news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
من يعيد مارد الارهاب الى القمقم... بقلم : محسن ع عيسى

من يعيد مارد الإرهاب إلى القمقم                           

يقول شاعر أرمينيا  بار وير سيفاك : الجرح وحده يعرف ما طعم الملح

ترى من سبب آلاما لغيره، هل يعرف ما معنى الألم؟


تستطيع بسهولة أن تدلك مصباح الحقد الأسود وتخرج مارد الإرهاب ولكن من يستطيع إرجاعه إلى قمقمه بعد أن يكبر ويتضخم وينتشر ككرة الثلج التي تتدحرج وتكبر ويصبح حجمه اكبر من أن يستوعبه القمقم وخاصة بوجود حواضن بيئية مهيأة فمن يستطع إعادة السهم إلى قوسه بعد إطلاقه وخاصة أذا كان السهم سؤال أطلق اعتباطيا وليس له جواب

 

ففي كل الأماكن والظروف التي أطلقت فيها أمريكا مارد الإرهاب من قمقمه لم تستطع إرجاعه وكانت كمن يحاول ضغط ماء صنبور متدفق بيديه فيتسرب الماء من بين أصابعه لأنها كانت تحاول صناعة ضباع من الخشب تصطاد ولا تأكل وفجأة تدب الحياة في هذه الضباع وتأكلهم جميعا وتزحف غربان العرب لتلعق بقايا الدماء المتخثرة  ففي ظل الصفقات التآمرية تتحرك الجماعات الإرهابية من فلول القاعدة ، و المرشحة للتكاثر بالانشطار و الخروج عن السيطرة و بالتالي الانتقال بإرهابها صوب الميادين الغربية

 

 وهم بذلك يحاولون تحقيق نقطة مرحلية مؤقتة تشكل حالات حرجة دائمة لا يمكن الخروج منها أنها كمن يحاول حل عقدة لحبل طويل وكلما حل عقدة تشكلت مجموعة عقد وبالتالي لا يوجد انتصار وإنما زوال ألم فالصفقة الأمريكية مع قادة الإخوان المسلمين لاحتواء الفشل الأمريكي والهزائم الإسرائيلية في المنطقة واعتماد مبدأ إعادة التوجيه لاحتواء مجموعات من القاعدة يمكن استخدمها في مهمات خاصة قد تحقق كسبا حرام لبعض الزمن ولكنه لن يقيم إلا  جدارا أيل للسقوط لأنهم يحولون نقائصهم وهمومهم الخاصة إلى تعبيرات اجتماعية حاقدة أي إلى تطبيقات على الآخرين بلا أية صداقة لهؤلاء الآخرين لتسعير الفتنة المذهبية ولان لكل عصر أوهام تتحول إلى غباء وتعصب وخصومات وأحقاد والى حدود بين البشر يتراشقون من ورائها   بحثت أمريكا ولم يطول بحثها عن جماعات إسلامية عقائدية تقدم مصالحها السياسية على الشعارات و تقايض فيها السلطة

 

بالانحناء للأمريكي والتسابق المحموم لبرامج انتخابية جوهرها استعجال العلاقة المباشرة مع إسرائيل وتأمين جدارا سياسيا وامنيا لحماية الغرب من خطر تقدم القوى العالمية الصاعدة من الشرق  ، و يأمل حائك المؤامرات أن يسهم إرهاب  التكفيرية والأصولية في تسعير مناخ مذهبي من خلال تحالفهم مع خيم نفطية صعدت عدائيته ضد إيران بعد الانسحاب الأميركي من العراق الجاري إغراقه خليجيا في دوامة الدم والعنف بالتزامن مع التصعيد الإرهابي الذي يجتاح سورية بعنف( وكأننا ما خرجنا من الكهف المظلم قبل ملايين السنين وها نحن نخرج منه في كل لحظة وان أكثر أقوالنا وأفعالنا هي الصدى الآتي منه)
سؤال أطلق اعتباطا هل تفيد سياسة( العصا والجزرة )المتبعة  ؟ كان الجواب سهم أصاب الهدف ب لا

 

لان الحمل ثقيل والحمار منهك والطريق طويل والعصا قصيرة والجزرة اصطناعية وبين اندفاع الراكب والحمار معا  للوصول كلا  إلى هدفه يكون السقوط  فالحركات الأصولية  والإغراءات ،غير قادرة على إقامة أنظمة مستقرة خلال المرحلة المقبلة، لأن التحديات المطروحة على كافة الأصعدة  كبيرة ومعقدة خصوصا في مصر ، ولا يفلح معها المساعدات والتسول ، في زمن غرق الغرب في أزماته الاقتصادية على مبدأ (لو جحا يفهم بالطب كان عالج نفسه)  

 

وبينما لا تملك أي من الحركات المتورطة في الصفقات الأميركية مشاريع تغيير جدية تؤمن فرصا لنهوض اقتصادي لان التغير صعب ومكلف وعملية شاقة وليس كلاما  والحقائق الكبيرة لا تسقطها الألفاظ  في حين تستثمر المعونات القطرية والسعودية في خلق ثغرات سياسية داخل البلدان المعنية والتي لا تغني ولا تسمن عن جوع لحاجات متضخمة تطرحها الأزمة  

 

فالمرحلة القادمة  ستقود إلى انتفاضة شعبية فلسطينية يخشى المحتلون الصهاينة من قوتها وتداعياتها مهما بذل من جهود لتثبيت وضع راهن وهدنة هشة بين فصائل المقاومة والاحتلال ،  وعندها لن تستطيع عقود البيع التي قدمتها الحركات الإسلامية أن تمنع تفاعل الشارع العربي مع هذه القضية البوصلة (وسيأتي يوم يعبد الناس أمثالنا أيضا؟ولكن ليس كما تعبد الأصنام وليس كما يعبد الله،بل ... كما يعبد الأبطال )

 

2012-05-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد