كما هو معتاد أطلعت على تعليقاتكم الرائع حتى لو قست عليّ ، القسوة تعلم وتبين الخطأ ، وأنا أدعو لإخواني الشهداء في الثورات العربية أن يتغمدهم الله بواسع رحمته ، وأعتذر لأهلهم وأقربائهم وأنا لم أقصد الاساءة لهم ، بل أنني كنت أدافع عنهم أليس من حقهم الحياة ؟؟
أليس من حقهم أن يعيشوا الآن أفراح الحرية ؟؟ لماذا قتلوا ؟؟ ألم يكن هناك أسلوب أفضل يوصل مطالبهم ويحقن دمائهم ؟؟ ، أقف لهم احترامًا وتقديرًا وأقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .....
تساءلتم عن الانجازات في الدولة العربية وسوف أجاوب عليها وبشكل واضح ، أليس الشعوب العربية هي من عمل في المصانع والمدارس والجامعات ، ألسنا نحن من شيد المباني وبناء الأجيال ، أتحدث عن الشعوب وليست القيادات ، أتحدث عني وعنك وعنكم جميعًا من ننطلق صباح كل يوم للركض خلف عيشتنا ، أتحدث عن الشعب المسكين الذي يخرج كل صباح في الشمس الحارة وفي الجو البارد من أجل بناء الوطن والحصول على رزقنا .
أنا مع الشعوب ولست ضدهم ، ولكني أسعى للبحث عن وسائل أخرى تحقق مطالب الشعوب وتحقن الدماء ، ألا يكفى من يسقط من إخواننا الفلسطينيين الذين يقتلون على يد العدو الاسرائيلي ، نحن بحاجة إلى وحدة عربية تحقق الحرية لإخواننا في فلسطين وتعيد القدس إلى الأحضان العربية ، لماذا لا ندعو الفلسطينيين للخروج في مظاهرات مليونية ضد العدو المتربص بالأمة العربية ، لماذا لا نجند رجالنا للجهاد عن الأقصى الشريف ، لماذا لا يخرج الفلسطينيين في مظاهرات مليونية ضد الانقسام الداخلي الذي خدم العدو الاسرائيلي في مقالاتي السابقة لم أكن أصرح بما أقصد ولكني اليوم خرجت عن المألوف وأعلن رؤيتي (( يجب أن تتوحد الشعوب العربية للوقوف ضد العدو الاسرائيلي ، لماذا لا تخرج الشعوب العربية عن طاعة حكامها وتنطلق للجهاد ضد العدو الاسرائيلي ، لماذا لم نجعل ثوراتنا العربية تكون وجهتها إلى الأقصى دون الاستجابة لحكامنا بدلا من أن يقتل الأخ أخيه ويحدث السلب والنهب ويهرب المال العام وترتفع الأسعار أضعاف مضاعفة ، لماذا ... ولماذا ... ولماذا)) ....
.
هناك من يقول أن هناك حجب لبعض الآراء المعارضة لرأيي ، وأنا أشهد الله وهو خير الشاهدين أنني أحب آرائكم من كان معي ومن كان ضدي ، وأحب أن أناقشكم وأنشر المحبة بيننا ، نعم قد تفرقنا الحدود والقوانين ولكن يجمعنا الدين والمصير والمحبة ، فأنا وأنتم إخوان مصيرنا واحد وهدفنا واحد وأملنا واحد ، قلبي يذوب حزنـًا على الإخوان في ليبيا ، واستغرب مثلكم أفعال القذافي الذي استخدم قذائفه ضد من دافعوا عنه ، الشهداء الآلاف الذين سقطوا في ليبيا ياليتهم سقطوا في فلسطين ضد العدو المشترك لنا جميعًا ، ولكن المصيبة أنهم سقطوا بأيدي مرتزقة جلبهم من كان قائد للشعب الليبي وحسرتاه على الدم العربي الذي يزهق بدون حق ، أن كان هدفي من الدعوة للحوار بين الشعوب والحكام هو حقن الدماء وجعل القوة هي آخر حل ....
أعذروني فقد أخطئ أحيانـًا في التعبير عن الهدف الحقيقي الذي أسعى إليه ولكن أرجو أن تكون الصورة أصبحت واضحة للجميع ، وأنا مستعد للتوضيح أكثر إذا لم تتضح لكم الصورة ، لا أستهزئ بالشهداء لأن مكانتهم عند الله عظيمة ، رحمهم الله رحمة واسعة ، أحد أقربائي ويعمل رجل أمن استشهد في مواجهة مع الحوثيين في الخوبة العام المنصرم ، ولا أخفيكم أنني لم أستطيع أن أعبر عن الموقف وأنا أقف أمام جثمانه ، الشهيد له هيبة عظيمة خاصة عندما يموت دون دينه ووطنه وأهله ، أسأل الله ألا يريكم أي مكروه ، وأن يحقن دماء الأمة العربية ويحقق آمالها ....
ومضة :
(( مهما تعقدت الأمور وتكالبت الخطوب ، فإن الغيوم سوف تنقشع ، والحقيقة سوف تنجلي ، والنهاية سوف تكون للعدالة)) .... هذا هو شعار محبكم سامي السعدي