أدنى درجات الثقافة والوعي بما يتطلب عليهم فعله تجاه المرأة الأم والأخت والزوجة.

 

أذكر مرة أني قرأت افتتاحية لإعلامي سوري معروف وصاحب مجلة شهرية وقد كانت كلمته تحت عنوان "عن أي مساواة يتحدثون" قال في جزء منها: "أستغرب أن تردد بعض النساء كلمة مساواة، المرأة تدفع ضريبة وهم المساواة التامة ليس من أمن أسرتها فقط بل من صحتها، إذاً ماذا بعد؟؟ هل كانت الغاية من إطلاق شعار المساواة توريط المرأة وإشغالها بعناوين خلبية أم ماذا؟؟ وعن أي مساواة يتحدثون".

 

للأسف حالة من التناقض يعيشها الرجل بين ما يقوله وما يقوم به بين ما يظهر به للعلن وبين ما يخفيه في داخله هل يكفي أن يصفق الرجل لشعارات المساواة ويتغنى بها أم أنه يحتاج إلى قناعة تامة بماهيتها وأهدافها الإنسانية والمجتمعية السامية؟؟ كيف يقرأ الرجل الشرقي معنى فكرة المساواة مع المرأة لاسيما الشريحة المثقفة والواعية منهم.

 

المشكلة تكمن طبعاً في التكوين الفكري للرجل والإرث المتجذر في عقله الذكوري وسلوكه وحياته لهذا ورغم التقدم الحضاري والتحرر الذي يخيل للبعض أننا نعيش فيه ورغم أنهم يقولون المرأة حصلت على مساواتها مع الرجل إلا أننا ما زلنا نعاني من الفهم المغلوط لهذه العبارة وبذلك نعود إلى نقطة البداية في الوقت الذي نعتقد فيه أننا قطعاً شوطاً لا يستهان به في هذا المجال ولا نبالغ إذا قلنا أن 90% من الرجال الشرقيين يتمنون أن تكون المرأة أضعف منهم لأن التنشئة الاجتماعية تعطي أهمية وأولوية للذكر على الأنثى الرجل يتحدث دائماً عن التغيير وعن مناصرته للوقوف جبناً إلى جنب مع المرأة ودائماً أيضاً يرفض أن يتغير شيئاً ما في مسؤولياته وواجباته يخاطب في الندوات والمؤتمرات عن حرية المرأة ثم يقول لسان حاله كفى الله المؤمنين شر القتال.

 

منذ سنوات طويلة والمرأة تبحث عن حريتها وتحارب  بكل ما أعطيت من قوة للوصول إلى حقوقها وهذا وإن كان حقاً مشروعاً لها فهو ما جعلها تطمح إلى أكثر من ذلك لتطالب بمساواتها مع الرجل، رغم أن الوصول للحرية يحمل في مضامينه الوصول للمساواة بما يحقق العدالة الاجتماعية التي باتت حلماً للكثيرات، لكن هذا لا يعني أن نتغافل عن كونها أنثى ولأجل ذلك تعالت أصوات النساء اللواتي كن وما زلن في مجتمعات مختلفة يرضخن تحت سطوة الظلم والعنف عنوة أو اختياراً، ولن تتوقف يوماً هذه الحناجر عن إيصال صوتها والاستمرار بمطالبها وكما يقولون : "لا يموت حق وراءه مطالب".

2012-05-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد