news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
لحظاتُ العاصفة ... بقلم : وفاء شكيب الحلبي

للمرّةِ الأولى من سنين ملله وصلَ إلى بوّابةِ دوامهِ المرتفعةِ كأسوار خيبته ، متأخراً على غير عادته ، تراجع خطوتين عادلاً عن فكرة صعود الدّرج ، فأسرعَ إلى المصعد الكهربائي وما كان يدري بأنه .........................ملغّمٌ بذاكرته الأليمة .

أهي ساعتهُ التي وسوست لهُ كي يسرع ، أم إحساسهُ بوجودها في نطاق وعيه  وإدراكه اللاواعي لحضورها بتردّدات جسدها والتي حفظها جسدُهُ غيباً  ، أسرع به هكذا .


شيء ما عصف في داخله بأن يصعد المصعد وهو الذي ماتعوّد حتى أن يتجوّل بين طوابق أعماقه بدونها ، تفاجأ بذلك الوجه الذي أدمنهُ لسنوات ، بذلك العطر الذي احتلّهُ وقفز إلى ذاكرته مراراً وتكراراً فكان ترياقاً للّيالي الجليدية .

 لكن ظلال سنين أيامه كانت قد ألقت تعبها عليه أكثر من عينيها اللتين لازالتا تحتفظان بذيّاك البريق العسلي الاستثنائي لعواطفه .

 

ما الذي أوعز له في هذا الصباح المراوغ أن يلبس تلك الكنزة بالذات بدون وعيٍ منه ، لطالما حذف هذا اللون من رزنامة ملابسه كي لا يشتمّ عطرها في ثناياه فيوقظ فيه برد السنين .

 

كان كلّما رأى عينان عسليّتان ، يشتعلُ حنينهُ وينتفضُ قلبهُ بالدقات كأجراس الكنائس في العيد .

لكن وفي تلك الدقائقِ بالذات تباطئت الساعة ومرّت السنوات أمام عيني عقله ، فقد كانت تلبس نفس اللون الذي عشقه لأجلها ( والذي احتال عليه صباح اليوم ليلبسه )،

مع قرطٍ يحمل نفس اللّون يهسهسُ بأحجاره الخضراء  المزرقّةِ اللامعة  .

 

صفعتهُ العاصفة وسقط فريسةَ أشواقهِ الدّفينةِ والتي قلّم أشواكها لأعوامٍ مضت :

 

كيف أيّامُكِ ؟................................. بخير

وأنت ؟.......................................

( توقّف الزمن للحظاتٍ لتعلق الإجابة في حبالهِ الصوتية  )

ثم نطق : عاديّة.............................

 

صرخت الأسئلةُ بداخله : لماذا هذا اللون بالذات ؟ وهذا اليوم بالذات ؟ وهذا العطر بالذات لازال متوحداً معكِ ؟

أجاب الصمت بين جناحيه : نبتَ للحنين عندي أصابعٌ وأقدام فركضَ مراراً نحوكِ ، وأشارت أصابعهُ مراراً لكِ ..................لكنكِ رحلتِ .

تركتني على قارعة الدهشة ورصيف الألم ...............ورحلتِ .

لماذا عدتِ الآن بعد أن تعوّدتُ غيابكِ ؟ لماذا بعد أن اجترعتُ آخر قطراتي من كأس صبري وكدتُ أُشفى منكِ ؟

 

نزلت من عينيها دمعةٌ أحرقت كلَّ غاباتها الخضراء وفكّت قيود الذكريات ، وكأنّ أصوات أنين أعماقه رنَّ صداها في أعماقها .

 

فُتِحَ بابُ المصعد ، لتخطو قبلهُ خطوتين على وجعهِ وجرحهِ النّازف الذي خيّطهُ مئاتُ المرات في غياب شمسها من حياته .

توقّفت ثانيةً وكأنها أرادت أن تعطيه إجاباتٍ لما تبقّى من نداءاته الخفيّةِ لها ، ولكنّها خطت بعيداً مخفيةً دمعتها الحارقة ، فهي حتى الآن ليست مستعدةً لانهيار حصونها عندما تشرحُ لهُ أسباب ضعفها وهروبها من دروبه إلى دروب مرضها.............؟؟؟؟؟؟؟؟ 

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-01-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد