news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
مُرَشَحُون أَم ماذا؟... بقلم : سامر عوض

للدولة بالمفهوم الحديث، ثلاث سلطات: (تنفيذية، وتشريعية، وقضائية). السلطة التنفيذية: تتجسد بمجلس الوزراء والوزراء، ونوابهم، والهيئات التابعة لها.

أمَّا التشريعية: فتتلخص بالمجلس النيابي، وهو الوحدة التي تمثل الشعب، إذ يُنتَخَب من قِبَلِه، ولأجله. والسلطة القضائية: وهي مجموعة المؤسسات التي ينطوي تحت لوائها، الرسن الذي يقود السلطتين السابقتين لرحاب القانون من خلال مراقبته لعملها. فالسلطات الثلاث كالأركان التي تحمل ركائز الدولة.


اليوم...

يعيش بلدنا سوريا أزمة ما، ويرافق ذلك إنتخابات مجلس الشعب الذي يُمَثِل الشعب. فعضو المجلس، لا يُمَثِل مَن إنتخبه وحسب، بل الشعب بأكمله. هو صلة الشعب بالسلطة، وسلطة الشعب على السلطة. أمامه تُقَر الموازنة، وسياسة الوزارة. هو الوحدة الأوسع للتمثيل. من خلاله تتم مناقشة القوانين، قبل إقرارها. هذا ما ورد في الكتب والنظريات.

 

في الواقع.. ماذا؟!

بدأت منذ أسابيع حملات إنتخابية لمن يريد الترشح لهذا المجلس، وكثيرًا ما أسأل نفسي، ويسألني الآخرين: (مَن سأنتخب؟) وجوابي حتى الآن: (لا أحد)؛ لأني لم أجد مَن أفهمني ماذا سيصنع؟، أو لماذا يترشح؟، أو ما الأهداف التي دفعته للترشح؟... لا برامج إنتخابية، لا بيانات، لا خطط، لا تطلعات، لا طموحات. يوجد صور، كلمات رنانة، وعبارات طنانة. وكأن الأمر يتعلق بندوة ثقافية ليس إلا، وإن إرتفع المستوى قليلًا، نجد أن المرشح يقول: (دعونا نعمل بدون شعارات). لا يا عزيزي (تي)، الآن وقت الشعارات إلى أن تُطَبَق هذه الشعارات. فلا مانع من أن يكون للمرء شعارات، بل المانع ألا يكون لديه سواها، ونية لتطبيقها. فالشعارات: هي خطة ورشة العمل المستقبلية. العمل لا يعبِّر عنها، بل هي التي تعبِّر عنه.

 

 

لا يهمُّ صورة المرشح، بل تصوره. لا يجذبني إليه مشهده، بل مشاهدته للواقع. هو ليس تمثال أكرمه، بل ممثل أطرح أمامه شؤوني وشجوني، لا ليحملها، بل ليحلُّها. هو ليس أداة لغيره، بل وسيلة الشعب؛ كي يُوصِل صوته، لا بل ويكون صوته وسوطه، للحياة الدنيا، في أربع أو خمس سنوات سيعيشها. سيحمل جوازًا دبلوماسيًا، وحصانة، وربما إمتيازات، ليس بصفته نائبًا في المجلس، بل ممثلًا للشعب؛ ليس بوصفه عضوًا في المجلس، بل عضوًا للمجلس، أي يَصلُب نفسه في محرابه، ولأجله؛ كي ينقل للدولة هموم المواطن. هو السلم الذي يرفع المواطن، وشؤونه، وشجونه للدولة.

 

وهو الدرج الذي تنزل من خلاله الدولة؛ كي تُصلِح ذات البين، بينها وبين المجتمع الأهلي، الذي ترعاه. هو ليس (مايكل جاكسون) فالمرشح الناجح، ليس مَن لديه حملة إنتخابية ناجحة، بل فاشلة؛ لأن الحملة ليست إلا وسيلة إخبار... والحق، والخير، والجمال الحقيقين مفاهيم، ليست بحاجة لمن ينشرها، أو يُخبر عنها، بل هي التي تُخبر عن ذاتها.

 

أنهي راجيًّا  بألا يكون وضع الإنتخابات النيابية، كما (جوزيف سياس) رجل الدولة الفرنسي، الذي قال عقب الثورة الفرنسية (1789)، بعد أن سٌئِل: (ماذا قدَّمت لوطنك؟)، فأجاب: (المهم أني قد بقيت حيًا).

 

2012-05-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد